[ما هو حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن وكذلك الإجازة؟]
ـ[أبوأحمدالغالى]ــــــــ[14 - 11 - 10, 07:17 م]ـ
[ما هو حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن وكذلك الإجازة؟]
قال أخي الشيخ / خالد عبد الله - حفظه الله تعالى - في " الإفادة في ضبط الإجازة "
" ما اعتاده كثير من مشايخ القراء من امتناعهم من الإجازة إلا بأخذ مالٍ فى مقابلها، لا يجوز إجماعا بل إنْ عَلِمَ أهليته وجب عليه الإجازة , أو عدمها حَرُمَ عليه , وليست الإجازة مما يقابل بالمال , فلا يجوز أخذه عنها، ولا الأجرة عليها بل هى حق الطالب المؤهل لها ().
وأما أخذ الأجرة على التعليم فجائز ففى البخارى (إن أحق ماأخذتم عليه أجر كتاب الله ()) وقيل إن تعين عليه لم يجز , وقيل لا يجوز مطلقا وفى البستان لأبى الليث التعليم على ثلاث أوجه:-
أحدها للحسبة ولا يأخذ به عوضا.
والثانى: أن يعلم بالأجرة.
والثالث: أن يعلم بغير شرط، فإذا أهدى إليه قبل.
فالأول مأجور وعليه عمل الأنبياء () , والثانى مختلف فيه , والأرجح الجواز، والثالث يجوز إجماعا , لأن النبى ? كان معلما للخلق , وكان يقبل الهدية.
أقول:حقا لقد تغالى البعض حتى إن بعضهم يطلب بالدولارات والبعض الآخر يشترط في الختمة ثلاثة أو أربعة أو خمسة آلاف جنيها في حفص، والبعض يطلب في العشر الكبرى عشرة آلاف جنيها وتُدفع قبل القراءة على الطاولة كما يقولون، وأنا أعتب على الذين يرضون بدفع هذه الأموال ليحصلوا على الإجازة، فيأتي أحد إخواننا من الذين لا يملكون أن يدفعوا ذلك المبلغ للشيخ، ويعطونه ما يستطعون دفعه، فيرفض الشيخ، ويقول له: أنا آخذ في الختمة كذا وكذا وإخوانك يدفعون لي ذلك المبلغ، وبعضهم يدفع ذلك المبلغ لأنه سيحصل على أضعافه عند إقراءه كما سمعت بعضهم يقول ذلك عند أحد المشايخ.
وعذر هؤلاء المشايخ الذين يشترطون هذه المبالغ الطائلة أن هناك الكثير والكثير من المقرئين وطالما أن القارئ خصني بالإجازة لشهرتي فليدفع، وبعضهم يقول: إني إجازتي مشهورة في كل مكان في العالم والمبلغ الذي ستدفعه لي ستحصِله في ختمتين، نسأل الله العفو والعافية.
لقد أخبرني أحد الإخوة أنه أتت إليه سفرية إلى الإمارات ويحتاج إلى إجازة من شيخ معين لأنه معروف في هذه البلد، فذهب إليه وطلب أن يقرأ عليه كي يأخذ الإجازة ويعطيه ما يستطيع دفعه، فاشترط عليه الشيخ مبلغا كبيرا جدا، وهذا قبل أن يزيد السعر الآن، فقال له الأخ: والله يا شيخ أنا أعول أسرة وأصرف عليها، وإن شاء الله إذا سافرت سأرسل لك المبلغ من هناك، فقال له الشيخ الموقر: لا، استلف من أحد الناس هذا المبلغ وحين تسافر أرسله له، فذهب هذا الأخ والدنيا مسودة في عينه، بسب هذا الشيخ الذي لم يخسر شيئا إذا ساعده في هذا الأمر خاصة أنه يعول أسرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بل إن بعض الناس لم يكن متقنا فيدفع الكثير والكثير فيحصل على الإجازة من الشيخ، والمتقن لا يأخذ الإجازة؛ لأنه لم يستطع دفع المال المطلوب؛ أليس هذا بظلمً من الشيخ المجيز؟!.
وبعضهم لا يقرئ إلا عِلية القوم " مهندس، دكتور، شخصية مرموقة، ..... " والسبب معلوم للجميع، ولا شك أن هؤلاء المشايخ سيُسألون عن هذا التعنت والتشدد والغلو الفاحش في المال.
وأخيراً - أخي الكريم -: دعك من اللهث وراء الشهرة الفارغة وخذ العلم من صاحب الدين والسنة،
نسأل الله العظيم أن يكون هذا الكلام عونا للجميع على طاعة الله ومرضاته، والله أعلم.