تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجود المنافقين وجود للفاحشة، فهم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} النور19، وبدهي أن من أحب شيئاً سعى في إيجاده، ووجود المنافقين وجود للخوف بين الناس فهم الذين يرجفون في المدينة قال تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً} الأحزاب60، ومثلهم المفرطون (من المسلمين) والكافرون الذين يستحلون الخنا والفجور ويظلمون ولا يعدلون.

فوجود مَن لا يعرف الله وجودٌ للفساد. أو حضور المعصية حضور للفساد في الأرض، هذا ما نقرأه في كتاب ربنا ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ـ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وواقع نشاهده

أدعياء الحضارة والمدنية تسلطوا على عباد الله في جل بقاع الأرض، وما النتيجة؟، ما الثمرة الإجمالية لأدعياء الحضارة والمدنية، وقد مكنوا في الأرض؟!

ماذا أنتج هؤلاء وقد جفت حناجهرهم ـ وأذنابهم هنا ـ من الحديث عن أنهم أهل جد وعمل يقدمون الصالح ويؤخرون الطالح، ويرتقي المرء فيهم بما يحسن؟ ماذا انتج هذا الجد المزعوم في العمل؟!

الخوف .. القتل .. الفقر .. الجوع .. السير في غير الطريق الذي خلقنا لأجله.

أخرجت لنا قاسياً لا يرحم صغيراً ولا يوقر كبيراً ولا يصل رحماً!!

أخرجت لنا قاسياً يدور مع مصلحته، فأكل قوت الناس ورضي بفقرهم بل وخوفهم. بل راح يسترزق من خوف الناس وقتلهم وتشريدهم فأشعل نار الحروب ليربح، وتاجر بالمرض ليبقى سوق الدواء ..

غابت البركة حين حضر هذا القاسي. غابت البركة في الأعمار، وفي الأرزاق وفي الذرية، و (البركة من الله) كما أخبر الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ يؤتيها من يشاء من عباده. وتأتي للأتقياء من المؤمنين فقط (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).

هذه البركة التي نزعت، فتجد الدخل ألوفاً والناس يشكون، وتجد البيت مؤثث بالفاخر الثمين والناس تهفو للماضي. وتجد التقدم التقني في أزهى صوره والمشاكل قائمة لم تحل. ما حاجتي في سيارة فارهة وراتب عال والصدور مهمومة، والنفوس مشتتة، والذرية كزرع الظل .. أخضرٍ جميلٍ ولا يثمر، ما حاجتي بمن لا يشبع، ولا تجد منه المودة ولا تنتظره إن نبا بك دهرٌ أو جفاك خليلُ؟!

وبالمثال يتضح المقال:

الدواء .. حصل تقدم تقني لم يكن يتصور في مجال تصنيع الدواء، وما النتيجة؟، هل قضى هذا التقدم التقني على المرض؟!. أسعد البشرية وأزال آلامها؟!

الذي أراها أنها لازالت تئن، الذي أراها أنه حصل تقدم تقني .. عمارة ضخمة جداً في هذا المجال، ولكن حضر الفاسد فذهبت بركتها بل كاد أن يذهب نفعها، المرض مستمر، بل يزداد على المستوى الأفقي (الانتشار إذ عامة الناس الآن مرضى بم لم يكن يعرف في أسلافهم) وعلى المستوى الرأسي (توجد أمراض كثيرة يعجز الطب عنها وعددها أكبر من أمثالها فيما سبق)، وأسعار الدواء يبالغ فيها جداً ولا يراعى فيها حال الفقراء إلا أن يأتي طيب أو ذو منفعه سياسية (شخصة أو منظمة) ويتحمل عن هذا الفقير.

الذي أشاهده أن الدواء أصبح وسيلة لتكسب الرزق، يتاجرون به، بل أصبح هؤلاء التقنيون المتقدمون العارفون وسيلة من وسائل الحفاظ على وجود المرض وانتشاره لتجد بضاعتهم سوقاً. وسل عن مرض (السكر): يوجد له أدوية كثيرة ولم لا يعالج؟، وسل عن الأعشاب (الأدوية العشبية) لم لا ينشط سوقها؟ ببساطة لأن هناك مستفيدون من غيابها ومن بقاء مرض السكر.

المحصلة الإجمالية أنه مع وجود تقنية عالية جداً (عمارة) في مجال الدواء إلا أن بركة هذه التقنية ذهبت، بل وأصبحت في كثير من أشكالها من أسباب الشقاء بين الناس.

وقل مثل هذا في (سوق المال) .. (البنوك والبورصة .. الخ)، أقيمت بأحدث الوسائل من أجل الاستثمار ـ زعموا ـ استفاد منها قلة وتضرر منها كثرة، فصارت وسيلة من وسائل شقاء الناس.

والتاريخ يشهد:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير