تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و للناظر لحال رسولنا الكريم من هجرته و انتشار دعوته و انتهاء بموته صلى الله عليه و سلم لير سيرته الطاهرة حافلة بأخذه الاسباب بعد توكله على خالقه و ناصره ....

و من هذه الاسباب و التي لها علاقة بموضوعنا هذا عدم الاختلاف و الشقاق فقال تعالى (و لا تنازوا فتفشلوا و تذهب ريحكم .... ) الاية

و هذا الخلاف و النّزاع ناشىء عن جهل الانسان بدينه اولا و بكيفية تطبيقه ثانيا فيوالي و يعادي لنفسه و لشيطانه او يضع هذه الموالاة و المعادات في غير مكانها وعلى غير اهلها ....

يريد الناس كل الناس على اتقى رجل و اورع عابد و افقه عالم و هذا محال , فالعقل عن العقل يختلف و الفهم عن الاخر يتفاوت و الى غير ما هنالك من عوامل تحول دون تحقيق امنية المتمنّي و امل الراجي ...

و اما هذه الفرق المبثوثة على هذه المبسوطة فهي من ابعد الناس عن العلم الصحيح فضلا عن العمل به الا ما رحم ربي, فاكثرهم يتشوّق للامارة و يعمل لها و لو وصل الامر اليه و وسّد له لقرّب اهله و مواليه و لو كانوا من ابعد الناس قربا الى الله تعالى!!!

ثم يمهّد لنفسه الفتية فلا يماري فيها فهى ديدنه صباحا مساء و لكل نازلة ممرّ و لكل معضلة حلّ فقد جمع الدين كله بين عينيه فلا تفوته مسألة و لا تعوقه معضلة , فالدين عنده يسر و هو كذلك بلا شك و لكن يسره منوط باحكام الله تعالى لا باذواق الرعاة فتكليف الله تعالى كله ضمن المستطاع و القدرة فهو سبحانه اعلم بحال هذا الانسان و ما يستطيعه مما لا يستطيعه .....

فتراه لا يبالي في فتواه و زيّن له الشيطان زخرفا من القول فظنّ بنفسه تيمية الحراني و ناصر الالباني فلا تعدوه المشورة الى غيره فهو اهل لها و لاجلها خلق ...

فيتتبّع الرّخص من هنا و هناك و ما هي من دين الله بشيء و ما يفعل ذلك الاّ زنديق و منافق معلوم النفاق لو عرف الله تعالى حق المعرفة و اتّاقه حق التقوى لأغلق بابه و غمر خطيئته و لاسدل عليه ثوب التوبة و لادمن تدبر سورة براءة ......

و لكن غرّه طول الامل و حسن العمل و الحسن ما كان حسنا في كتاب الله تعالى و سنته رسوله و ما عدا ذلك ليس بحسن ....

فتجمع رعاة البشر و اطلقوا لالسنتهم العنان فلا رقيب خشوه و لا حسيب اتّقوه فمدحوا من امروا بذمّه و ذمّوا من امروا بمدحه فالدين عندهم ملك الجميع فهو مرتع للعابثين فخابوا و خسروا فهو محفوظ لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ...

و من جانب آخر نلاحظ اعتداء اعداء الدين على مصلحاته و تدوينها في كتبهم و تلوينها على صفحات جرائدهم فاضاعوا المفهوم الصحيح لتلك العبارات و عطّلوا المقصود لتلك الشعارات ...

و من هذه العبارات و ما اكثرها الشهادة و ما تحتويه من معان سامية و اهداف غالية ..

حتى باتت الشهادة رمزا على من مات مدافعا عن وطنه و ترابه و دولته بغض النظر عن ذاك الوطن و نظامه و علمانيته و اشتراكيته ....

و حتى لو اعلن كفره الصريح و فتك بالمسلمين قتلا و قهرا و تشريدا" فهو من الشهداء السعداء .. فتبا" لهذه الشهادة فهي خليق بها بان تكون شماتة ...

فالشهادة لا تكون الاّ لله و لدينه و الاّ فهي لست من الشهادة بشيء ....

و لخطورة هذا المقال و لفظاظة ذاك المقام ,مقال التّقول على الله بغير علم و مقام المشّرع من دون الله تعالى و حرصا منّا على الفاظنا الشرعية فاوردنا نبذة صغيرة من احاديث نبينا عليه افضل الصلاة و اتم السلام تقرر مقالنا وتؤيده و الا فالموضوع لا يسعه مجلد بله مجلدات و مجلس بله جلسات و لعلّ الله تعالى يهيىء من يقوم بجمع تلك الاحاديث و دراستها دراسة حديثية فقهية على طريقة المحّدثين المتعصّبين للحق الوقّافين عنده ... فعن عمر بن الخطاب قال ثم لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد فلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون قال فخرجت فناديت ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون.

(مسلم)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير