وقد جاءت الأخبار الصحاح بالنهي عن قراءة القرآن بالركوع والسجود فخص ذلك من عموم الحديث عند أهل العلم , ولم تأت أخبار صحاح تقوم بها حجة على تخصيص الجنب بالمنع , فلو كان الجنب ممنوعا من قراءة القرآن لنقل إلينا ذلك بأحاديث صحاح يعرفها العام والخاص , لأن الجنابة مما لامناص لبني آدم عنها , ويحتاج الناس لبيان ما يجوز فيها وما لا يجوز , فلما لم يقع هذا الأمر ولم يرد حديث صحيح في منع الجنب من القراءة مع بيان ما هو دون ذلك في الابتلاء.
- وجب علينا استصحاب البراءة الأصلية والأخذ بالأدلة العامة الدالة على مشروعية المداومة على الذكر في الليل والنهار , ومن جملة الذكر قراءة القرآن والله أعلم.
- ومما يحتج به أيضا لهذا القول أن النبي r كان في بعض الأحيان ينام وهو جنب ولا يزيد على أن يتوضأ. ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:" كان رسول الله r إذ كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه للصلاة ". وفيه أيضا عن عبد الله بن قيس قال:» سألت عائشة عن وتر رسول الله r « فذكر الحديث. قلت: كيف يصنع في الجنابة؟ أكان يغتسل قبل أن ينام أم ينام قبل أن يغتسل؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل , ربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام.
وعن أبي سلمة قال: سألت عائشة رضي الله عنها:» أكان النبي r يرقد وهو جنب؟ قالت: نعم , ويتوضأ «رواه البخاري , وفي الباب غير ذلك.
فإذا علم أنه r كان ينام بعض الأحيان وهو جنب , فليعلم أنه كان لا يدع قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين وذلك كل ليلة.
ففي الصحيحين , واللفظ للبخاري عن عائشة رضي الله عنها:" أن النبي r كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ (قل هو الله أحد) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات " ففي الحديث دلالة ـ وإن لم تكن قوية ـ على أنه r كان يقرأ القرآن بعض الأحيان وهو جنب. وأن الجنابة لا تمنعه من قراءة القرآن ,لما أفادته عائشة رضي الله عنها في قولها
» كل ليلة «. وقد أخبرت فيما تقدم من الأخبار الصحاح أنه كان يرقد وهو جنب إذا توضأ. فإذا ضمت دلالة هذا الحديث مع الأحاديث المتقدمة , مع استصحاب البراءة الأصلية , وأنه لا يمنع من قراءة القرآن في سائر الأحوال مانع إلا ما قام الخبر الصحيح على منعه ـ وهو متعذر هنا ـ أفاد ذلك قوة القول بقراءة الجنب للقرآن , وأن أهل هذا القول أسعد بالدليل من المانعين والله أعلم.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[08 - 11 - 10, 04:24 م]ـ
الأخت الفاضلة / أم ديالى وفقها الله
يظهر أن بحث الشيخ سليمان العلوان في قراءة الجنب , وهو ما ركز عليه , والذي أريده عن قراءة المحدث حدث أصغر كخروج ريح أو نحوه
فمن وجدت حول هذه المسألة فأرجوا منك أسعافي بها
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[09 - 11 - 10, 05:59 م]ـ
أجزم أن هذه المسألة على قوتها, لم تبحث, والذي أقصده " قراءة القرآن غيبًا للمحدث حدثًا أصغر" فلينته ما أإقصده
كثير من الأحبة يخلط بين هذه المسألة ومسألة قراءة الجنب أو الحائض أو غيرها حتى الشيخ العلوان لم يبحثها وأنما بحث الجنب وفصل فيها - جزاه الله خيرًا-
وأظن ان الشيخ الدبيان على عظم نفع كتابه " موسوعة أحكام الطهارة " إلا أنه لا م يبحثها أما لورود الإجماع فيها كما ذكره النووي أو فغير ولا أعلم أحد بحث فيها مع أنها مما تعم البلوى , ولا أدري هل بحثها الشيخ د/ عمر السبيل-غفر الله لنا وله- في بحثه أم لا
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:54 م]ـ
بل بحثت بارك الله فيك ...
وتجدها في كتاب:
فيض الرحمن في الأحكام الفقهية الخاصة بالقرآن (لأول مرة) Pdf (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148481)