تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رضيتُ بالله ربّاً ... صدقتَ أو كذبت

ـ[علي سَليم]ــــــــ[06 - 11 - 10, 07:23 ص]ـ

الحمد لله تعالى حمداً كثيراً طيّباً حتّى يرضاه و الصّلاة و السّلام على حبّه و خليله خاتم الرّسل صلاةً و سلاماً حتى يرضاه و على منْ تبعه و والاه الى يوم الدّين:

أمّا بعد:

قلّ منْ يُدرك أنّ منازل السالكين الى الله تعالى لا تفتقر الى كثير عملٍ بل قليله مع ما وقر في القلب ليكفي أنْ يصل العبد الى منزلة تاه فيها العابد القائم في الارض كتيه بني اسرائيل يوم تمثّلوا وقوفاً ( .... فاذهب أنت و ربّك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون) فكانت العقوبة في قوله جلّ ذكره (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الارض ... ) الآية

فمع كثير عمل الخوارج الذي يمرقون في الاسلام و احتقار عمل كبار الصحابة لدليل ندلّل عليه و لله الحمد ...

فكان رسولنا صلّى الله عليه و سلّم أعلمنا و أعرفنا و أتقانا بالله تعالى و كان يقوم من الليل و يرقد بعضه و يصوم يوماً و يُفطر أيّاماً و يصوم أيّاماً و يُفطر يوماً و يأكل الثريد و ينكح ما طاب له من النّساء و يطوف عليهنّ في ليلة واحدة و يُصبح ينضخ طيبا فلا صلى و لا قام منْ رغب عن سنّته فصيام الدّهر رمضان و ستة أيّام من شوّال أو ثلاثة أيّام تُدعى أيّام البيض لهو عين صيام الدّهر و منْ صام يوماً و يوماً و هكذا فلا صام ...

هذه منزلةٌ قلّ منْ يفقه كنْها و منْ أحاط بها فهو على خيرٍ عظيمٍ باذن الله تعالى و لذا كانت تلك المضغة التي يُنكّت فيها نكتة سوداء أو بيضاء هي كأرضٍ نقيّة قبلت الماء فأنبت الكلأ و العشب الكثير ...

فمنْ رابط على ثغرها و قاتل دون الرانّ يتقوّل قول الله عزّ و جلّ (الاّ منْ أتى الله بقلبٍ سليمٍ)

و كنْ على حذرٍ _يرعاك الله_ من شراك من توعد قائلاً (لأغوينّهم أجمعين) و لا مفرّ الاّ أهل الإخلاص و منزلة المخلصين (الاّ عبادك منهم المخلصين)

و الإخلاص لا مكان له غير تلك المضغة المذكورة آنفا و لذا كان موتها موت من حملها سواء كان الموت معنويّا أو جسديّا ...

و عندها تُدرك أُخيّ أنّ القلبَ موطنٌ للإيمان و ثمراته فتارة يعزم عليك بالجلوس لتؤمن ساعة و تارة يوسوس ليكسب عملاً لا يُرضي الله تعالى.

و بين هذه و تلك هُنيّة تُصبح على قوله تعالى (ليزدادوا ايماناً مع ايمانهم) و هنيّة تُمسي على النّقصان ...

و اعلم_هداك الله_ أنّك لنْ تصل الى الله تعالى حتى تكونَ راضياً مرضيّاً و لا تمكثَ طويلاً عند قولنا (مرضيّاً) بيد لا تُفارق قولنا (راضياً)

فالله يرضى بأن تُسقي كلبا يلهث عطشاً و يًشكر لك بله يُدخلك الجنة و يسخط إن حبستً هرة فماتت جوعاُ فيدخلك ناره ...

فالله يرضى بأقل من الأولى و يسخط بأقل من الأخرى فصراط القلب صراطاً أدقّ من الشعر و أحدّ من السيف ...

فمهما بلغت ذنوبك حتى عنان السماء و قراب الارض فالله يقبل و يعفو و يمحو إن أقبل القلب اليه تائباً و يرضى عنك بيد هل أنت راض عنه سبحانه و تعالى!!!

فغالب النّاس يبحث في ركاز الأرض و على شغف الجبال و مواقع القطر عن رضى الله تعالى فيظلّ يُهرول حتى تنقطع أنفاسه و يُدركه ملك الموت عليه السلام على غفلة ..

و منزلة رضى الله لا تستلزم ذا التنقيب إذ حقيقة الأمرمسيرتها أسألك اللهم برحمتك و عفوك الرحمة و العفوَ ... فمقدارها كتسبيح المصلي في سجوده.

بيد رضاك عنْ خالقك و منزلته لا تغفل عنه ساعة و لطالما تمثّلتَ قائلا (رضيت بالله ربّا .... ) و يقول لك قلبك كذبتَ ...

هل رضيتَ يوم كنتَ عائلا؟؟؟ أو يتيماً؟؟؟

هل رضيتَ يوم بُترتْ أطرافك أو طُمستْ كريمتيك؟؟؟

هل رضيتَ يومَ تساوى فيه فطرك و صومك و وقوفك و نومك؟؟؟

هل رضيتَ يومَ توفيّ النبيّ صلّى الله عليه و سلم؟؟؟

عندما ترضى بقضاء الله و نوازل الدّهر فهنيئا لك متزلة الرضى.

و هل رضيتَ يومَ فرض الله عليك الصوات الخمس و الصيام؟؟؟

هل رضيتَ يومَ نادى المنادي أن انفروا خفافا و ثقالاً في سبيل الله تعالى؟؟؟

عندما ترضى بأمر الله تعالى فهنيئا لك منزلة الرضى

و هل رضيتَ يومَ قال (لا تقربوا الزنى) و (لا تقتلوا أولادكم خشية الانفاق)؟؟؟

هل رضيتَ يومَ قال (لا تأكلوا الربى) و (لا يغتب بعضكم بعضا)؟؟؟؟

عندما ترضى بنهي الله تعالى فهنيئا لك منزلة الرضى

لا أُخالك الاّ أنْ تكونَ متقوّلاً قول يوسف عليه السلام (السجن أحبّ اليّ ممّا يدعونني اليه) فالزم بيتك أحبّ الى قلبك من مخاطة المنكر و فرّ بدينك أحب الى قلبك من مخالطة الشبهات و حول هذا تُدندن منزلة الرضى.

و عُصارة ما كتبناه و لبّ ما تناولناه يتلخّص في قولنا:

اذا رضيتَ بقضاء الله و قدره و أمره و نهيه و عدله و رحمته و غضبه فأنت راض عن ربّك فعضّ على ذا الرضى بالنواجذ و الضواحك و الطواحن معاً.

ـ[علي سَليم]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:35 م]ـ

هلا رضينا عن الله سبحانه و تعالى ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير