وأما مسلم فيروي لـ شريك ولـ محمد بن إسحاق من باب الشواهد والمتابعات، لا من باب الاحتجاج بهم، وهذا يُعرف بالتتبع.
وأحياناً يذكرُ مسلمٌ رواة ً روَوْ عن شيوخهم –ما وقع في الأصول –لا من باب الاحتجاج.
مثال ذلك: طريق يرويه عن ابن وهب قال:حدثنا عمرو بن الحارث وآخر وهو-ابن لهيعة- وهي طريقة البخاري والنسائي.
أما مسلم فيقول (حدثنا وهب عن عبد الله بن الحارث وابن لهيعة) فذكرها مسلم لما وقع في الأصول، لا من باب الاحتجاج به.
فمن الخطأ أن يقال: إن مسلما خرّج لابن لهيعة احتجاجا ً أو استشهاداً.
مثال آخر: روى البخاري لـ عباد بن يعقوب الروادلي –المتهم بالرفض- فقرنه البخاري بآخر، ولم يعتمد عليه.
مثال آخر: روى البخاري لـ أنيس الجمال (ضعيف جداً) حديثا ً واحداً وقرنه مع آخر، ولم يعتمد عليه.
(درجة الحديث)
صحيح، للمتابعة، ولولاها لكان حسناً.
قال: وفي الباب عن عمر:
أخرجه ابن ماجه، والبيهقي، وابن المنذر، لكنه ضعيف لوجوده عبد الكريم بن أبي المخارق، وإن روى عنه مالك، لكن مالكاً أخطأ فيه، لما وجد من عبادته، وضعفه ابن المنذر والبوصيري في الزوائد، وصصحه ابنُ حبان َ لأنه لم يقع له في طريقه عن عبد الكريم، بل من طريق ابن جريج عن نافع عن ابن عمر.
ثم قال: وأخشى أن يكون ابن جريج ٍ لم يسمعه من نافع اهـ
وبالفعل فقد أسقط ابن جريج –المدلس- عبدَ الكريم بن أبي المخارق.
قال: وفي الباب عن بريدة:
وسيأتي الكلام عليه.
قال: وفي الباب عن عبد الرحمن بن حسنة.
أخرجه النسائي من طريق هناد ٍ عن أبي معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة. ورجاله ثقات
وأخرجه البيهقي، وابن المنذر، وصححه الدراقطني، ووافقه ابنُ حجر.
وروى عبيد الله عن نافع ابن عمر قال قال عمر [رضي الله عنه] ما بلت قائما منذ أسلمت
وصله ابن أبي شيبة، والبزار، وابن المنذر.
لعل الغالب أن عمر كان يبول جالساً، لكنه بال قائماً، وقال هذا الكلام بعد بوله قائماً.
و هذا أصح من حديث عبد الكريم
فالترمذي يرى أن عبد الكريم وهن في هذا الحديث، وأصل الحديث موقوف على عبيد الله بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
وحديث بريدة في هذا غير محفوظ
أخرجه البزار، والبخاري في –الكبير-، والطبراني في-الأوسط- كلهم من طريق سعيد بن عبيد الله الثقفي عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا: من الجفاء أن يبول الرجل وهو قائم.
لكن قتادة وابن جريج خالفا سعيد بن عبيد الله، فرووه عن ابن بريدة عن ابن مسعود موقوفاً: أربع من الجفاء أن يبول الرجل وهو قائم، وصلاة الرجل دون سترة، ومسح التراب على وجهه وهو يصلي، أن يسمع المؤذن فلا يجيبه.
(درجة الحديث مع رجاله)
رجاله ثقات، لكن لا يعرف لابن بريدة سماع من ابنِ مسعود ٍ، وعندما توفي ابن مسعود كان عمر ابن بريدة (17) عاماً، فكانت ولادة ابن بريدة (15) هـ ويحتمل أنه سمع من ابن مسعود، وإن كان مستبعداً عند أهل الحديث، لأنهم يتأخرون في السماع أي بعد-20 - .
وإن كان إبراهيم الحربي يقول: عبد الله بن بريدة وسليمان بن بريدة لم يسمعا من أبيهم.
فيغلب على الظن أن ابن بريدة لم يسمع من ابن مسعود، فيكون منقطعاً، وهذا أرجح من طريق سعيد بن عبيد الله عن عبد الله عن بريدة.
لأن الدراقطني يقول: سعيد يرفع الأحاديث الموقوفة.
ووقع اختلاف آخر، فرواه كهمس بن الحسن-ثقة ثبت- عن ابن بريدة أنه قال: من الجفاء أن يبول الرجل قائما ً.
فالحديث مرفوعاً شاذ، لمخالفته الثقات، وهم: كهمس وقتادة وغيره.
ولا يثبت عن ابن ِ مسعود، إنما من عبد الله بن بريدة.
فالحديث غير صحيح، وذهب إليه أبو عيسى بقوله (غير محفوظ) ووافقه ابنُ حجر وقال:لا يثبت في النهي عن البول قائما ً حديثٌ.
و معنى النهي عن البول قائما على التأديب لا على التحريم و قد روى عن عبد الله بن مسعود قال إن من الجفاء أن تبول وأنت قائم
ومن الصحابة الذين رُويَ عنهم البول قائما: عمر بن الخطاب – علي بن أبي طالب-زيد بن ثابت – عبد الله بن عمر-
سهل بن سعد –مسند ابن أبي شيبة- وعندما أنكر عليه قال: رأيت من هو خير يبول وهو قائم وقصد بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
ويجب على من يبول قائما ً أن يستتر
قال الشيخ الألباني: صحيح
¥