تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والانسان خلقه الله عز وجل وفيه استعداد لنيل هذا الكمال المعرفي فيبقى في دأب واقبال وهمة بمواهبه وأشواقه مستغرقا في معاني فياضة مزدانة بالحكمة وفق احكام عقلاني.

فلذة النفس في المحبة لاتنفك عن ألم يشوبها لأن الشوق من لوازمها والشوق زاعج للنفس لطلب

كمال لذا وجب التهذيب لكمال الادراك وتمام اللذة، لذا نجد الحكمة البالغة في الخوف والرجاء

للعابدين موازنين بين خوفهم ورجاءهم الذي يحقق لهم التوازن والسكينة في شوقهم لربهم.

فالمحبة معرفة وشوق وتعظيم بما وهب الله تعالى عبده من مواهب ليحلق بشوق وحنو كبير تحليقا منعما موسوما بالخوف والرجاء ما أن يستويا فتكبر الهمة والهيبة والحياء مفرشة بها الجباه ناصبة الأقدام لله تعظيما للحبيب وما أجله من حبيب قريب، وهو القريب اذ ينادي عبده المتوجه اليه بالذكر عبدي، عبدي فما أجلها وأنت تسمع خفقاتها الناعمة فيسيل محياك بشرا ونعم القريب من عباده وأحبابه الذين لا يسكنون الا بقربه فسبحان من أحيا قلوبهم وزكاها نعيما وفتح لهم من أبواب فضله ورحمته ففرحوا الى غبطة وحبور منعميمن بالأنوار الزكية، انها معرفة ملازمة للقلوب الحية وهذه الأحاسيس الموهوبة سبحان واهبها وما أودع فيها بحكمته الجلية لتستجيب بحق لمولاها الحق فتتحنن وتدعها السكينة وتتغشاها الرحمات والرضوان فترضى وتحيا وتتشوق وتهيم وتتذكر باستغراق وتأمل فيقوى اليقين الذي لا يتحول فيصح اليقين ويستقر العلم في القلب لا يتغير وأنت تنظر نظرة ملئها المعاني المزهرات فترى الحكمة الجلية في هذا الخلق الموسوم بأعظم العطايا والفضل فتتذكر ما وهبك الواهب فتعزز عبادتك له فلا يغيب عنك لحظة فتبصر بقلبك معاني الحكمة واللطائف وعجائب القدرة وكل رؤيا هي معززة بخلقه وهي لله وحده زينها لك في ناظريك فتعيش أحوالها وغمارها وأنى للخلق من الحق الا المعاني والعبر الطاهرة زينها لك بقدرته وعلمه وحكمته شاهدة بالحق على الحق أوليس الله قريب فانفض عنك الحجب أيها العبد وقل سبحان الله فيزدان وجدانك بالأنوار الزاهيات والمشرقات واعلم أنه لا يمكن لكل منظر تراه في هذا الخلق المحكم الا وتعرف أنه لله خالصا فسبحان الله الموجد العلي الكبير، والعقل خلقه الله سبحانه وجعله الأقرب للمعرفة والحقائق الملكوتية وأمده بفيوضات الحكمة ومواهب غامرات لتكون نورا واصلا الى حكمة الواهب العليم الذي علمه سابق عن كل معرفة، وهذا الخلق الحكيم العقل فيه غريب، ولكن اذا تدفقت المعاني وازدانت بالأنوار وتحركت ملهمات الحكمة بشوق غامر منعم انقشعت السحب وصفت الصورة والرؤيا وحن العبد الى معدنه الحقيقي في ملكوت عظيم وأشرقت الأنوار لربها الحق وتكاملت الصورة علما ونورا ومعارف وحكمة وحلقت الأشواق مع كل صورة في مرآة هذا الكون المحكم والشاسع والعامر بالآيات فتفاعل معها كيانك بكل حنو وشوق وهمة وارتقت المشاعر بسموها الفياض المرصع بالجواهر ولاحت في الآفاق تعابير الحكمة وصحصح الدين بأعالي الأوثار ورهف السمع وخشع البصر والأصوات وبرقت البروق ولمعت الشوارق وتحننت البصائر فخشعت على اثرها المدامع والبصائر والأسماع والجلود ورق كل حنين في اشتياق بحرقة الدمع المنهمر فسال وهبط مدرارا يشفي ويسقي مناهله الجمة تارة بحنو وتارة بسجود فعلم العبد أن هذه المعرفة لها رقي غامر تتحرك فيها كل ذرة منعمة لواهبها الحق فيتحرك لها الوجدان ويتجاوب ليحيا بوداعة فما أعظم هذه اللطائف التي تغمر العبد فيبصرها العبد بأسمى ما وهب الله وتنهال عليه من منهال عظيم وعلم كبير فياض عامر بالأنوار المشرقات يرق لها القلب فيصير رقيقا كأفئدة الطير.

ـ[عمر الريسوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 04:42 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

استدراك خطأ في موضعين

1/ في تصحيح الآية الكريمة

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) الآية

2/ في الأسطر الأخيرة من المقال والصواب هو:

حصحص الدين الحق

فمعذرة لكل الاخوة الكرام

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير