تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اللجنة الدائمة للإفتاء .. لا مكان لها في صحافتنا]

ـ[ناصر العلي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 11:26 ص]ـ

اللجنة الدائمة للإفتاء .. لا مكان لها في صحافتنا!!

يوم الأحد 23/ 11/1431هـ يوم مثير!. انْبَجَسَتْ فيه فتوى رسمية، مُقَشْقِشَة، مُدَمْدِمَة، مُنَكِّلَة، مُنَقِّبَة، مُبَعْثِرَة، مُشَرِّدَة، فَاضِحة، حَافِرة، بَحُوْث مُثِيْرَة. عفوًا، هذه بعضُ أسماء سورة براءة، وإنما تواردت عليها هذه الأسماء؛ لأنها حَكَتْ سلوكَ وأحوالَ المنافقين، وفَضَحَتْهم فضحًا مبينًا. ويمكن استعارتُها هنا للفتوى ذات الرقم (24937).

الفتوى أبانت عن حكم عمل المرأة كاشيرًا (كما في هايبر بنده، مرحبا، رِدْ تاج ... )، وأنه محرّمٌ شرعا، وأن توظيف الشركات لها في مثل هذه الأعمال محرم لأنه تعاونٌ على المحرم. وهذه الفتوى فرع عن تحريم عمل المرأة في مجامع الرجال؛ لأن الاختلاط فتنة لكلا الجنسين، إذ ينشأ عنه - ولا مناص – حَطٌّ من قدرها، وابتذالٌ لصونها، وتعرضٌ لنظرٍ حرام، وقول خانع، وتَحَرُّش سافل، وابتزاز خسيس إلا من رحم الله وقليلٌ ما هم ... إلى آخر هذه المحرمات التي تنطق بها الواقعات والإحصاءات والدراسات.

إن هذه الفتوى - بكل أسفٍ - لا مكان لها في صحفنا المحلية الوطنية قاطبةً، فلم تَنْبِسْ صحيفةٌ واحدةٌ ببنتِ شفةٍ. فما دلالة هذا التواطؤ المكشوف على ترك صحافتنا نشرَ هذه الفتوى؟!.

ألا ليتها سكتتْ فحسب، فالسكوت من ذهب، لكنها نطقتْ هُجْرًا وكتبتْ زورًا، وراحت في استماتةٍ مجنونة تُلَطِّخ صفحاتها بالإفك المبين، والتهجم السافر، والرفض المطلق، وتَرْشُق الفتوى بوابلٍ من السهام المسمومة لِوَأْدها في مهدها، وإبطال مفعولها.

فالمسألة عند هؤلاء ليستْ "تكشير الفتاة السعودية العاطلة"، بل المسألة مشروع كبير يهدف إلى تغريب المرأة وتخريبها تحت ستار حقِّ المرأة في العمل. ولهذا وقف علماؤنا المخلصون بصمودٍ أمام هذه المشاريع المنحرفة.

وأودُّ التنبيه ابتداءً إلى أن ثلاث صحفٍ (اليوم، البلاد، الندوة) لم ألاحظ سُوْءًا في كتاباتها، كما أن قلّةً من الكُتّاب المخلصين لا يبدو أن لديهم خُصومةً دائمةً مع المشايخ، لكن اجتالتهم موجة التغريبيين، فنالوا بأقلامهم ما كان ينبغي الكفُّ عنه، وإنما أوتوا من ضعف إدراكِهم حدودَ صلاحية هيئة كبار العلماء أو اللجنة الدائمة للإفتاء.

ولتقريب الصورة إلى ذهن القارئ يمكن الاكتفاء بقراءة العناوين، لاستبانة سبيل المغرضين، فكيف بالمضامين!:

- عنوان: كاشيرة حرام .. شحاذة حلال!

- عنوان: (تلغيم) الاستفتاء.

- عنوان: جدل فقهي حول فتوى مهنة الكاشيرة في مصر.

- عنوان: (أزهريان) وعضو مجمع الفقه: عمل المرأة (كاشيرة) مباح.

- عنوان: كاشيرات لـ (الجزيرة): القرار أجهض فرحتنا بلقمة العيش.

- عنوان: بين فتاوى تأنيث (الكاشير) و (الاختلاط) ... سعوديات مهددات بالبطالة والإحباط.

- عنوان: الفتوى التي كنا نتمنى ألا تصدر!

- عنوان: فتوى الكاشيرات واستغلال المتنفعين.

- عنوان: عندما تفترق المؤسسة الدينية عن الدولة.

- عنوان: جدل الكاشيرات يتفجر والحيرة سيدة الموقف، الشيخ المطلق يستغرب تسرب الفتوى.

(وبالمناسبة كذبت هذه الصحيفة كَذِبًا صُراحًا على الشيخ المطلق، فلم يُدْلِ لهم بأي تصريح، بل قال: فتوى الكاشيرات خرجت بالإجماع، وأوصى الصحفيين بالتزام تقوى الله والصدق والأمانة وتوخي الدقة فيما ينشر). صدق المصطفى عليه الصلاة والسلام: «وما يزال الرجلُ يَكذِب ويَتَحَرَّى الكذبَ حتى يُكْتب عند الله كَذَّابًا» رواه مسلم.

من المقرر في أصول الفقه، أن الإفتاء يتألف من أركان ثلاثة: (المستفتي، والمفتي، والفتوى). فلنتأمل كيف تعامل الصحفيون معها بأساليبهم الماكرة المعهودة لإسقاط قيمة الفتوى في قلوب الناس:

أولاً: المستفتي:

-إليكم بعض عباراتهم: "كان على العلماء أن يؤنِّبوا السائل"، "كان الاستفتاء بطريقة غير بريئة"، "تكتيك تدريجي في السؤال يحيل عملهن في ذهن متلقي السؤال إلى أنهن محاصرات بالرجال"، "الأسئلة المبرمجة"، " يحاول البعض زرع لغم في سؤال وجهه لأحد العلماء، فتأتي الإجابة انفجاراً في وجه الحقيقة"

ثانياً: المفتي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير