تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 05:21 م]ـ

السؤال: توفي الوالد رحمة الله عليه قبل أسبوع، والآن الوالدة أمدها الله بالصحة والعافية في فترة الحداد في المنزل الذي كان يسكن به الوالد في الرياض قبل وفاته، حيث إنه توفي في المستشفى رحمه الله. سؤالي: هو أنه يوجد لدينا مزرعة وبها منزل خارج الرياض، ولدينا أيضا منزل آخر خارج الرياض أيضا، وكان والدي قبل وفاته يذهب إلى المزرعة وينام بها، ونحن أيضا معه والوالدة، وكان أيضا يذهب إلى منزلنا الآخر وينام، والوالدة أيضا معه. السؤال: هل يجوز للوالدة الذهاب إلى المزرعة أو منزلنا الآخر والمكوث بها لعدة أيام كأيام إجازة نهاية الأسبوع , وذلك لأن والدتي الآن تعاني من فراقها لزوجها، وأيضا بها أمراض نسال الله العافية لها، وقد ذكر الطبيب حاجتها لتغيير المكان وممارسة رياضة المشي.

الجواب:

الحمد لله

يجب على المعتدة لوفاة أن تعتد في بيتها الذي تسكنه وجاءها فيه نعي زوجها، وأن لا تنتقل منه إلى غيره إلا للحاجة والضرورة - ولو كان ملكا لها - فتخرج بالنهار للحاجة، ولا تخرج بالليل إلا للضرورة حتى تنقضي عدتها.

فعن الفريعة بنت مالك رضي الله عنها أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة؛ فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرجع إلى أهلي فإني لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة. قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم. قالت فخرجت، حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد: دعاني، أو أمر بي فدعيت له، فقال: كيف قلت؟ فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي قالت: فقال: (امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله.)

رواه أبو داود (2300) والترمذي (1204) والنسائي (3529) وابن ماجه (2031)

وفي رواية النسائي: قالت: إني لست في مسكن له، ولا يجري علي منه رزق، أفأنتقل إلى أهلي ويتاماي وأقوم عليهم؟ قال افعلي، ثم قال: كيف قلت؟ فأعادت عليه قولها قال: (اعتدي حيث بلغك الخبر)

وفي رواية ابن ماجة: (امكثي في بيتك الذي جاء فيه نعي زوجك حتى يبلغ الكتاب أجله) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" وغيره.

قال ابن قدامة رحمه الله:

" يجب الاعتداد في المنزل الذي مات زوجها وهي ساكنة به سواء كان مملوكا لزوجها، أو بإجارة أو عارية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفريعة: (امكثي في بيتك) ولم تكن في بيت يملكه زوجها، وفي بعض ألفاظه: (اعتدي في البيت الذي أتاك فيه نعي زوجك) وفي لفظ (اعتدي حيث أتاك الخبر)، فإن أتاها الخبر في غير مسكنها رجعت إلى مسكنها فاعتدت فيه " انتهى من المغني" (9/ 167)، وينظر: "الموسوعة الفقهية" (4/ 248).

وقال علماء اللجنة:

" يجب على الزوجة المتوفى عنها زوجها أن تعتد وتحد في بيتها الذي مات زوجها وهي فيه أربعة أشهر وعشرا، إن لم تكن حاملا، وألا تبيت إلا فيه ... ويجوز لها أن تخرج نهارا لحاجة تدعو إلى ذلك " انتهى.

"فتاوى اللجنة الدائمة" (20/ 474)، وينظر: "مجموع فتاوى ابن باز" رحمه الله (22/ 194 - 195).

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

"امرأة معتدة عدة وفاة، وقد خلَّف زوجها أموالاً وعقاراً فكان من نصيبها فِلّة، وبدأت تؤثث هذه الفِلة، فتقول: هل يجوز لي أن أذهب إلى الفِلة في وقت النهار لترتيب الأثاث في مكانه المناسب والإشراف عليه، أم يجب عليَّ البقاء في المنزل؟

فأجاب:

" أرى أنه يجب عليها البقاء في المنزل الذي مات زوجها وهي فيه؛ لأن تأخير تأثيث الفِلة حتى تنتهي العدة لا يضر، لكن إن احتاجت إلى الخروج فإنها تخرج نهاراً وترجع ليلاً " انتهى.

"اللقاء الشهري" (67/ 20) وينظر: فتاوى نور على الدرب" - ابن عثيمين (10/ 464).

فعلى ما تقدم: يجب على المعتدة لوفاة زوجها أن تمكث فترة العدة في مسكنها الذي جاءها فيه نعي زوجها، وأن لا تخرج منه إلى غيره، ولو إلى مسكنها الآخر أو مسكن أبنائها.

وأما قول السائل إن والدته تعاني ألم الفراق، وقد ذكر الطبيب حاجتها لتغيير المكان وممارسة رياضة المشي.

فليس مسوغا للخروج من بيت العدة: أما معاناتها وحاجتها لتغيير المكان: فذلك راجع لحالتها النفسية التي أصابتها عقب فراق زوجها، وهذا شيء تشترك فيه النساء عادة، ولو اعتبرناه لم تكد امرأة تعتد في مسكنها الذي كانت تسكن فيه مع زوجها.

وهكذا الشأن في المشي الذي أرشدها إليه؛ على أنه يمكنها التمشي في حديقة المنزل، إن كان له حديقة، أو قريبا منه مع أحد أبنائها في النهار، متى كانت هناك حاجة إلى ذلك.

راجع جواب السؤال رقم: (128534).

والله تعالى أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 05:27 م]ـ

هذه الفتاوى كلها تشدد على مسألة الخروج

ولا يكون الخروج إلا لضرورة قصوى

ولا ضرورة في الخروج إلى مصلى العيد فالاولى تركه والله أعلم

ورحم الله زوجك رحمة واسعة ورزقكم الله الصبر والسلوان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير