وقد روى مالك و ابن عيينة وغير واحد هذا الحديث عن عمرو بن يحيى ولم يذكروا هذا الحرف أن النبي صلى الله عليه و سلم مضمض واستنشق من كف واحد وإنما ذكره خالد بن عبد الله و خالد [بن عبد الله] ثقة حافظ عند أهل الحديث وقال بعض أهل العلم المضمضة والاستنشاق من كف واحد يجزىء وقال بعضهم تفريقهما أحب الينا
الأرجح الجمع بينهما، لأن السنة لم تأت إلا بذلك، ورواية (فعل ثلاثاً بثلاث غرفات) أرجح من (فعل ثلاثا من غرفة واحدة) لأنه يصعب على الإنسان المضمضة والاستنشاق ثلاثاً بغرفة واحدة.
وقال الشافعي إن جمعهما في كف واحد فهو جائز وإن فرقهنا فهو أحب إلينا
هذا قول الشافعي القديم، أم الجديد فإنه يجمعُ بينهما.
وجاءت أحاديث ضعيفة في الفصل بين المضمضة والاستنشاق.
(1) ما رواه أبو داود والطبراني من طريق الليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ يفصل بين المضمضة والاستنشاق.
وهذا الحديث ضعيف لثلاث:
1_ الليث بن سليم (ضعيف) 2_ والد طلحة بن مصرف (مجهول) 3_ جد طلحة (خلاف في صحبته)
وضعفه الحافظ في التلخيص، ونقل عن الحافظ القطان تضعيفَه.
(2) قال أبو القاسم البغوي: حدثنا علي حدثنا ثوبان عن عبدة بن أبي لبابة قال سمعت شقيق بن سلمة يقول شهدت عثمان توضأ ثلاثاً ثلاثاً وذكر أنه فصل المضمضة والاستنشاق وقال: هكذا توضأ النبي عليه الصلاة والسلام
وظاهر الحديث أنه حسن لـ (ثوبان) وهو حسن الحديث، لكن هذه الزيادة منكرة، لأن جميع الطرق عن عثمان لم تأت ِ هذه الزيادة.
وأخرج الروايتين ابنُ السكن وصححهما، لكن معروفٌ تساهلُه، والله أعلم.
(3) قال البغوي: بهذا الإسناد ... عن علي: أنه فصل بينهما، وقال: هكذا توضأ النبي عليه الصلاة والسلام
والحديث كسابقه، فهو منكر لمخالفته ما ثبت عن علي من الجعم بينهما، وقد تفرد (ثوبان) بهذا الإسناد وفي حفظه كلام.
23 - باب ماجاء في تخليل اللحية
29 - حدثنا ابن عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية عن حسان بن بلال قال: رأيت عمار بن ياسر توضأ فخلل لحيته فقيل له أو قال فقلت له أتخلل لحيتك؟ قال وما يمنعني؟ ولقد رأيت رسول صلى الله عليه و سلم يخلل لحيته
قال الشيخ الألباني: صحيح
ابن أبي عمر: تقدم الكلام عليه، واسمه (محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني) وهو صدوق كما قال أبو حاتم ومن الطبقة العاشرة، توفي (243) وأخرج له الإمام مسلم.
سفيان بن عيينة: تقدم، وهو الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي، توفي – 198 - وهو حجة مطلقاً.
عبد الكريم بن أبي المخارق: من الطبقة السادسة، توفي -227 - ونقل الاتفاق على تضعيفه، وروى له البخاري زيادةً فقط في (حديث قيام الليل –لا حول ولاقوة إلا بالله -) لكن الحافظ اعتذر للبخاري بأنه لم يخرج لعبد الكريم إلا في فضائل الأعمال، ولم يخرج له مسلمٌ أبدًا.
حسان بن بلال: من الطبقة الثالثة، وثقه ابن المديني، وابنُ حبان، وذكره البخاري في –الضعفاء- فالراجح أنه (صدوق) وليس له إلا حديثان فهو مقل!!
وسنؤجلُ الكلامَ على متن ِ الحديث ِ إلى أن نتكلم على جميع الأحاديث الواردة في هذا الباب.
أما الحديث الأول، ففيه عدة علل:
1_ ضُعْف عبد الكريم بن أبي المخارق
2_ لم يسمعْ سفيانُ هذا الحديث من عبد الكريم كما قال البخاري (وإن كان سفيان لا يدلس إلا عن ثقة) لكن هذا من حيثُ الغالب، والله أعلم.
3_ لا يعرف سماع من حسان لعمار بن ياسر، ولا يقبل هذا التصريح بالتحديث، لأن في الحديث عبد الكريم.
(درجة الحديث)
ضعيف
(تخريج الحديث)
أبو يعلى، والحميدي، وابن ماجه، والحاكم وصححه، وابن أبي شيبة، والطيالسي، والمزي في الكمال.
¥