تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - أنه إذا حصل زواج مبكر – إن صح التعبير - ثم حصل فيه نوع من الفشل أو الفرقة، فينبغي النظر فيه إلى أسباب هذا الفشل أو الفرقة، ولا ينبغي النظر إلى التبكير في الزواج على أنه هو سبب هذا الفشل، فإن هذه الأسباب واردة على كل زواج، فهناك مثلاً من لا يحسن التعامل مع الفتاة في ليلة الدخول بها، وهذا شيء موجود حتى مع الزواج المتأخر، وكذلك إذا كانت الفتاة لا تحسن القيام بوظيفتها كزوجة من حيث الفراش وواجب البيت ونحو ذلك.

الفصل الخامس: مناقشة قانون تحديد سن الزواج:

تحديد سن الزواج بسن سبعة عشر سنة خطأ لأمور أكتفي بثلاثة منها:

أولاً: منع الزواج بما دون سن السابعة عشرة للفتاة هو منع لما أحله الله تعالى وأباحه، فهو مردود على صاحبه من هذه الجهة.

وإذا كان هناك براهين تثبت تضرر كثير من الفتيات بالزواج المبكر فيجب التفريق بين أمرين: هل حصلت هذه الأضرار بسبب الزواج المبكر، أم حصلت بسبب شيء آخر منفصل عنه؟!

وجب على ولاة الأمر معالجة هذه الأضرار ودفعها عن الفتيات بما لا يمنع من زواجها مبكراً، فكيف وهذا القرار لم يعتمد على دراسات وافية ولا حجج مقبولة سوى الاستجابة لمطالب كثير من المنظمات التي كان مثل هذا القرار ناشئاً عن ضغوطها.

ثانياً: هذه الأضرار الواقعة على الفتاة التي ادعاها من سن مثل هذا القانون، إن صحت أنها أضرار فهي معارضة بأضرار أخرى هي أشد على الفتيات فوجب تقديم الأخف دفعاً للأشد منها، فالفتاة منذ بلوغها سن المحيض إلى سن السابعة عشر تعيش سنوات من الصراع مع الغرائز، ولاسيما تحت هذه الأجواء الملبدة بالمهيجات الجنسية والانحرافات الأخلاقية، فهذا ضرر ينبغي دفعه عنها، بل هو أشد من تلك الأضرار المشار إليها لأنها عامة تتعلق بالفرد والمجتمع، والضرر يزال ولا يزال إلا بهذا الزواج.

ثالثاً: سن البلوغ عند الفتاة يكون قبل السابعة عشر بكثير أحياناً، فقد تبلغ الفتاة في نصف هذا السن أو بعده بقليل، وعليه فإن هذا تفريق بين البلوغ وسن الزواج، فكأن سن البلوغ لا يعني تأهل الفتاة للزواج وهذا لم يقل به أحد، فالكل مجمعون على أن بلوغ الفتاة سن المحيض معناه تهيؤها للزواج والحمل.

رابعا: المنع من الزواج قبل سن السابعة عشر، فيه إضرار بكثير من الأسر لأن كثيرا من الأسر اليمنية وغيرها يزوجون لعدة أغراض منها: خدمة الفتيات لأسر الأزواج.

هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

كتبه: أبو عمار علي الحذيفي. عدن/ اليمن.

[/ CENTER][/QUOTE]

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير