تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - كم من شخص مات بسبب الإهمال الطبي، والذي منه حوادث موت النساء في الولادة، لقد حدثني طالب في "كلية الطب" عندنا في عدن أن أحد الأطباء يقول: (إن كثيرا من النساء يلدن ويمتن بدون سبب وإنما بسبب الإهمال الموجود).

2 - وعندنا أماكن للإجهاض موجودة في بعض الأماكن والمستوصفات، بل والمراقص الليلية!! فكم نسبة الكلام على هذه المواضيع في الصحف.

وكم من شخص مات بسبب حوادث سببها الإهمال في الطرق وغيرها، ثم تأتون وتتحدثون عن الزواج المبكر!!.

إن حرب هذه المنظمات للزواج المبكر وكذلك الختان، ودعوتهم إلى الإباحية عبر القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت وتحريضهم على الاختلاط بين الجنسين وعلى الرياضة النسوية ونحو ذلك ودعواها إلى خروج الفتيات، في الوقت الذي لا نرى منها أي بادرة إصلاح فلا نرى من يعالج انتشار الرذيلة بين الشباب والفتيات، وانتشار الجنس الثالث في الدول العربية، لهي قرائن واضحة على أنهم يريدون سوء بالمرأة المسلمة بل وبالمجتمع الإسلامي، ودليل على أنهم يسعون من وراء هذا إلى أهداف خطيرة، فكل من أمرك بشيء ما يصادم شريعة الإسلام فهو مبطل يريد بك سوءا وإن كانت الشعارات جميلة، فنحن لا ننظر إلى الشعارات بقد ما ننظر إلى حقائق الأمور.

ويمكن ذكر بعض الأهداف هنا، فنقول وبالله التوفيق:

الهدف الأول: تشكيكهم في دواوين السنة ومراجعها العظيمة، فإنهم إذا أقنعوا الناس بأن الزواج المبكر ممنوع طبا وضار أساء الناس بكتب السنة ودواوين الإسلام، وهذا ما صرح به صحفي حيث شوشر على حديث من أحاديث "صحيح البخاري" ثم قال بعد أن ظن أنه أسقط الحديث:

(لذا فإننا نستطيع وبكل أريحية أن نستدرك على كل كتب الحديث والفقه والسيرة والتفسير، وأن ننقدها ونرفض الكثير مما جاء فيها من أوهام وخرافات لا تنتهي، فهذه الكتب في النهاية محض تراث بشري لا يجب أن يصبغ بالقدسية أو الإلهية أبداً، فنحن وأهل التراث في البشرية على درجة سواء، لا يفضل أحدنا الآخر، فصواب أعمالهم لأنفسهم والأخطاء تقع علينا).

أقول: هذه هي مقاصد القوم إذاً، فقلوبهم حاقدة على الأحاديث النبوية العظيمة التي اشتملت عليها كتب السنة، لأنها لا ترضي أسيادهم في أوروبا وأمريكا!!

ثم يقول: (فهذه الكتب في النهاية محض تراث بشري لا يجب أن يصبغ بالقدسية أو الإلهية)!!

وأقول له ولأمثاله: وهل رضيتم عن كتاب الله أصلاً حتى ترضوا عن السنة؟! فقد شرقتم بإقامة الحدود وحجاب المرأة وتنصيف ميراثها وابتعادها عن الاختلاط بالرجال، وتحريم الغناء وغيرها وكلها في كتاب الله.

الهدف الثاني: يريدون أن يشككوا المسلمين في نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم إذا استطاعوا أن يقنعوا غيرهم بأن هذا من العنف مع المرأة، إذن فالرسولصلى الله عليه وسلم قد مارس العنف ضد المرأة بزواجه من عائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع سنين وأقر غيره على هذا العنف حيث زوج فاطمة من علي بن أبي طالب وهي بنت ثلاثة عشرة سنة، وكذلك أبو بكر الصديق لأنه رضي لابنته بذلك، وكذلك على بن أبي طالب في تزويجه أم كلثوم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي بنت ثلاثة عشرة سنة، هذا ما يريدونه عليهم من الله ما يستحقون.

الهدف الثالث: تقليل عدد المسلمين والحد من تكاثرهم، لأن الزواج المبكر وتعدد الزوجات فيه مصلحة تكاثر المسلمين، وهذا السبب من أعظم أسباب عزة المسلمين وقوتهم، وقد كان الزواج المبكر معروفا في المجتمع الجاهلي لأنهم كانوا يرغبون في التكاثر ولاسيما من البنين لأن كثرة عدد أفراد القبيلة علامة على قوتها بين القبائل.

ولقد فطن الرحالة الألماني "بول أشميد" إلى الخصوبة في النسل لدى المسلمين، واعتبر ذلك عنصرا من عناصر قوتهم فقال في كتاب "الإسلام قوة الغد" الذي ظهر سنة 1936م ما خلاصته: (إن مقومات القوى في الشرق الإسلامي، تنحصر في عوامل ثلاثة: الأول: في قوة الإسلام كدين"، وفي تآخيه بين مختلفي الجنس واللون والثقافة، والثاني: في مصادر الثروة الطبيعية في رقعة الشرق الإسلامي، والثالث: خصوبة النسل البشري لدى المسلمين، مما جعل قوتهم العددية قوة متزايدة، ثم قال: "فإذا اجتمعت هذه القوى الثلاث فتآخى المسلمون على وحدة العقيدة وتوحيد الله، وغطت ثروتهم الطبيعية حاجة تزايد عددهم، كان الخطر الإسلامي خطراً منذرا بفناء أوربا، وبسيادة عالمية في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير