والمتقدم أصح، لأنه تقدمت به السن، وعندما ذهب إلى العراق تساهل في الرواية، فروى عن أبيه لم يسمعها، إنما سمعها من غيره، لكنها فيما يبدو قليلة جدًا، ولم يذكر له الذهبي حديثًا واحدًا، لكن ذكر له حديث واحد رفعه عن أبيه وأبو الأسود يرى أنه موقوف.
وأما تدليسه فقليل، ولا يدلس إلا عن الثقات، فحديثه صحيح ولا عبرة بمن ليَّنه كالقطان.
ويعرف بأن حديثه المتقدم أصح، من تلاميذه، فإن كان الراوي مدنيا فهو أصح.
عروة بن الزبير: بن العوام الأسدي القرشي، إمام جليل من سادات التابعين، توفي -94 - من الطبقة الثالثة.
بسرة بنت صفوان: من المهاجرات الأوَل، قرشية أسدية.
(علل الحديث)
العلة الأولى: أن عروة بن الزبير روى هذا الحديث عن مروان بن الحكم كما ثبت في بعض الراويات، ومروان مطعونٌ بعدالته، فالحديث ضعيف.
والجواب: أن مروان سمع من بسرة هذا الحديث، فلم يقتنع عروة حتى سأل بسرة فصدقت مروان، فالعلة عليلة، وهذا على القول أن مروان طعن في عدالته، وهذا صحيح لأنه قتل طلحة بن عبيد الله، ويكاد يتفق المؤرخون على هذا الشيء.
وكذلك خرج على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير ومقاتلته وطلب الخلافة بالسيف حتى انتصر على ابن الزبير، وابنُه عبد الملك بن مروان هو الذي قتل في عهده عبد الله بن الزبير.
وعند التحقيق: هذه الطعون لا تؤثر في صدقِ حديثه، وروى عنه بعض الصحابة و كبار التابعين فروى عنه سهل بن سعد الساعدي كما في صحيح البخاري، وعلي بن الحسين الملقب بزين العابدين، كما في البخاري.
وله أعداء كثيرون، ثم إن الحفاظ تتبعوا أحاديثه فلم يجدوا فيها نكارة، فاعتمد عليها الإمام مالك والإمام البخاري، والإمام مسلم وابن خزيمة وابن حبان تبرؤوا منه.
العلة الثانية: أن هشام لم يسمعه من أبيه عروة، إنما سمعه من عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقد تكلم فيه.
وهي علة ساقطةٌ، لأن ابن حزم ثقة ثبت فقيه عالم، كما وصفه الإمام مالك وابن عبد البر. حتى لو كان هو الواسطة بينه وبين أبيه، ومع ذلك فإنه قد صرح عن أبيه.
العلة الثالثة: أن بسرة لا يحتج بها في هذه المسألة، رويت عن ربيعة الرأي، وهذه علة عليلة، فتبين أن الحديث صحيحٌ وليس فيه مطعن.
(درجة الحديث)
من أصح الأحاديث، صححه ابن معين وأحمد وابن خزيمة وأبو عيسى وابن حزم.
(تخريج أصل قصة مروان.)
أخرجه النسائي، والإمام مالك، والبيهقي، والشافعي، وابن المنذر، وابن حبان، والبغوي عن إسحاق بن منصور به .. أنه اجتمع عروة ومروان يتذاكران نواقض الوضوء فذكر مروان هذا الحديث، فلم يقتنع عروة حتى سأل بسرة رضي الله عنها.
وتابع مالكاً الزهري، وهي عند أحمد، وعبد الرزاق، والنسائي.
وتابع مالكا سفيان بن عيينة، وهي عند أحمد، وابن الجارود.
وتابع مالكا ابنُ إسحاق، وهي عند الدارمي.
وتابع مالكًا ابن علية، وهي عند ابن أبي شيبة وأحمد.
هل مروان صحابيٌّ؟
ج: ليس بصحابيٍّ على الراجح، وقال الحافظ: لم يجزم أحدٌ بصحبته وذهب إليه ابن عبد البر وابن الأثير، لأن مروان أسلم مع أبيه في فتح ِ مكة، ثم إن رسول الله نفى أباه إلى الطائف فذهب معه مروان، فرؤية مروان للنبي صلى الله عليه وسلم لم تثبت.
هل شحومُ الإبل بحكم اللحم؟
ج: فيها قولان عند الإمام أحمد، والراجح / أن اللحم يطلق على جميع ما حمل الخفاف، وقال الله تعالى (إنما حرم عليكم الميتتة والدم ولحم الخنزير) وبالاتفاق أن المقصود به كله.
هل المرق ناقضٌ؟
ج: غير ناقض ٍ.
82 - حدثنا إسحق بن منصور قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن هشام بن عروة قال أخبرني أبي عن بسرة بنت صفوان: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضأ [قال] وفي الباب عن أم حبيبة و أبي أيوب و أبي هريرة و أروى بنت أنيس و عائشة و جابر و زيد بن خالد و عبد الله بن عمرو قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح [قال] هكذا رواه غير واحد مثل هذا عن هشام بن عروة عن أبيه [عن بسرة]
قال الشيخ الألباني: صحيح
(تخريج الحديث)
أخرجه أصحابُ السنن، وأصحاب المسانيد كأحمد والطيالسي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وله عدة أسانيد، وملتقاها في (عروة بن الزبير)
(فقه الحديث)
¥