تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و اصبحت الدول الاسلامية ذات انظمة كفريّة تعلن الولاء و الموالاة لذاك العالم او لغيره ان وافق فتواه هواها و ان غيّرها بعد فترة وجيزة و هذا ان كان من العلماء الربّانيين حيث يدرون مع النص حيث دار و يطلقون للحق صراحه فلا يخافون في الله لومة لائم و يقيّدون احيانا الحق انطلاقا من ميزانهم الدقيق بين المفاسد و المصالح فالحق حقا و الباطل باطلا فلا ينكرون حيث تكون نتيجة انكارهم منكرا فاحشا و ويلا متصببا" و هذا ديدنهم فيجاهدون حيث الجهاد و يمسكون حيث الامساك فلا يتضجّرون من طول الطريق و لا يتأفّفون من سنن الله تعالى فيعرفون حق المعرفة انّ التغيير يكون من ذوات انفسهم الخاطئة القاصرة و هكذا ...

فما أحوجنا لمثل هؤلاء العلماء و الجلوس عند ركبهم و بين ايديهم فالعلم عندهم ما قاله الله و رسوله بفهم الرعيل الاول رعيل الفهم و العلم و العمل ....

فلنعد الى لفظتنا الدخيلة الفهم صحيحة الاصل لولا ليّ السنة الحاقدين الماكرين ......

فلفظتنا هذه يترتّب عليها آثارا سلبية و اخرى ايجابية من كلا الجهتين السياسية و الشرعيه ......

و هي من الالفاظ الدقيقة و الحسّاسة بحيث المتلفظ بها مسؤول عنها يوم القيامة و ما يترتّب عليها من امور و و احكام و ما ينتج عنها من عواقب صحيحة و سقيمة .....

و هي من اخوات فلان في الجنة و فلان في النار بمعنى تحديد الخواتم و تنزيل المنازل ...

و لذلك كان سلفنا الصالح و من سار على دربهم و قفا اثرهم (جعلني الله و ايّاكم منهم) يمنعون التلفظ ب (فلان شهيد) الاّ بشروط قد اشترطوها مستنبطين ذلك من احاديث النبيّ صلى الله عليه و سلم المبيّن لشرع الله تعالى ....

و للمتّبع لسيرة خير خلق الله تعالى يجد هناك كمّا" هائلا" من أقواله صلى الله عليه و سلم تقرّر ما ذهبنا اليه و ما نعوّل عليه ....

فالشهداء كثر و اصناف و مراتب فمنهم شهيد المعركة و منهم شهيد الحرق و الغرق و الهدم و ما هنالك من انواع الشهداء التي نصّت على تعينهم سنة سيد المرسلين و خاتم النبيين .....

و يترتب على شهيد المعركة ما لا يترتب على غيره من الشهداء من احكام دنيوية و اخرى اخروية و هذا معلوم لدى طلبة العلم الشرعيّ .....

فاطلاق الشهادة لفلان او علان لزيد او عمرو من الناس يجب ان تكون بأضيق الحدود فلا بدّ من وجود نص من الكتاب او السنة و الاّ الاستثناء و التعليق و الدعاء لخير قرين يقترن بها و حتى هذا الاخير يتحقق بتحقق شروطه و ينتفي بانتفائها و من شروطه:

1 - دراسة حال المجاهد قبيل المعركة من حيث صلاحه و تقواه و لنا الحكم بالظاهر و الى الله نترك الباطن فلسنا مكلّفين بشق قلوب الناس و النظر فيها و لو كان محالا" لدليل قول النبي عليه الصلاة و السلام لحبّه اسامة عندما قتل ذاك القاتل الذي فتك بالمسلمين و نكل بهم هلا شققت عن قلبه لتعلم انه قالها تعوّذا" اي الشهادة ....

2 - دراسة الراية الذي يقاتل و يجاهد ضمن لوائها و تحت سقفها فهل هي راية اسلامية بحتة .. هل هي لاعلاء كلمة الحق ... ام هي راية حزبية مقيتة ......

و هذا يجرنا لدراسة الجهاد المشروع من غيره, فالجهاد المشروع يلزمه اناسه من حيث الاعداد المادي و الايماني اعمالا لقوله تعالى (و اعدّوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله ..... )

فلا بدّ من الاعدادين فالاعداد المادي من دون الاعداد الايماني لا يساوي شيئا ناهيك انه فيصلا للجهاد المأذون به و هذا مسؤولية اهل العلم و طلبته من تصفية الدين ممّا ادخل فيه و تربية الجيل على الدّين المصفّى ...

فالعلم اولا فالعقيدة اولا فعهد المكيّ هو المطلوب و من استعجل بعهد المدنيّ قبل اوانه فانه لا يحصد الاّ رمادا و و لا يجد الاّ سرابا و الجماعات الاسلامية ليس خبرها عنّا ببعيد ....

فكيف يجاهد المرء ما لا يحسن ماهية الجهاد و الهدف منه و كيف يثبت المرء اثناء التحام الصفوف و هو لم يثبّت حبه التام لله و لرسوله و للمؤمنين في قلبه قبل ان يترجم ذلك عمليا على قالبه ......

كما انه لا ينفع اكتفاء المجاهد بالاعداد الايماني من دون الاعداد الماديّ فهذا الاخير كالاول فلا ينفكّ عنه بحال من الاحوال و من تضلّع في الاول يعلم اهمية الثاني و انّه من الاول فهما توأمان .....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير