تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما ذا تعرف عن الخضر؟؟]

ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[09 - 11 - 10, 08:13 ص]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،،،،، أما بعد:

للناس في الكلام في حال الخضر بحث طويل

وأردت هنا أن أذكر أهم تلك المسائل:

المسألة الأولى: ما حقيقة الخضر؟

للناس في حقيقته ثلاثة أقوال:

1_ أنه ملك من الملائكة، ذكره النووي ولم ينسبه لأحد بل قال: إنه قول غريب وباطل.

انظر: شرح النووي مسلم 15/ 136

2 - أنه ولي من الأولياء، وهو مذهب عامة الصوفية. ومنهم القشيري في رسالته "لم يكن الخضر نبيا و إنما كان وليا".ذكره ابن حجر في الإصابة2/ 116

3 - أنه نبي، وهو مذهب جمهور أهل العلم كما نسبه إليهم العيني في عمدة القاري 13/ 37_38 و الألوسي في روح المعاني 15/ 19، وإليه ذهب القرطبي في التفسير11/ 16 وابن حجر في الإصابة 2/ 116، والزهر النضر في حال الخضر ص48

والراجح _والله أعلم_ هو القول بنبوة الخضر، لقوة الأدلة الدالة على نبوته من الكتاب والسنة:

فمن الكتاب: 1_ ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ چ الكهف: 65. فالرحمة التي آتاه الله إياها هي الوحي."تفسير ابن كثير"3/ 162

2_ ٹ ٹ چ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? چ الكهف: 66. فغير النبي لايصح أن يكون متبوعا للنبي مهما كان قدره، قال ابن حجر: فكيف يكون النبي تابعا لغير النبي اهـ "الإصابة" 2/ 116

3_ سياق القصة بعمومها يدل على نبوته، فخرق السفينة و قتل الغلام لا يمكن أن يقع منه إلا عن طريق الوحي، وقوله آخر القصة ٹ ٹ چ ? ? ? ??چ الكهف: 82. دليل على نبوته.

وأما من السنة: 1_ قوله تعالى لموسى:"بلى لي بمجمع البحرين عبد هو أعلم منك" أخرجه البخاري (ح3401)، قال ابن جحر: كيف يكون غير النبي أعلم من النبي اهـ الإصابة 2/ 116

2_ عموم القصة الواردة في السنة ومنها قوله:" وأما الغلام فطبع يوم طبع كافرا وكان أبواه قد عطفا عليه" فهذا من الأمور الغيبية التي لا مجال للاطلاع عليها إلا من طريق الوحي، وقوله r :" وددت أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما" دليل على أن الخضر موحى إليه. وانظر: الفتح 1/ 168، 6/ 431

المسألة الثانية: هل الخضر حي أم أنه مات؟

للناس فيها قولان:

القول الأول: أنه حي، وهو مذهب الصوفية، واختاره النووي"شرح مسلم 5/ 136" وابن الصلاح"فتاوى ابن الصلاح ص28" والقرطبي في"التفسير3/ 289،11/ 41"

وعمدة ما استدلوا به أمران: 1_ أحاديث و أخبار مرفوعة و موقوفة تدل على حياته والتقائه ببعض الأنبياء و الصحابة.

2_قصص شيوخ الصوفية في لقياهم إياه.

ويجاب عنهم بأمرين: 1_ يكاد يجمع المحققون من أهل العلم أن عامة الأحاديث التي تذكر في حياة الخضر باطلة ولا يصح منها شيء، فممن صرح بذلك: ابن الجوزي في الموضوعات"1/ 195_197" وابن القيم في المنار المنيف"ص63" وابن كثير في البداية والنهاية"1/ 334"

2_ قصص شيوخ الصوفية ليست مصدرا لتشريع الأحكام، ناهيك عن كونهم يجتمعون معه ويسألونه ويجيبهم، فإن فيه أن الإنسان يسعه الخروج عن الشريعة.

القول الثاني: أن الخضر مات، وهو مذهب جمهور أهل العلم بل وأجمع عليه المحققون منهم: كالبخاري و إبراهيم الحربي و أبي الخطاب ابن دحية و أبي الحسين بن المنادي وابن الجوزي والقاضي أبي يعلى والقاضي أبي بكر بن العربي و أبي حيان و شيخ الإسلام ابن تيمية- في المشهور من قوله- وابن القيم وابن حجر. انظر: المنار المنيف ص63، الموضوعات 1/ 200، الزهر النضر ص121، روح المعاني 15/ 321، منهاج السنة1/ 97 الفتاوى 4/ 336، 27/ 100

والراجح _إن شاء الله_ القول بموته لقوة الأدلة الدالة على ذلك من الكتاب والسنة وإجماع المحققين والمعقول:

1_ من الكتاب ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چ الأنبياء: 34 فقوله چ ? چ نكرة في سياق النفي، فتعم كل بشر والخضر من البشر. انظر "أضواء البيان4/ 164"

2_ من السنة قوله r :" أرأيتم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد" أخرجه البخاري ح116،ح564،ح601.، وفي صحيح مسلم ح2538 عن جابر مرفوعا:"ما من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي يومئذ حيه".

3_ وأما إجماع المحققين: فقد تقدم ذكر جملة منهم.

4_ وأنا من المعقول فقد نقل ابن القيم عن ابن الجوزي تسعة أوجه منها:

أ_ أن القول بحياة الخضر قول على الله بلا علم فإن حياته لو كانت ثابتة لدل عليها القرآن أو السنة.

ب_ أن غاية ما يتمسك به من ذهب إلى حياته حكايات منقولة، يخبر الرجل بها أنه رأى الخضر، فيالله العجب هل للخضر علامة يعرفه بها من رآه؟

ج_ أنه لو كان حيا لكان جهاده الكفار، ورباطه في سبيل الله، ومقامه في الصف ساعة، و حضور الجمعة والجماعة، و تعليم العلم أفضل بكثير من سياحته بين الوحوش في القفار، و الفَلوات، وهل هذا إلا من أعظم الطعن عليه، والعيب له. انظر المنار المنيف ص66_69

المسألة الثالثة: هل الخضر هو الرجل الذي يخرج للدجال؟

مما تقدم تبين لنا أن الخضر ليس هو ذاك الرجل الذي يخرج للدجال لما يلي:

1 - دل القرآن والسنة و الإجماع و المعقول على موت الخضر فكيف يكون هو الرجل الذي يخرج إليه.

2 - جميع الأحاديث المرفوعة و الموقوفة- حسب علمي- لم يرد فيها التصريح بأن الخضر هو الذي يخرج للدجال.

3 - التصريح بأن الخضر هو الذي يخرج للدجال لم يرد إلا في قول إبراهيم بن سفيان، ومعمر ابن راشد، وقولهما لا حجة فيه لما تقدم من أقوال المحققين من أهل العلم في أنه لا يصح في حياة الخضر شيء، ولذلك قال الشيخ صديق حسن القنوجي – بعد أن ذكر قول من قال إنه الخضر - قال:" وفيه بعد بعيد "، الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة "ص125" وقال الشيخ الألباني - بعد ذكره لقول إبراهيم بن سفيان-: "وسلفه في ذلك بلاغ معمر المتقدم، ولا حجة فيه؛ لأنه بلاغ لا يُدْرَى قائله، ولو دري فهو مقطوع، والخضر قد مات قبل النبي r ولم يدركه؛ على ما هو الراجح عند المحققين. ولذلك قال ابن العربي: سمعت من يقول: إن الذي يقتله الدجال هو الخضر. وهذه دعوى لا برهان لها".قصة المسيح الدجال ص78 - 79

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير