[تذكير الائمة الاعلام بأهوال المرور علي الصراط]
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:15 ص]ـ
[تذكير الائمة الاعلام بأهوال المرور علي الصراط]
قال القرطبي
(تفكر الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط و دقته ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته ثم قرع سمعك شهيق النار و تغيظها و قد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك و اضطراب قلبك و تزلزل قدمك و ثقل ظهرك بالأوزار المنعة لك من المشي على بساط الأرض فضلا عن حدة الصراط فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته و اضطررت إلى أن ترفع القدم الثاني و الخلائق بين يديك يزلون و يعثرون و تتناولهم زبانية النار بالخطاطيف و الكلاليب و أنت إليهم كيف ينكسون فتسفل إلى جهة النار رؤوسهم و تعلو أرجلهم فيا له من منظر ما أفظعه و مرتقى ما أصبعه و مجاز ما أضيقه).التذكرة للقرطبي322
وقال ايضا:
فتوهم نفسك يا أخي إذا صرت على الصراط و نظرت إلى جهنم تحتك سوداء مظلمة قد لظى سعيرها و علا لهيبها و أنت تمشي أحيانا و تزحف أخرى قال:
(أبت نفسي تتوب فما احتيالي ... إذا برز العباد لذي الجلال)
(و قاموا من قبورهم سكارى ... بأوزار كأمثال الجبال)
(و قد نصب الصراط لكي يجوزوا ... فمنهم من يكب على الشمال)
(و منهم من يسير لدار عدن ... تلقاه العرائس بالغوالي)
(يقول له المهمين يا وليي ... غفرت لك الذنوب فلا تبالي)
و قال آخر:
(إذا مد الصراط على جحيم ... تصول على العصاة و تستطيل)
(فقوم في الجحيم لهم ثبور ... و قوم في الجنان لهم مقيل)
(و بان الحق و انكشف الغطاء ... و طال الويل
و اتصل العويل)
قال ابن القيم في مدارج السالكين ح 1ص10
ناصحامن تمكنت منه الشهوات والعادات السيئة أن يتخلص منها قبل فوات الاوان فراجع نفسك ياأخي ......... (
وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الركاب ومنهم من يسعى سعيا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يحبوا حبوا ومنهم المخدوش المسلم ومنهم المكردس في النار فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا حذو القذة بالقذة جزاء وفاقا هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ولينظر الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط تخطفه وتعوقه عن المرور عليه فإن كثرت هنا وقويت فكذلك هي هناك وما ربك بظلام للعبيد)
ووالله لما أقرا ماقاله أقول واحسرتاه علي زمن انقضي في الشهوات والاثام والقيل والقال ولاادري ما الله فاعل بي،فاسمع نداء قلبي يذكرني بقوله صلى الله عليه وسلم حاكيا عن ربه:
((أنا عند حسن ظن عبدي بي, فليظن بي ما شاء)) وعذرا علي الاطالة فما كنت اود الكلام بين يدي الائمة الاعلام
والله المستعان وعليه التكلان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته