[القصاصين و قصة عبدالله بن حذافة]
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[03 - 05 - 03, 10:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قصة أسر عبد الله بن حذافة السهمي رضي اللع عنه صحيحة و لكن بعض القصاصين يزيد فيها زيادات لا تثبت و هي غير صحيحة.
و هذا نص القصة كما يذكرها أحد القصاصين بدون نقص أو زيادة:
عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه أسير في بلاط ملك الروم
حشد الخليفة خيرة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في جيوش الفتح التي وجهها إلى الشام.
و من أؤلئك الصحابة الأبرار عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى.
و في إحدى المعارك التي خاضها جيش الإسلام على مشارف (قيسارية) تكاثرت من حول عبد الله بن حذافة صناديد الروم فاقتادوه أسيراً إلى معسكرهم، و جيء به و قد أثقلته القيود بين يدي ملك الروم.
قال الملك و قد عرف مكانة عبد الله في المسلمين: يا عبد الله هل لك أن تتنصر فأقربك مني وأزوجك ابنتي.
فيجيبه الصحابي المؤمن: فإن لم أفعل.
قال الملك: الآن ترى.
و أمر به فصلب و أمر أحد رماته المهرة فرماه بسهمين أحاطا برأسه عن يمين و عن شمال.
ثم اقترب الملك من عبد الله و قال: أفلا تجيبني إلى ما دعوتك فتنجو بنفسك.
فيجيبه عبد الله: فإن لم أفعل.
فيتمعر وجه الملك غضباً و يقول: الآن ترى.
و يأمر بقدر يغلي فيه الماء حتى يفور، ثم يؤمر بأسير فيقذف في القدر فإذا عظامه تلوح، ثم يقترب من عبد الله بن حذافة فيقول:
أفلا تجيبني إلى ما دعوتك فتنجو بنفسك.
فيجيبه عبد الله فإن لم أفعل.
فيشتط الغضب بملك الروم و يأمر بقذفه في الماء المغلي فيقتاده الجند فيبكي عبد الله فتنفرج أسارير الملك عن بسمة شامتة و قد ظن أن عبد الله يبكي جزعاً من الموت، فيصيح الملك في جنده أن يردوه.
و يسأله شامتاً: أما كنت في غنى عن كل هذا لو أنك أجبتني إلى ما عرضته عليك.
فيجيبه الصحابي المؤمن: كأنك أيها الملك ظننتني بكيت جزعاً من الموت، لا و الله ما بكيت جزعاً من الموت و لكنني تذكرت أن ليس لي إلا نفس واحدة أموت بها هذه الميتة في سبيل الله و قد كنت أتمنى أن تكون لي ألف نفس تموت هذه الميتة في سبيل الله لا كما ظننت.
و يعجب الملك بشجاعة عبد الله و يميل إلى أن يطلق سراحه فيقول له:
أتقبل رأسي و أطلق سراحك.
فيجيب الصحابي المؤمن: لا أفعل.
فيقول الملك: و أطلق معك ثمانين أسيراً من قومك.
و يطرق الصحابي هنيهة، فلا يرى بأساً أن يقبل رأس ملك الروم إذا كان في ذلك فك أسار إخوانه من الأسرى، فيقول للملك:
أما هذه فنعم و يتقدم منه و يقبل رأسه.
و يعود عبد الله بن حذافة السهمي و الأسرى إلى المدينة، فلما رآه عمر بن الخطاب رضي الله عنه احتضنه و قبل رأسه.
و كان أصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يمازحون عبد الله فيقولون له: تقبل رأس علج يا عبد الله.
فيجيبهم:
ما ضرني ما فعلت و قد أطلق الله بتلك القبلة ثمانين أسيراً من المسلمين.
رضي الله عن عبد الله بن حذافة و أرضاه. اهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت:
للأحاطة و العلم فإن هذه القصة رغم شهرتها في بعض الأشرطة و الكتب إلا إنها غير صحيحة عند علماء الحديث أنظر ما يلي:
1) ضعفها العلامة الألباني في كتابه (إرواء الغليل) 8/ 156ــ 157 رقم الحديث 2515.
2) ضعفها أيضاُ الشيخ الفاضل مشهور حسن آل سلمان في كتابه (قصص لا تثبت) الجزء الثالث 73 ــ 91 القصة الثالثة و العشرون.
و غيرهما من أهل العلم و من أراد المزيد في معرفة من تكلم على هذه القصة فاليراجع كتاب قصص لا تثبت 3/ 76.
العبرة بصحة الاسناد لا شهرة القصة فكم من حديث مشتهر على الألسن و هو غير صحيح بل أحيان يكون لا أصل له في كتب الرواية كحديث ((خير الأسماء ما عبد و حمد)).
فائدة: قال الامام ابن سرين رحمه الله: إن هذا العلم دين فأنظروا عمن تأخذون دينكم.
و قال الامام أمير المؤمنين في الحديث عبد الله بن المبارك: الاسناد من الدين و لو لا الاسناد لقال من شاء ما شاء.
و للمزيد من الفائدة في بيان أهمية الدقة في النقل أنظر مقدمة صحيح مسلم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 09 - 07, 12:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قصة أسر عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه صحيحة و لكن بعض القصاصين يزيد فيها زيادات لا تثبت و هي غير صحيحة.
و هذا نص القصة كما يذكرها أحد القصاصين بدون نقص أو زيادة:
اخي هل هذه القصه هيا الصحيحه والتي بها زيادات لم تذكرها
ام ماذا ... ؟
لو ارفقت القصه الصحيحه إن وجدت بدون الزيادات بارك الله فيك
ـ[أبو المنذر سراج الدين]ــــــــ[29 - 11 - 09, 07:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
¥