تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نصيحة الشيخ محمد المختار الشنقيطي للمتهورين في نفي الأدلة من أقوال العلماء ..]

ـ[محمد الهذلي]ــــــــ[15 - 11 - 10, 03:00 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيّها الأحبة هذه نصيحة الشيخ محمد المختار الشنقيطي للمتهورين في نفي الأدلة من أقوال العلماء ومن يتردد في كلامهم كثيراً (هذا القول باطل)

(هذا القول عارٍ من الدليل) أو (لا دليل على قولهم) وهو من دروس الشيخ حفظه الله في شرح زاد المستقنع بمكة وتحديداً في شرحه لكتاب إزالة النجاسة من قوله (وبول مايؤكل لحمه وروثه طاهر) بعد نصف ساعة من بداية الدرس، وقد اقتطعت المقطع المطلوب ونظراً لأني لا أعرف طريقة الرفع إلى المنتدى فقد فرغت الكلام كتابةً نظراً لأهمية الموضوع، وإلا فالمقطع الصوتي موجود لدي، وهو في موقع الشيخ كما ذكرته أعلاه ..

يقول الشيخ حفظه الله:

(قول بعض المتأخرين أنه لا يعرف دليل، وليس هناك دليل، على نجاسة الميتة وأنها طاهرة، بعضهم يقول هذا، وبعضهم يقول ليس هناك دليل على أن الميتة نجسة، وهذه مشكلة في المتأخرين أنهم لا يقرأون، والمشكلة فيهم أنهم لا يحررون المسائل من أصولها، البعض يقول مافي دليل لا يقرأ كتب الفقهاء المطولة التي فيها الأدلة وفيها بيان المسائل وأدلتها، وليس عنده استعداد لقراءة هذه الكتب، بل يذهب إلى الكتاب والسنة مباشرة، ما عنده وقت أن يقرأ هذه الكتب فيقول (مافي دليل).

وأنا أحذر طالب العلم من باب الإعذار إلى الله أن يقول (مافي دليل) فيشهد أن هذه المسألة ليس لها دليل، الورع أن يقول لا أعلم لهم دليلاً، أو ينقل عن إمام محرر معروف بتتبع الخلاف وتتبع المسائل وتتبع أدلتها قولاً، أما أن ينفي (هذا لا دليل عليه) أو (ليس له دليل) هذا مشكلة، العلماء رحمهم الله اللذين عرفوا بالورع والخوف من الله سبحانه وتعالى، لا يتكلم أحدهم

في مسألة مالم يكن له دليل شرعي.

وأعجب من هذا أن البعض يريد الدليل إذا كان نقلياً أن يكون دليلاً واضحاً مثل: (هذا حرامٌ) فإذا جئت تقول له هذا الدليل دلَّ بدلالة مفهوم الصفة أو دلالة مفهوم الشرط لا يعرف ماهو مفهوم الصفة وما هو مفهوم الشرط مايعرف هذا كله، فإذن إذا أراد أن ينفي الدليل يجب أن يعرف ما هي الأدلة وماهي ضوابط الأدلة ويبحث هل هي موجودة أو ليست موجودة، ونحن ننبه على هذا لأنه أمر مهم جداً خاصة في مسألة (النجاسات والطاهرات).

كثيرٌ ما تجد عند المتأخرين يقول لك (الدم طاهر لأنه لا دليل على نجاسته) سبحان الله! الأمة التي يكاد كالإجماع يقولون بنجاسة الدم، كانوا يقولون القول بطهارته قولٌ شاذ هؤلاء كلهم يقولون بدون دليل! وبكل بساطة (لا دليل علة نجاسة الدم) و (لادليل على نجاسة الخمر) كن منصفاً وقل (المسألة خلافيّة وفيها قولان قال بعض العلماء بنجاستها وقال بعضهم بطهارته، ويظهر لي أو يترجح في نظري أنها نجسة أو أنها طاهرة) أما أن تقول لا دليل فهذا تتحمل المسؤولية أمام الله عنها.

وأعجب من هذا وأغرب أكثر أن القياس حجة واعتمده العلماء والأئمة، وتجد البعض يقول نعم هو حجّة خلافاً للظاهريّة اللذين لا يرون أنه حجة، فإذا قال إن القياس حجة، وجاء إلى المسألة ولم يجد فيها نصاً من الكتاب أو السنة ما يبحث في الأدلة العقليّة، ويُقال له (هذا نجس قياساً

على كذا) يقول هذه محض آراء!! هذه محض آراء وأنت تقول أن القياس حجة؟! هذا مُشكل.

والله يا معشر طلاب العلم أقول هذا لأنه مسؤوليّة أمام الله عز وجل، ووالله إن طالب العلم قد يهلك بهذا التهور لأنه يشهد على سلف الأمة بالجهل أنهم يقولون بهذا الحكم بلا دليل، لا ننبه على هذه المسائل من فراغ هذه مسائل حساسة جداً، وهي في منهج طالب العلم طالب العلم الذي يقرأ الفقه بالدليل ويعرف ماهي أدلة العلماء يقول (هذه المسألة - ولو قال بها الحنفية - يقول قال بها الحنفيّة ودليلهم القياس) ويناقش الحنفيّة بدليلهم من خلال ضوابط القياس هذا هو العلم وهذا هو النور، وهذا هو منهج العلماء أما أن يأتي ويقول لا دليل لهم، ولا حجّة لهم، أو قال به الحنابلة ولا دليل لهم، أو هذا من آراء الفقهاء أو تقعيدات الفقهاء ولا دليل لهم، هذا أمر من الصعوبة بمكان ((ستكتب شهادتهم ويسألون))، فالورع الورع ما أمكن، والفقه هو الورع

الفقه ليس هو المبالغة في رصّ المسائل، الفقه هو الورع فطالب العلم الذي يعلم أين يضع لسانه خاصّة في المسائل الفقهيّة ولا يقول هذا طاهر أو نجس إلا وعنده حجة وبرهان، ولا ينفي طهارة الشيء ولا نجاسة الشيء إلا بحجة وبرهان ويعرف نوعيّة الحجج والبراهين، هو بخير المنازل ولذلك يبارك الله له في علمه، ويبارك الله في فتاويه، ويبارك الله

له في كل مايصدر عنه لأنه على بينة ونور جعلنا الله وإياكم على هدى مستقيم.)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير