تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورواه البيهقي في السنن الكبرى من طريق أيوب بن سويد ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل أن عمر t , فذكره. قال ورواه غيره عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن عبيده عن عمر ,وهو الصحيح.

أقول: ورواية أيوب معلولة لوجهين: الأول: أن عبد الرزاق أوثق من أيوب وعند الاختلاف يقدم الثقة. والثاني: أن أيوب بن سويد قد ضعفه بعض أهل الحديث مطلقاً , منهم أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والنسائي وغيرهم , وهذا يشكك في روايته إذا تفرد فكيف إذا خالف , ومنه يتبين أن رواية عبد الرزاق أصح. وبهذا يظهر أن الأثر إلى عمر صحيح , لأنه ممن يرى كراهية قراءة الجنب للقرآن, والكراهة في هذا الأثر يراد بها التحريم ,وهذا الغالب في اصطلاح الصالح السلف.وترد الكراهة ويراد بها التنزيه

والاحتمالان موجودان في هذا الأثر إلا أن الأقرب للصواب عندي كراهة التحريم ,وهذه الأدلة هي أقوى أدلة المانعين من قراءة القرآن للجنب مطلقا , لا آية ولا بعض آية ,

وقد تبين مما سبق , انه لا يصح في الباب شيء مرفوع إلى رسول الله r, ولكن قد قال بعض أهل العلم: إن الأحاديث بمنع الجنب من قراءة القرآن , وإن لم تصح بمفردها , فإنها ترتقي بمجموعها إلى درجة الحسن لغيره. وهذا فيه نظر , بل الصحيح أنها لا تنتهض بمجموعها إلى درجة الحسن لغيره , لأن التحسين بالشواهد بابه ضيق عند الأئمة المتقدمين: كأحمد وإسحاق وابن معين والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ومن جاء بعدهم: كالدار قطني , فلا يحسنون إلا ما ظهرت قوته ولم يعارضه خبر صحيح ,وقد وقع فيما بعد ذلك التساهل في تحسين بعض الأحاديث بالشواهد حتى مع وجود الخبر الصحيح المعارض لها ,والله أعلم.

وأقول: وقد صح في هذا الباب أثران موقوفان:

الأول: أثر علي t.

الثاني: أثر عمر t.

وقد قال النبي r : " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ .. " , رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة وغيرهم عن العرباض بن سارية , وهو حديث صحيح.

وفي صحيح مسلم قال r :" فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا ... ".

وعند الترمذي عن حذيفة t قال: قال رسول الله r :" اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر " ,وسنده حسن كما ذكر ذلك الترمذي.

وأما القول الثاني ,وهو قول من قال:يجوز للجنب قراءة القرآن مطلقا , فقد ذهب إليه جماعة من أهل العلم منهم حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس t . فقد ذكره عنه البخاري في صحيحه تعليقاً مجزوما بصحته فقال:» ولم ير ابن عباس بالقراءة للجنب بأسا «.

1 - وروى ابن المنذر في الأوسط من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما:» أنه كان يقرأ ورده وهو جنب «.

وروى عن أبي مجلز قال: دخلت على ابن عباس فقلت له:أيقرأ الجنب القرآن؟. قال دخلت علي وقد قرأت سّبع القرآن وأنا جنب.

وروى عن ابن حزم في المحلى عن نصر الباهلي قال:» كان ابن عباس يقرأ البقرة وهو جنب «,وسنده ضعيف لأن الراوي عن الباهلي يوسف السمتي وهو ضعيف بل كذبه يحي بن معين.

2 - والقول بالجواز مطلقاً جاء أيضا عن جماعة من التابعين ,منهم سعيد بن المسيب رحمه الله فقد روى عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح عن محمد بن طارق قال: سالت ابن المسيب: أيقرأ الجنب شيئا من القرآن؟ قال نعم.

وروى ابن حزم في المحلى عن حماد قال سألت سعيد بن المسيب عن الجنب هل يقرأ القرآن؟ فقال:كيف لا يقرؤه وهو في جوفه. وفيه يوسف بن خالد السمتي لا يحتج بخبره.

3 - ومنهم سعيد بن جبير , فقد روى عنه ابن حزم في المحلى من طريق شعبة عن حماد بن أبي سليمان قال:سألت سعيد بن جبير عن الجنب يقرأ؟ فلم ير به بأسا وقال: أليس في جوفه القرآن؟ وحماد بن أبي سليمان فيه كلام لأئمة الحرج والتعديل.قال عنه شعبة:كان صدوق اللسان.

وقال النسائي: ثقة. وضعفه ابن سعيد وغيره , والكلام فيه يطول , وهو صدوق اللسان , وقد يهم , ومثله حسن الحديث إلا ان يخالف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير