تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اعلام الرّقَاة ((بِأنَّ الجِّنَّ)) مِنْهُمُ المُؤمِنُونَ وَ الطّغَاة

ـ[علي سَليم]ــــــــ[03 - 11 - 10, 07:39 ص]ـ

إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.

كان من الله سبحانه في علاه ان يختبر عباده ليميز بين الخبيث و الطيب و الصادق من الكاذب فكانت الامراض على نوعيها امراض عضوية و اخرى روحية تتعلق بالسحر و المس .....

و كان السحر و المس بظلم الانس لبني جنسه او بظلم الجن للانس و هذا يعرفه اهله لا خلاف حوله ....

و الذي اردته من هذه الرسالة تصحيح مفهوم تلقاه بعضا من اهل العلم فحزنت للجهل القائم بين اوساط هذا الصنف منهم ....

فمعلوم من الدين بضرورة انواع الظلم و احكامه و لا يخفى هذا عن العامة فضلا عن الخاصة منهم و الذي يهمني الان هو ان الظلم واقع من الجن كما واقع من الانس و من فرّق بين هذا فعليه بالدليل ....

ثم الجن منهم مؤمن و منهم كافر كحال بني آدم فقال تعالى كما في سورة الجن (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)

و من قال عن كتاب ربنا بمقولة النفر المذكورين فهو مؤمن قطعا ثم تتأكد القطعية بنفي الشرك مستقبلا ثم تنزيه المولى عن الولد و الصاحبة ... انه التوحيد بعينه ....

اذا كما في الانس مؤمنون موحدون كذلك في الجن امثالهم .....

ثم قال تعالى عنهم:

وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا

فالكذب ثابت هنا و هناك .... كما في الجن هو في الانس و هذا معلوم ملموس بين اوساطنا فتنبه لهذا لانني ساعوّل عليه كثيرا ....

ثم قال تعالى:

وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)

و هنا ذكر المولى سبب الرهق الذي اصاب الانس و ذلك بطلب العون و العوذ منهم و الرهق على حسب اعتقاد العائذ ....

فمن اعتقد عونهم هو المطلوب تاركا عون المولى و الطلب منه فهذا كفر ابتداء و انتهاء قولا واحد,,,,

و من اعتقد عكس هذا و طلب العون منهم فجرمه اخف اتفاقا حيث كانت خطيئته انه تعامل مع (صدقك و هو كذوب .... و سياتي معنا تصحيح هذا المفهوم)

ثم قال تعالى:

وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)

و هنا يأتي التأكيد على التشابه القائم بين الصنفين, فكما ان الانس ظنوا بالله سوءا فكذلك كان حال الجن .... و من حكم على الكل فليحكم على كلا الطرفين و هذا لا يقوله عاقل بله مجنون فتنبه!!!!

ثم قال تعالى:

وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11)

اذا لا مجال للنقاش بعد الان فمنهم كما منا صالحون و دون ذلك في الصلاح ......

ثم قال تعالى:

وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)

و كذلك منهم المؤمن و منهم الخائف الوجل و لا فرق بين الجن و الانس في كل هذه الصفات و لله الحمد ....

ثم قال تعالى:

وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)

فكذلك منهم المسلمون و منهم القاسطون الظالمون و هل حالنا ليس كحالهم؟؟؟؟؟ فكن على هذا من بصيرة و الاّ ستكون مكذبا للكتاب من حيث لا تدري!!!!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير