تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحذير العلماء من كتاب الإحياء للغزالي]

ـ[عباس رحيم]ــــــــ[05 - 05 - 03, 02:56 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

الموضوع: تحذير العلماء من كتاب (إحياء علوم الدين) للغزالي.

أبو حامد الغزالي هو: محمد بن أحمد الطوسي الغزالي المتوفي سنة 505هـ.

صاحب التصانيف الكثيرة في الفقه، و الأصول، و الفلسفة، و علم الكلام، و التصوف، و قد مر رحمه الله بمراحل كثيرة و أطوار متعددة، و عكف في نهاية حياته على دراسة الحديث، فنسأل الله أن يرزقنا الهداية و حسن الخاتمة.

كتاب إحياء علوم الدين، فقد مدحه قوم حتى غلو في مدحه و قالوا: من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء، و ذمه قوم حتى أفتوا بحرقه و منعه.

و الحق الذي يظهر لي و الله أعلم أن كتاب الإحياء فيه نفع، و فيه طامات و بلايا توجب منع قراءته، إلا من الخبير المطلع على عقائد الصوفية و الحلولية و الفلاسفة، المتحصن بعقيدة السلف الصالح.

و ما فيه من الخير موجود في غيره من الكتب، ككتاب: مختصر منهاج القاصدين للمقدسي، و أصله لابن الجوزي الذي اختصره من إحياء علوم الدين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أقوال العلماء في التحذير من الكتاب كما يلي:

1) قال الإمام ابن الجوزي أعلم أن في كتاب "الإحياء" آفات لا يعلمها إلا العلماء، و أقلها الأحاديث الباطلة الموضوعة، و الموقوفة و قد جعلها مرفوعة و إنما نقلها كما اقتراها لا أنه افتراها، و لا ينبغي التعبد بحديث موضوع و الاغترار بلفظ مصنوع. اهـ.

و قال أيضا ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس: و جاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم كتاب "الإحياء" على طريقة القوم، و ملأه بالأحاديث الباطلة، و هو لا يعلم بطلانها، و تكلم في علم المكاشفة، و خرج عن قانون الفقه، و قال: إن المراد بالكوكب، و الشمس، و القمر اللواتي رآهن إبراهيم صلوات الله عليه أنوار هي حُجُب الله عز وجل، و لم يُرد هذه المعروفات، و هذا من جنس كلام الباطنية) انتهى.

2) قال الإمام الطرطوشي المالكي: فلما عمل كتابه سماه "إحياء علوم الدين" عمد يتكلم في علوم الأحوال و مراقي الصوفية، و كان غير دري بها و لا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رأسه فلا في علماء المسلمين قر، و لا في أحوال الزاهدين استقر، شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أعلم كتاباً على بسيط الأرض في مبلغ علمي أكثر كذبا على رسول الله صلى الله عليه و سلم منه، سبكه بمذاهب الفلاسفة و معاني "رسائل إخوان الصفاء" و هم قوم يرون النبوة اكتساباً، و ليس النبي في زعمهم أكثر من شخص فاضل تخلق بمحاسن الأخلاق. اهـ.

المصدر: نقلا عن سير أعلام النبلاء للذهبي 19/ 334.

3) قال الإمام المازري المالكي بعد كلام في نقد الإحياء: و رأيت له في الجزء الأول يقول: إن في علومه ما لا يسوغ أن يودع في كتاب، فليت شعري أحق هو أو باطل؟!.

فإن كان باطلاً فصَدَق، و إن كان حقاً و هو مراده بلا شك فلم لا يودع في الكتب؟ ألغموضته و دقته؟ فإن كان هو فهمه، فما المانع أن يفهمه غيره؟!.

نقله الذهبي في السير 19/ 340.

4) قال القاضي عياض: و الشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة و التصانيف الفظيعة، غلا في طريق التصوف، و تجرد لنصر مذهبهم، و صار داعية في ذلك، و ألف فيه تواليفه المشهورة، أخذ عليه فيها مواضع، و ساءت به ظنون أمة، و الله أعلم بسره، و نفذ أمر السلطان عندنا بالمغرب، و فتوى الفقهاء بإحراقها و البعد عنها، فامتثل ذلك.

نقله الذهبي 19/ 327.

5) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: و الإحياء فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد و النبوة و المعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين.

و قد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه و قالوا: مرضه "الشفاء" يعني "شفاء" ابن سينا في الفلسفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير