منطقة هي مركز العالم كله).
والزواج المبكر أحد أعظم أسباب تكاثر الأفراد وهذا ما يعرفه أهل الكفر والضلال.
ففي اجتماع البابا شنودة في 5/ 3/1973م مع القساوسة والأثرياء في "الكنيسة المرقصية" بالإسكندرية طرحوا بعض المقررات وقد كان منها منع تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة وتشجيع الإكثار من النسل بوضع الحوافز والمساعدات المادية والمعنوية مع تشجيع الزواج المبكر بين النصارى، وفي المقابل تحديد النسل وتنظيمه بين المسلمين خاصة علماً بأن أكثر من 65% من الأطباء وبعض القائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة.
انظر: "الموسوعة الميسرة" نقلاً عن كتاب: "قذائف الحق" لمحمد الغزالي.
ومن ذلك ما يفعله الرافضة في "المملكة العربية السعودية" وغيرها من دول الخليج وغير دول الخليج، فعندهم في "السعودية" دعوة جادة لتكثير التناسل بينهم, بواسطة الزواج المبكر, وتعدد الزوجات, ولذلك فإن من الملفت للنظر لمن دخل القطيف وتجول فيها أن يرى تلك اللوحات الكثيرة التي تحمل التهاني والتبريكات بمناسبة زوجات فلان.
ففي مدينة القطيف أقيم المهرجان الثاني للزواج الجماعي حيث كان عدد المتزوجين الذين تم زفافهم (26) عريساً!! , وفي سيهات أقيمت ثلاثة مهرجانات للزواج الجماعي, كان عدد المتزوجين في الأول (21) شاباً , وفي الثاني (27) شاباً, وفي الثالث (44) شاباً وفي المهرجان الرابع (مائة عريس وعروس)!
الهدف الرابع: الدعوة إلى الانحراف الأخلاقي، لأن الزواج المبكر يحفظ المجتمع من الانحراف الأخلاقي، فالزواج المبكر له منافع عظيمة، ومصالح كبيرة تفطن لها أعداء الإسلام.
ولك أن تتصور مع وجود القنوات الفضائية ومواقع الانترنت وغيرها من الأسباب المثيرة للغرائز والشهوات، فلا شك أن الفتاة والشاب سيعيشان مرحلة المراهقة في صراع مع الشهوة، ولاسيما مع الاختلاط الحاصل في كل مكان في الشوارع والأسواق والكليات، ولا شك أن هذا الحال سيؤتي ثماراً مريرة، ولاسيما مع أوضاع الشباب المتردية في الانحلال الخلقي، فما هي النتيجة بعد هذا كله إذا كان الزواج ممنوعاً حتى تبلغ الفتاة سبع عشرة سنة، فما هي الأضرار التي ستنشأ من هذا التأخير؟!
ولا يمنع أن يكون هناك أهداف أخرى مثل الخوف من الانفجار السكاني وغيره، والله أعلم.
والذين يدعون إلى المنع من الزواج المبكر على الإطلاق لا نعرفهم إلا بالدعوة إلى تدمير المرأة باسم: (تحرير المرأة) و (نبذ العنف ضد المرأة) ونحو هذه الشعارات إلا القليل من هؤلاء ممن يصيح بمحاربة الزواج المبكر وهو لا يدري ما وراء الأكمة.
الهدف الخامس: تشويه الزواج الشرعي والتنفير منه، لأنهم يرون الزواج عائقا يعوق المرأة ولا يرونه رابطا شرعيا بين الرجل والمرأة، وبالتالي فلابد من تأخير هذا الزواج ورفع سنه وتحريم الزواج المبكر كما دعت إليه المؤتمرات الغربية وآخرها المؤتمر الذي حصل في بكين وتمخض عن "وثيقة بكين".
ولا يشك عاقل من أن هذه الأهداف دخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية خصوصا والعربية عموما، ولذلك فالأبواق التي تنادي بها يتسللون بها تسللا على المسلمين، ولا ندري أين الديمقراطية التي يتبجحون بها مع مثل هذه الظاهرة والتي هي هجوم بعض الأفكار الدخيلة على غالبية مجتمعاتنا الإسلامية؟!!
إن فتح الصحف اليوم لهذا الباب لمناقشة مثل هذه الأحاديث وفي هذا الوقت العصيب الذي نعاني فيه من هجوم حاقد على الاسلام على جميع المستويات، وبمثل هذه الأساليب الساخرة، والمتطاولة على أهل العلم، لهو دليل على أن القوم يمكرون المكر السيئ بالشريعة، فأسأل الله أن يحفظ دينه ويعلي كلمته.
المبحث الثاني: اعتراف الغربيين:
يعترف كثير من الباحثين أن كل ما يقدمونه من حلول لمشكلة انتشار ما يسمى بالجنس إنما هي مجرد مسكنات مؤقتة، وأن الحل النافع الحاسم هو الزواج المبكر، كما قال الأخصائي (سيرل بيبي) إذ يقول في كتابه "التربية الجنسية" (ص35):
(لا يكفي مجرد النصح لحماية الشباب من فورته وإلحاح الجنس عليه، بل لابد من تنفيذ إصلاحات اجتماعية واسعة المدى، وأول هذه الاصلاحات إزالة الحواجز المتعددة للزواج المبكر كعدم كفاية الأجور، وأزمة السكن، والتعنت من جانب الوالدين وأصحاب العمل إلى غير ذلك).
¥