ضعيفةٌ، لأن الحفاظ من أصحاب هشام كـ (القطان) رووه عن هشام عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها وهو صائم.
(درجة الحديث)
الجمهور على تضعيفه، لكن للحديث طرق أخرى:
(الطريق الأول)
أخرجه الدارقطني قال / أبو بكر النيسابوري قال حدثنا حاجب بن سليمان حدثنا وكيع عن هشام عن عروة عن عائشة به.
وحاجب بن سليمان (ثقة) وتكلم الدارقطني في (حفظه) فقال (يخطئ) وأبو أويس (متكلم في حفظه وفيه ضعف) وعبد الحميد الحميري (يكتب حديثه)
فالراجح: رواية هشام، كما رواها الحافظ أن رسول الله قبل نسائه وهو صائم.
(الطريق الثاني)
أخرجه البزار قال / حدثنا إسماعيل بن يعقوب بن صبيح قال حدثنا محمد بن موسى بن أعين قال حدثني أبي عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن عائشة به
(درجة الطريق)
إسناده ثقات، وصححه ابن التركماني والإشبيلي، لكن رجح الدارقطني (عن الثوري عن عبد الكريم عن عطاء موقوفا عليه) كما رواها في سننة.
(الطريق الثالث)
أخرجه الدارقطني من طريق عبيد الله بن عمر عن عبد الكريم به مرفوعا ً.
(درجة الطريق)
رجح الدارقطني أن هذا وهمٌ، فسفيان الثوري مقدمة على من خالفه، وهذا على طريقة المتقدمين، أما المتأخرون فيقولون (كلاهما صحيح) فعبد الكريم روه موقوفا ومرفوعاً.
لكن الصحيح: طريقة أهل الحديث المتقدمون، والترجيح بالقرائن والكثرة.
(الطريق الرابع)
أخرجه الدارقطني من طريق الزهري عن أبي سلمة عن عائشة.
(درجة الطريق)
منكر، لأن المحفوظ بهذا الإسناد (أن النبي قبلها وهو صائم) كما رواه (معمر وعقيل وابن أبي ذئب)
(الطريق الخامس)
أخرجه أبو داود قال / حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى وعبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن أبي روث عن إبراهيم التيمي عن عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها ولم يتوضأ)
وأخرجها ابن أبي شيبة والنسائي والطبري وأحمد والبيهقي وعبد الرزاق والدارقطني كلهم من طريق الثوري به.
وأبو روث عطية بن الحارث (صدوق) وإن حاول البيهقي تضعيفه، وضعفه ابن حزم.
لكن إبراهيم التيمي (لم يسمع) من عائشة كما قال أبو عيسى والنسائي وأبو داود ولا أعلم في ذلك خلافًا.
وذكر الدارقطني في سننه أن من طريق معاوية بن هشام عن الثوري عن أبي روث عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة.
فوصل الإسناد، لكن الراجح ما رواه (القطان * ابن مهدي) عن الثوري عن إبراهيم التيمي عن عائشة.
ومعاوية بن هشام (صدوق وفيه ضعف) فالراجح إرسال الحديث لا وصلُه.
ورجح التركماني وغيره فقالوا (زيادة ثقة فتقبل) لكن قلنا: ليس بصحيح.
(الطريق السادس)
ذكرها عبد الرزاق والدارقطني من طريق الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية أنها سمعت عائشة تقول (كان رسول الله يقبل بعض نسائه ثم يخرج إلى الصلاة ولا يتوضئ)
وتابع الأوزاعي حجاجُ بن أرطأة كما عند ابن ماجه وأحمد.
(درجة الطريق)
لا بأس بإسنادها، وليس فيها إلا زينب السهمية (ولا تعرف) وحجاج بن أرطأة (ضعيف) وقلنا: لا نرد حديث المجهول مطلقًا، فلا بأس بهذا الإسناد عند التحقيق.
والحافظ الزيلعي قال (إسناده جيد).
وكذلك مع إسناده إبراهيم التيمي عن عائشة (فيتقوى الإسناد) وباقي الأسانيد ضعيفة.
(ممن ضعف الحديث الأصل)
قال ابن معين: احكِ عني هذين الحديثين (حديث حبيب وحديه الآخر عن المستاحضة أنها تتوضئ لكل صلاة) شبهُ لا شيء.
وقال أبو عيسى: وإنما ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي لأنه لا يصح عندهم بحالٍ هذا الإسناد.
وقال (لا يصح في هذا الباب شيء)
وضعفه أحمد والدارقطني وابن حزم وأبو بكر النيسابوري وابن العربي المالكي في (عارضة الأحوذي) فجمهور المتقدمين على تضعيف هذا الحديث مطلقًا.
(ممن صحح الحديث الأصل)
أبو عمر بن عبد البر، وصححه الكوفيون وثبتوه، وكذا ابن التركماني وابن جرير الطبري وجود الزيلعي بعض أسانيد.
الراجح: أن طريق الأوزاعي وطريق التيمي لا بأس بهما، فيكون الحديث صالحًا للاحتجاج بالإضافة للأسانيد الضعيفة، فهي شاهدة لهما من حيثُ الإجمال.
وإن كان في تقويتنا لهذا الحديث، في النفس شيءٌ، لتضعيف الجمهور له.
¥