[عشر ذي الحجة .. المجلس الأول]
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 04:49 ص]ـ
عشر ذي الحجة
المجلس الأول: فضل العمل في عشر ذي الحجة
خرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام –يعني: أيام العشر- قالوا: يارسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ , قال: ولا الجهاد في سبيل الله , إلا رجلا خرج بنفسه وماله , ثم لم يرجع من ذلك بشيء)
دل هذا الحديث على أن العمل في إيامه أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها , و إذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده , وقد ورد هذا الحديث بلفظ (مامن أيام العمل فيها أفضل من أيام العشر)
و إذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها , صار العمل فيه –وإن كان مفضولا- أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلا , ولهذا قالوا: يارسول الله , ولا الجهاد في سبيل الله؟ , قال: ولا الجهاد.
ثم استثنى جهادا واحدا هو أفضل الجهاد , فإنه صلى الله عليه وسلم سُئل أي الجهاد أفضل؟ فقال: (من عقر جواده و أهريق دمه)
وأما بقية أنواع الجهاد , فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منها , وكذلك سائر الأعمال , وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره , ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره.
وقد دل هذا الحديث على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منها.
وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنه يصوم العشر , وجاء ذلك عن جمع من السلف, وهو قول أكثر العلماء أو كثير منهم.
ويستحب قيام ليالي العشر, و كان التابعي الجليل سعيد بن جبير رحمه الله إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يُقدر عليه , وروي عنه أنه قال: لا تُطفئوا سرجكم ليالي العشر. تعجبه العبادة.
ويستحب الإكثار من الذكر فيها , لقول الله تعالى (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) –الحج 28 - , والأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء. وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما من أيام أعظم عند الله و لا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر , فأكثروا فيهن من التهليل و التكبير والتحميد) –صححه عامر ياسين محقق اللطائف-.
· هذه المقالة تلخيص من كتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف , لا بن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى
·عبدالله الغامدي – كلية الشريعة بالرياض
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 04:51 ص]ـ
عشر ذي الحجة
المجلس الثاني: فضل عشر ذي الحجة –في نفسه- على غيره من أعشار الشهور
قد سبق ذكر حديث ابن عمر المرفوع (مامن أيام أعظم عند الله و لا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر)
وفي صحيح ابن حبان عن جابر , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مامن أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة) –صحيح بشواهده , عامر ياسين محقق اللطائف-.
وروي عن كعب رضي الله عنه أنه قال (اختار الله الزمان , فأحب الزمان إلى الله الشهر الحرام , و أحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة , و أحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول).
وقال مسروق في قوله تعالى (وليال عشر): هي أفضل أيام السنة , خرجه عبدالرزاق و غيره.
و أيضا , فأيام هذا العشر يشتمل على يوم عرفة , وفيه يوم النحر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر) خرجه الإمام أحمد وأبو داوود وغيرهما –صححه المحقق-.
وهذا كله يدل على أن عشر ذي الحجة أفضل من غيره من الأيام من غير استثناء.
هذا في أيامه , و أما لياليه فمن المتأخرين من زعم أن ليالي عشر رمضان أفضل من لياليه لا شتمالها على ليلة القدر , وهذا بعيد جدا , والتحقيق ماقاله بعض أعيان المتأخرين من العلماء , وهو أن يقال: مجموع هذا العشر أفضل من مجموع عشر رمضان , و إن كان في عشر رمضان ليلة لا يفضل عليها غيرها. والله أعلم.
· ومن فضائل عشر ذي الحجة غير ما تقدم:
1) أن الله تعالى أقسم به جملة و ببعضه خصوصا , قال تعالى (والفجر , وليال عشر , والشفع والوتر)
¥