ثم قد حكم الترمذي على هذا الحديث، فلم حكم عليه مرة أخرى؟! \
(هل يحتج بمرسل سعيد بن المسيب؟)
نحتج به، إن لمْ يكنْ في الباب غيرُه، ليس صحيحاً، لأن شروط الصحيح والحسن لا ينطبقان
(فائدة)
الأحاديث على حسب الاحتجاج على ثلاثة أقسام:
1_ لا يقبل في العقيدة إلا أن يكون حسناً لذاته، لأنها توقيفة لفظا ومعنى، فالحسن لغيره معناه ثابت لكن ألفاظه تختلف، إلا أن يكون لفظه واحد وله إسنادان وبالإسنادين يكون حسنا لغيره فيحتج به، إما إن تغيرت ألفاظ فيحتج بالحديث الحسن لذاته فقط.
2_ أما إن كان الحديث متعلقا ً بالأحكام فيحتج بالحسن لغيره.
3_ إما إن كان الحديث مختصا في المغازي، فيحتج بالأحاديث التي فيها ضعف كالمراسيل.
وذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في (الصارم المسلول).
45 - باب ما جاء أنه يصلى الصلوات بوضوء واحد
61 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم يتوضأ لكل صلاة فلما كان عام الفتح صل الصلوات كلها بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال عمر إنك فعلت شيئا لم تكن فعلته؟ قال عمدا فعلته قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وروى هذا الحديث على بن قادم عن سفيان الثوري وزاد فيه توضأ مرة مرة [قال] وروى سفيان الثوري هذا الحديث أيضا عن محارب بن دثار عن سليمان بن بريدة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتوضأ لكل صلاة ورواه وكيع عن سفيان عن محارب عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال ورواه عبد الرحمن بن مهدي وغيره عن سفيان عن محارب بن دثار عن سليمان بن بريدة عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا وهذا أصح من حديث وكيع والعمل على هذا عند أهل العلم أنه يصلي الصلوات بوضوء واحد ما لم يحدث وكان يتوضأ لكل صلاة استحبابا وإرادة الفضل ويروى عن الإفريقي عن أبي غطيف عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من توضأ على طهر كتب الله له به عشر حسنات وهذا اسناد ضعيف وفي الباب عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى الظهر والعصر بوضوء واحد
قال الشيخ الألباني: صحيح
علقمة بن مرثد: الحضرمي، أبو الحارث الكوفي، ثقة بالاتفاق، من الطبقة السادسة.
سليمان بن بريدة: بن الحصيف الأسلمي، ولد سنة (15) لثلاث سنين مضت من خلافة عمر بن الخطاب، وتوفي -105 - وهو ثقة بالاتفاق، وقال البخاري: لم يذكر سلمان سماعا من أبيه وقال الحافظ إبراهيم الحربي: سليمان وعبد الله لم يسمعا من أبيهما، وفيه نظر.
لأن سلمان عاصر أباه (45) سنة، (1) وهذه المعاصرة مع قوة القرابة تفيد أنه سمع.
طبعاً! نحن على مذهبنا (لا بد من ثبوت السماع) لكن القرائن! ولذا قال البخاري: لم يَذْكر سماعاً، ولم يجزم! لكن لا شك أنه سمع من أبيه.
و (2) أيضا أحاديثه مستقيمة عن أبيه، ولم يتكلم فيه أحد من الحفاظ.
و (3) جميع من ألف في الصحيح احتج برواية سليمان عن أبيه ما عدا البخاري.
وأما أخوه عبد الله بن بريدة: فالراجح أنه سمع من أبيه، لأنه صرح بسبعة أحاديث في مسند الإمام أحمد بالتحديث.
عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم يتوضأ لكل صلاة فلما كان عام الفتح صل الصلوات كلها بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال عمر إنك فعلت شيئا لم تكن فعلته؟ قال عمدا فعلته
هذا الحديث ناسخٌ لحديث (أن رسول الله أمر بالوضوء عند كل صلاة فلما شق عليه أمر بالسوك) أخرجه ابن خزيمة وصححه وأبو داود والطحاوي والدارمي بإسناد حسن.
(درجة الحديث)
قال أبو عيسى: حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
(تخريج الحديث)
أخرجه الإمام مسلم، وأحمد، وأبو داود، والنسائي، وأبو عوانة، وعبد الرزاق، و الدرامي، وابن الجارود، وابن خزيمة، وابن المنذر، والطحاوي، والطبري، والبيهقي، والبغوي في (شرح المعاني) كلهم من طريق سفيان به.
وأبو داود الطيالسي وأبو القاسم البغوي في مسند (علي بن الجعد) من طريق قيس بن الربيع عن علقمة به
قال:
وروى هذا الحديث على بن قادم عن سفيان الثوري وزاد فيه توضأ مرة مرة
¥