تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا يلزم في استجابة الدعاء حصول المطلوب بعينه]

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:28 ص]ـ

السؤال: جاء في مسند أبي داود في الحديث الذي صححه الألباني في صحيح الجامع من حديث سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \" وقتان لا يرد فيهما الدعاء، أثناء الأذان ووقت نزول المطر .. \" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وهناك أيضاً أحاديث أخرى ذكرت الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء، فما المقصود تماماً بقولهم أن الدعاء لا يُرد في هذه الأوقات؟ هل المقصود أن المؤمن سيحصل على الشيء الذي دعا الله أن يعطيه أم أنه يصرف عنه من البلاء بقدر دعاءه أم أن الدعاء يُدخر له إلى يوم القيامة؟

الجواب:

الحمد لله

أولا:

للدعاء مواطن فاضلة كريمة جدير أن يستجاب للعبد فيها لشرفها وفضلها، فمن تلك المواطن: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات، وعند النداء بالصلاة، وعند التحام الصفوف في الجهاد، وعند نزول المطر، وفي حال السجود، إلى غير ذلك من مواطن الإجابة.

راجع لبيان ذلك إجابة السؤال رقم: (22438)

والداعي لا بد أن يتحلى بآداب الدعاء المستجاب حتى يستجيب الله له بإذنه سبحانه، وكي يستجاب له فلابد من تحقيق شروط الاستجابة وانتفاء موانعها.

قال ابن القيم رحمه الله:

" والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به، والساعد ساعدا قويا، والمانع مفقودا، حصلت به النكاية في العدو. ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير. فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح، أو الداعى لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء، أو كان ثَمّ مانع من الإجابة لم يحصل الأثر "

انتهى.

"الجواب الكافي" (ص 8)

وهذا شأن كافة الأذكار والأدعية والتعويذات الشرعية: لا بد من ثبوت الشروط وانتفاء الموانع، وإلا لما رُدّ دعاء أحد، قال الشيخ ابن باز رحمه الله:

" كثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره؛ لعدم توافر الشروط , وعدم انتفاء الموانع , ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو بالدواء لم يمت أحد " انتهى.

"مجموع فتاوى ابن باز" (8/ 61)

وينظر إجابة السؤال رقم: (5113)

فإذا تحلى الداعي بآداب الدعاء، وقصد مواطنه وأوقاته الفاضلة، وابتعد عن عصيان الله، واحتاط لنفسه من الوقوع في الشبهات والريب، وأحسن الظن بالله: فإنه جدير أن يستجاب له بإذن الله.

ثانيا:

قبول الله تعالى لدعوة من دعاه، وإجابته لما طلب، على أنواع: إما تعجل له دعوته بخصوصها، أو أن يصرف عنه من السوء بمثلها، أو يدَّخر ذلك له أجراً وثواباً يوم القيامة.

فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ؟ قَالَ: اللَّهُ أَكْثَرُ).

رواه أحمد (10749)، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب (1633).

قال ابن عبد البر رحمه الله:

" فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة " انتهى.

"التمهيد" (10/ 297)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

" كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة: فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه، وقد ورد في ذلك حديث صحيح " انتهى.

"فتح الباري" (11/ 95)

وقال ابن حجر أيضا رحمه الله: فِي شَرْحِ حَدِيثِ: " يَنْزِل رَبُّنَا. . . ":

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير