أسبغ الوضوء وأتمه ثم يصبح مفطرا قال عبد الله بن عمرو فرمقته ثلاث ليال وأيامهن لا يزيد على ذلك غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت الليالي الثلاث وكدت أحتقر عمله فقلت إنه لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله قال ذلك فيك ثلاث مرات في ثلاث مجالس يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فأطلعت أولئك المرات الثلاث فأردت أن آوي إليك حتى أنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله فقال ما هو إلا الذي قد رأيت قال فلما رأيت ذلك انصرفت عنه فدعاني حين وليت فقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي سوءا لأحد من المسلمين ولا أقوله قال هذه التي بلغت بك وهي التي لا أطيق).
قلت: يلاحظ أنه ذكر بدل الشيخ الأنصاري، سعدا بن أبي وقاص رضي الله عنه.
2 - حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أخرجها البيهقي في الشعب (5/ 266) و من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (20/ 326):
(و أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا حاجب بن أحمد نا عبد الرحيم بن منيب نا معاذ يعني ابن خالد أنا صالح عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة فجاءه سعد بن مالك فدخل منه فذكر الحديث فقال عبد الله بن عمرو ما أنا بالذي أنتهي حتى أبات هذا الرجل فأنظر عمله فذكر الحديث في دخوله عليه فقال فناولني عباءة فاضطجعت عليها قريبا منه وجعلت أرمقه يعني ليله كل ما تعار سبح وكبر وهلل وحمد الله حتى إذا كان في وجه السحر قام فتوضأ فدخل المسجد فصلى ثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من المفصل ليس من طواله ولا من قصاره يدعو في كل ركعتين بعد التشهد ثلاث دعوات يقول اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اكفنا ما أهمنا من أمر آخرتنا ودنيانا اللهم إنا نسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله حتى إذا فرغ فذكر الحديث في استقلاله عمله وعوده إليه ثلاثا إلى أن قال فقال آخذ مضجعي وليس في قلبي على أحد)
و أخرجها بن عدي في الكامل (4/ 60) مختصرا: (ثنا عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا داود بن منصور ثنا صالح المري ثنا عمرو مولى آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة فإذا سعد).
قلت: إسناده ضعيف بل منكر بهذا الإسناد و الله أعلم:
صالح المري ضعيف:
قال بن أبي حاتم في الجرح و التعديل (4/ 395): (انا بن أبى خيثمة فيما كتب الى قال سمعت يحيى بن معين يقول: صالح المري ضعيف الحديث.
نا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن علي قال: صالح المري منكر الحديث جدا يحدث عن قوم ثقات أحاديث مناكير وهو رجل صالح.
نا عبد الرحمن قال سمعت أبى يقول صالح بن بشير المري منكر الحديث يكتب حديثه وكان من المتعبدين ولم يكن في الحديث بذاك القوى).
و قال بن حبان في المجروحين (1/ 371): (وكان من عباد أهل البصرة وقرائهم وهو الذي يقال له صالح الناجي وكان من أحزن أهل البصرة صوتا وأرقهم قراءة غلب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الإتقان في الحفظ فكان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن وهؤلاء على التوهم فيجعله عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات واستحق الترك عند الاحتجاج وإن كان في الدين مائلا عن طريق الإعوجاج كان يحيى بن معين شديد الحمل عليه).
و قال بن عدي في الكامل (4/ 60): (ولصالح غير ما ذكرت وهو رجل قاص حسن الصوت من أهل البصرة وعامة أحاديثه التي ذكرت والتي لم أذكر منكرات ينكرها الأئمة عليه وليس هو بصاحب حديث وإنما أتي من قلة معرفته بالأسانيد والمتون وعندي مع هذا لا يتعمد الكذب بل يغلط بينا).
تحرير القول رواية:
حديث أنس من طريق معمر عن الزهري ظاهره الصحة بل صرح بعض الحفاظ أنه على شرط الشيخين.
لكن يعكر على هذا، طريق شعيب بن أبي حمزة عند البيهقي (و علل بن أبي حاتم)، و طريق عقيل عند ابن عساكر، إذ بان من الإسناد أن الزهري لم يأخذه من أنس بل بينهما واسطة أبهمها.
¥