تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحلم والعفو من أخلاق الكبار]

ـ[السمحي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 11:03 ص]ـ

[ان الحلم فضيلة ومن محامد السالكين الى رب العالمين وهي رياض المخلصين وهي مواطن النبلاء وهي نور الانبياء وسبيل العلماء الربانيين ان الحلم هو من اخلاق الكبار واعني اخلاق المرسلين والانبياء والصالحين انها فضيلة الشرف انها ميزة لايعطيها الله سبحانه الا من اصطفى من عباده خاصة اذا كان ذلك لوجه الله والا فما معنى ان يتحلى الانسان بالاخلاق من اجل ان يكون مشهوراً ومحموداً عند الناس فهذا والعياذ بالله من فحم جهنم لان الاخلاص لبَ العباد ة من ضيعه فقد دخل في قوله سبحانه (وقدمنا الى ماعملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا)) هذا جزاء المرائي في عمله وقال عليه الصلاة والسلام (من سمع، سمع الله به، و من راءى راءى الله به)) فنعوذ بالله من طلب الدنيا بالاخرة , فلهذا الحلم من اخلاق الكبار فلابد من النية الخالصة حتى يجد الانسان الاجر والثواب.

الحلم. هو العفو عند المقدرة كما يذكر ذلك العلماء ان تعفو وانت قادر على الرد ولكن تعفو لله وليس لخوف او مصلحة دنيوية او غير ذلك فهذا الحلم هو اخلاق الكبار وانقل لك صورة حية لواقع هولاء الكبار ابدء برسول الانام عليه الصلاة والسلام ففي يوم من الايام في سفرة من اسفارة مع اصحابه ينزل وادياً ويترك له الصحابة شجرة ظليلة يستظل بها فياتي رجل من المشركين بعد ان نام الرسول الكريم وقد علق سيفه بغصن من اغصان الشجرة فاخترط المشرك السيف وقال يامحمد من يمنعني منك فقام عليه الصلاة والسلام من نومه واذا بالرجل آخذ بالسيف وهو يقول من يمنعني منك يامحمد فقال عليه الصلاة والسلاة الله بثقة ويقين اثقل من الجبال فانتفظ الرجل وانتسف وسقط السيف من يده واخذه النبي الكريم وقال من يمنعني منك الان يا اعرابي فقال الرجل يامحمد كن خير آخذ فقال له عليه الصلاة والسلام اذهب فذهب الرجل بعد ان عفا عنه النبي الكريم الى قومه وقال لقد جئتكم من عند خير الناس فانظر ماذا تفعل الاخلاق بالناس انكم لن تسعوا الناس باموالكم فسعوهم باخلاقكم كما قيل ووصف الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام بانه اواه وحليم اي تواب ورجاع وحليم بل ان من اسماء الله تبارك وتعالى الحليم ومن صفاته الحلم وقد صحح الشيخ الالباني حديث يبين عظمة حلم الله بعباده ان البحر كل يوم يستاذن ربه ان يجتاح العصاة ويمنعه الله ولايأذن له) وقد ذكر رواة التاريخ وكتّاب الاخبار ان معن ابن زايدة وكان من امراء بني العباس فيما اذكر الان كان موصوفاً بالحلم والاناة فاجتمع مجموعة من الناس في بغداد وقالو من يغضب معن فله مائة ناقة جائزة ضخمة جدا فالعرب عندها الابل من انفس اموالها فقام اعرابي وقال انا ثم ذهب واخذا ديم او جلد كلاهما كلمة عربية لكبش وقلبه ولبسه ووقع الذباب عليه والحشرات ودخل على معن ابن زائدة في بيت الامارة وعندما دخل قال:

اما والله لاابدي سلاماً ............................. على معنٍ المسمى بالاميرِ

قال له معن السلام لله ان سلمت رددنا عليك والا فلا عتبى

قال الرجل:

ولاانزل بلاداً انت فيها .................................. وان حزت الشآم مع الثغور

قال معن البلاد بلاد الله ان نزلت حيا هلا بك وان لم تنزل لالوم عليك

قال الاعرابي:

اتذكر اذ قميصك جلد شاة ......................... واذ نعلاك من جلد البعيرِ

قال معن نعم والله اذكر

قال الرجل وهو يحاول ان يغضب معن ابن زائدة الامير فلم يستطع الى الان

وتاوي كل مصطبة وسوقٍ ........................ وقوتك حينها خبز الشعيرِ

المصطبة:الزبالة اراد اغضابه

قال معن نعم اذكر يااخ العرب

قال ارجل:

فسبحان الذي اعطاك هذا ............................... وبؤاك الجلوس على السريرِ

قال معن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

فلما راى الرجل ان لافائدة من الذي قاله في اغضاب معن بداء بسب ام معن

فقال:

فجد لي بمالٍ يابن ناقصة ...................... فقد عزمتُ على الرحيلِ

فقال معن اعطوه الف دينار من الذهب وخرج الرجل من عند معن بعد ان جاء ببيتين مدح فيها معن ابن زائدة والابيات اكثر من كذا ولكن اخترت هذا فقط ففيها الشاهد لبيان الحلم الذي وصل اليه بعض الناس اما الان والعياذ بالله كلمة واحد ربما يقتل الرجل بها اخاه وتحدث القطيعه والشحناء اخلاق متدنية بعيدة عن الاسلام ونوره وسماحته فعلينا ان نصبر ونرحم ويعفو بعضنا عن بعض والمتشاحنان لايصعد لهما عمل حتى يطلحا كما جاء في الحديث عن رب الجلال (امهلوا هذين حتى يصطلحا) فلا ترفع لهما عمال المشرك والمتشاحنان حتى يصطلحا هذا ما احببت ان اضعه بين يدي اخواني ليستفيدوا منه في حياتهم والله اعلم

السمحي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير