تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مِن الكفر والإباحية إلى عقوبات العدميَّة 5 - 10

ـ[مبارك]ــــــــ[10 - 11 - 10, 01:09 م]ـ

بمناسبة ما مضى من الحديث عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أُحبُّ أن أَجْلوَ الواقع بأمرين ضرورين:

* لأمر الله .. والمحك الردُّ إلى كتاب الله بعد التمحيص دلالة، وإلى سنة رسول الله بعد التمحيص دلالة وثبوتاً، وإلى سيرة السلف الأول بالدرجات التي سأذكرها إن شاء الله .. ومن هؤلاء رضي الله عنهم من لم يكن له رواية ولا فتيا، وله هِنات، وقد شهد المَشاهِدَ كلَّها مثلُ النعيمان بن عمرو بن رفاعة الأنصاري رضي الله عنه الفكاهي ما رآه رسول الله إلا ضحك؛ لكثرة مقالبه الفكاهية، وقال له أحد الصحابة رضوان الله عليهم: (لعنه الله)؛ فقال النبي: (لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله)، وأخباره رضي الله عنه في معجم الصحابة لابن قانع 14 - 5120 - 5121، والاستيعاب لابن عبدالبر 4 - 87 - 90 - دار الكتب العلمية، وأسد الغابة 5 - 351 - 352، والإصابة 11 - 112 - 117 على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله، ومسند الإمام أحمد 26 - 73 و44 - 283 - 285، وصحيح البخاري بشرحه فتح الباري 11 - 79 - 80 و 82 و92 - 98 - دار السلام - رحمهم الله تعالى؛ فالنعيمان ممن تاب قبل شريعة قتل شارب الخمرة في الرابعة، وهو من أهل المشاهد كلها؛ فهو من السابقين الأولين المضمونة لهم الجنة، ولم يُحْرجِ المسلمون برواية له ثابتة أو فتيا، ومن كان مثله من غير السابقين فهو ممن خلط عملاً صالحاً وآخر سيِّئاً، وأهل الرواية والفتيا من الصحابة رضي الله عنهم على السلامة مما يجرح العدالة؛ فلله الحمد والمنة .. والاتِّباع للسلف الأول على درجات؛ فالشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قدوتان بالنص الصحيح الصريح عن رسول الله فيما أمضياه في سيرتهما ولو بعد خلاف مِمَّن دونهم من الصحابة رضي الله عنهم؛ ففي مسألة العول قَصُرَت أسهُم الإرث عن الوارثين؛ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: (نحط من هو أولى بالحطيطة) .. أي الذي يسقط سهمه في بعض الصور .. ورأى عمر رضي الله عنه أنه وارثٌ نصَّاً، والمسألة مما سكت عنه الشرع رحمة بنا غير نسيان؛ فاجتهد عمر رضي الله عنه في دائرة المقاصد الشرعية، والمطلب ههنا تحقيق العدالة؛ فأعال الفرائض حتى تُحقِّق اسمَ الفرض المحدَّد لكل واحد وإن كان أنقص من المسمَّى، وكان ذلك أعدل من حرمان أحد الورثة كلياً؛ فكان ذلك سنة ماضية، والاجتهاد بغير ذلك مردود .. وقد وَهَلَ كثير من العلماء رحمهم الله تعالى في فهم دعاء الرسول لابن عباس رضي الله عنهما أن يفقِّهه ربه في الدين، وأن يعلمه التأويل؛ فظنوا أن فتياه هي الأصوب دائماً .. وليس الأمر على هذا؛ فهو رضي الله عنه بعد السابقين الأولين زمناً؛ فالرسول دعا له ليفقه على نهجهم، ويتقن التأويل على نهجهم؛ فلا أحد أفقه بمقاصد الرسول من الشيخين، ودعاء الرسول في مثل هذا لن يخيب؛ فأدرك ابن عباس رضي الله عنه من الفقه والعلم بالتأويل ما جعله من علماء الصحابة إلا ما قام البرهان على نقض اجتهاده في بعض الرخص؛ لخفاء النص عليه مما روي عن رسول الله، وما قام برهان التوثيق التاريخي على أنه لم يصح عنه، وقد نُسب إليه شيء كثير محَّص أهل العلم أسانيده فوجدوا أنه لا يصح، وبينوا الطرق الصحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا سيما في التفسير .. وما لم يمضه الشيخان في سيرتيهما، ونصَّا على أن الأمر اجتهاد منهما، ثم ثبت نص شرعي على خلاف ذلك، أو قام الرجحان على صحة اجتهاد مَن خالفهما من الصحابة رضوان الله عليهم فالمتَّبع الدليل .. على أن الخلاف على أبي بكر رضي الله عنه قليل جداً، ومن خالفه في مسألة رجع إلى قوله .. ثم يليهما ما أمضاه عثمان وعلي رضي الله عنهما في خلافتهما بنص الحديث عن العرباص بن سارية رضي الله عنه باتِّباع سنة الخلفاء الراشدين، وهذا فيما شرح الله له صدور الصحابة فأقَرُّوه ولو بعد اختلاف .. وأما ما لم يقره الصحابة وفيهم من السابقين الأولين رضي الله عنهم فالمتَّبع الدليل، وللمخطئ أجر ومعذرة من الله، ولذي الإصابة أجران .. هذا في الأحكام، واجتهاد الصحابي عن غير نصٍّ شرعي أحضره إذا لم يُعلم له مخالف من الصحابة رضوان الله على جميعهم فهو المتَّبع في الأصل ما لم يظهر للمخالف نص شرعي صحيح، أو برهان قاهر .. ويلي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير