- التنبيهُ على أنَّ المجتمعَ إذا بلغَ به الانحطاطُ مبلغاً عظيماً - لا يستحقون معهُ غيرَ الخسفِ والمَسخِ – فإنَّ هذا الانحطاطَ يصبحُ مألوفاً عندهم ولا حياءَ فيه وتكُونُ القحةُ شعاراً لهم وذثاراً , بل المُستغرَبُ عندهم هو مدافعة هذا الشذوذ كما فعل قومُ لوطٍ مع نبيٍّ كريمٍ من أنبياء اللهِ وصرَّحوا لهُ بما يعلمهُ عنهم من حبِّ اللواطِ وصرفِ غاياتِ الأماني لممارسته فقال الله عنهم (قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيد) , وهذا واقعٌ اليومَ في بعض المجتمعاتِ التي اعتادت مقارفة بعض المناكر والآثامِ حتى أصبحَ الغريبُ المُنكَرُ فيها من يخالف هذا الطوفان المجتمعي الذي يطفحُ قحةً وخروجاً على الفطرة ومن أمثلةِ ذلك: (الشركُ الأكبرُ المتمثلُ في قصدِ المشاهد للجإ والضراعة وسَوقِ القرابينِ , وتعظيم السحرة واعتقادُ الضر والنفع فيهم , عبادة القبور , ترك الصلاة حتى بلوغ الأربعين – ترك الحجاب – شراب الخمر – التساهل في العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية - التواصي بالكَسب المُحرَّم - أكل أموال العمَّال والضَّعفة بغير حقٍّ ..... الخ) والدعوةُ في مثلِ هذه المُجتَمعاتِ تحتاجُ كثيراً من السياسةِ والعقلِ والحكمةِ واستشارةِ العلماء وتدبُّر القرآنِ وحديثهِ عن دعوة الرسل.
- ومن الأساليب التربوية في القرآن أنَّ الثقافة والعلمَ من أهمِّ عوامل المساعدة على الانقياد للحق والإيمان , بخلاف الجاهل المتكبِّرِ فإنه مطبوعٌ على القحَةِ ولا تغني عنهُ النُّذر أو تؤثرُ فيه المواعظُ ولا يقنع إلا بتحقُّق الوعيد لانغلاق فكره وضيق مساحة الإدراك عنده, بل قد يكونُ الأولى الإعراضُ عنهُ حتى لا تحملهُ القحةُ على أن يقول مقولةَ قومِ نوح (قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:06 ص]ـ
اخي الحبيب الاديب ابا زيد:
أظن -وصوبني- انهم لا يريدون ما نبهت عليه هنا الا اذا قرنوه بوصف او بعموم،واما اذا قرن بعين فانه ياخذ وصف ذاك العين ... اليس كذلك؟
ابا زيد!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:56 ص]ـ
اخي الحبيب الاديب ابا زيد:
أظن -وصوبني- انهم لا يريدون ما نبهت عليه هنا الا اذا قرنوه بوصف او بعموم،واما اذا قرن بعين فانه ياخذ وصف ذاك العين ... اليس كذلك؟
أخي الحبيب:
إذا قُرن بوصفٍ أو عينٍ أو عمومٍ فلا أحسبُ أنَّ في أيٍّ من ذلكَ فرقٌ (وما أنا بمُستيقنٍ) , بمعنى أنَّ المآخَى بينهُ وبينهم آخذٌحُكمَهم في الصفَةِ الجامعةِ المُشتَرَكة بينهما لا حُكمَه في كل شيءٍ بمعنى أن كلاً منهما يقومُ مقامَ الآخرِ لأنَّه لو كانَ كذلك لقيلَ فيه أنت شيطانٌ أو حمالةُ الحطب أو فرعون مع أنَّهُ قد يقالُ ذلك تشبيهاً ومبالغةً وتغليباً , فالمُبذرونَ وضُلاَّلُ بني آدمَ عموماً إخوانُ الشياطينِ والجامع بينهم مع الشياطينِ هو اتباعهم لهم ومُشابهتُهم إياهم وإرضاءهم لهم بمعصية الله تعالى وكونهم موافقين لهم في الصفة والفعل.
ولاحظ مقولة بني إسرائيل للطاهرة البتول مريمَ عليها السلامُ يوم ولدتْ عيسى عليه السلامُ (يا أُخْتَ هَارُونَ) مع أنَّ هارونَ على أحد الأقوالِ رجلٌ صالحٌ ناسكٌ فآخوا بينهما لصلاحها وصلاحهِ , وقيلَ هو رجلٌ فاسقٌ من بني إسرائيلَ فأرادوا مؤاخاتها لهُ من حيثُ عمومُ الفسقِ فكبرت كلمةً تخرجُ من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.
ـ[حسين محمد المهدى]ــــــــ[09 - 11 - 10, 07:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الأشبال الزبيري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 10:02 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:34 م]ـ
يَقولُ الشيخُ محمَّدُ رشيد رضَا وقد لقيَ ربَّهُ قبل أكثرَ من سبعِينَ عاماً ما نصُّهُ في وصفٍ كُبراءِ مدنيَّةِ عصرِنا التي تجعلُ بعضُ مشاربِها القحةَ كتاباً مُقَدَّساً يهدي إلى طريقٍ مستقيمٍ {طَالَ عَلَيْهِمْ عَهْدُ اسْتِبَاحَةِ الْفَوَاحِشِ وَأُلْفَتِهَا حَتَّى خَلَعُوا الْعِذَارَ، وَتَجَرَّدُوا مِنْ جَلَابِيبِ الْحَيَاءِ، وَأَمْسَوْا عُرَاةً مِنْ لِبَاسِ التَّقْوَى وَحُلَلِ الْآدَابِ، كَأَهْلِ مَدَنِيَّةِ هَذَا الْعَصْرِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي مَوَاخِيرِ الْبِغَاءِ السِّرِّيَّةِ، وَمَا يَقْرُبُ مِنْهُ فِي حَمَّامَاتِ الْبَحْرِ الْجَهْرِيَّةِ، حَتَّى كَادُوا يُعِيدُونَ لِلْعَالَمِ فُجُورَ مَدِينَةِ (بُومْبَايَ) الرُّومَانِيَّةِ، الَّتِي خَسَفَ اللهُ بِهَا وَأَمْطَرَ عَلَيْهَا مِنْ بَرَاكِينِ النَّارِ مِثْلَمَا أَمْطَرَ عَلَى قَرْيَةِ قَوْمِ لُوطٍ مِنْ قَبْلِهَا}.
هذا قبلَ أكثرَ من سبعينَ عاماً , فكيفَ لو رأى رحمهُ اللهُ برامجَ الخَنا والزِّنا في عصرنا الحاضر.!!
¥