ج: لا يعني ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعمل ثالثا ً، ويكفي في هذا أنه أمر ابن مسعود أن يأتي بثلاثة أحجار! ويحتمل: أنه أخذ حجرا ً من الأرض، أو رواية معمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له " ائت بحجر ٍ ثالث ".
وتكلم بعضهم في هذه الرواية، لعدم سماع أبي إسحاق من علقمة بن قيس النخعي!
فإن لم تثبت هذه الرواية-وقد أثبتها ابن حجر- فيكفي قول النبي صلى الله عليه وسلم والأحاديث الثابتة.
قال أبو عيسى:
15 - باب [ما جاء في] الاستنجاء بالماء
18 - حدثنا هناد حدثنا حفص بن غياث عن دواد بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لاتستنجوا بالروث و لا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن وفي الباب عن أبي هريرة و سلمان و جابر و إبن عمر [قال أبو عيسى] وقد روى هذا الحديث إسماعيل بن إبراهيم وغيره عن داود بن إبي هند عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله أنه كان مع النبي صلى الله عليه و سلم ليلة الجن الحديث بطوله فقال الشعبي إن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تستنجوا بالروث و لا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن وكأن رواية إسماعيل أصح من رواية حفص بن غياث والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم وفي الباب عن جابر وإبن عمر [ر ضي الله عنهما]
قال الشيخ الألباني: صحيح
حدثنا هناد: تقدم .......
حفص بن غياث:
أبو معاوية النخعي الكوفي، وتوفي -195 - وأخرج له الجماعة وحديثه ينقسم إلى قسمين:
1_ إذا حدث من كتابه، فهو ثقة ثبت.
2_ إذا حدث من حفظه، وهو دون الأول.
داود بن أبي هند:
البصري، من الطبقة الخامسة، وتوفي -140 - وأخرج له مسلم وأصحاب السنن.
وحديثه على قسمين:
1_ إذا حدث من كتابه، قهو ثقة ثبت.
2_ إذا حدث من حفظه، وهو دون الأول.
عن الشعبي:
عامر بن شراحيل، من الطبقة الثالثة، وتوفي بعد -100 -
عن علقمة:
تقدم.
عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تستنجوا بروث ولا بعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن.
(درجة الحديث)
صحيح، لأن جميع رجاله ثقات.
قال:
قال أبو عيسى:
وقد روى هذا الحديث إسماعيل بن إبراهيم وغيره عن داود بن إبي هند عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله أنه كان مع النبي صلى الله عليه و سلم ليلة الجن الحديث بطوله فقال الشعبي إن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تستنجوا بالروث و لا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن.
قال الشعبي: إن النبي قال لا تنستنجوا بروث ولا بعظام.
وإسماعيل: ابن علية المحدث المعروف.
وتابع كثيرٌ من أهل ِ العلم هذه الرواية فمنهم:
1_ تابع حفصاً عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري، وأخرجها مسلم في صحيحه، وكذا ابن خزيمة والبيهقي.
2_و عبد الوهاب بن عطاء تابع حفص بن غياث، كما عند الطحاوي وأبي عوانة.
لكن في رواية أبي عوانة شكَّ داود بن أبي هند فقال:
لا أدري هل الزيادة قالها الشعبي عن علقمة؟ أو عن علقمة عن عبد الله بن مسعود؟
3_ وتابع حفصا ًيزيد بن زريق في رواية، كما عند الطيالسي.
4_ وتابعه: هيب بن خالد الباهلي، عند الطيالسي.
5_وتابعه: بن أبي زائدة، في رواية عن ابن حبان.
فكلهم تابعوا حفص بن غياث، في جعل هذه الزيادة مسندة.
وأما من تابع إسماعيل بن علية فهم:
1_ ابن أبي زائدة، في رواية أخرى كما في المسند.
2_ يزيد بن أبي زريق، في رواية أخرى كما عند أبي عوانة
3_ عبد الله بن إدريس الـ؟!: ولم يذكرها ولم ينفها، فعدم ذكره للزيادة جعلوه متابعا لإسماعيل بن إبراهيم بن علية.
4_ محمد بن إبراهيم بن أبي علي، لم يذكر الزيادة، بل ذكر شكَّ داود بن أبي هند! المتقدمة.
وهذه الزيادة صحيحة.
فقد أخرج أبو داود، والبيهقي، والبغوي، والدارقطني، من طريق: إسماعيل بن عياش عن ابن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن مسعود قال: قدم وفدُ الجن على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، انهَ أمَّتك أن يستنجوا بعظم أو روث أو حمممة، فإنها قد جعل لنا فيها رزقا ً، قال: فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
فرواية عبد الله الديلمي عن عبد الله بن مسعود تشهد لرواية حفص بن غياث ومن تابعه.
(درجة هذا الحديث)
¥