وهذا الخلاف لا يضر، لأنه أينما دار الإسناد فإنه يدور على ثقة، سواء ذكر والد يعيش أو لم يذكر، فإن أسقط ثبت التصريح من الوليد عن معدان.
(اختلاف آخر)
وقع خلاف في رواية (معمر) فأسقط من إسناده (الأزواعي) وجعل بدل معدان (خالد بن معدان).
والقول الصحيح: أن رواية (معمر) خطأ، لأنه خالف هشاما وحسينا، وليس هو إسناد آخر كما ذهب إليه شيخنا (أحمد شاكر) لأن مخرج الحديث واحد، ومن زاد أكثر وأحفظ، وزيادة ثقة.
فتبين أن هذا الاختلاف في الإسناد ليس مؤثرًا.
و (2) أما من جهًّل يعيشَ ووالده كابن حزم وابن المنذر فالجواب: أن الأئمة وثقوا يعيش مع أبيه كالنسائي والعجلي وابن حبان وصحح الحديث ابن حبان وابن خزيمة وابن منده وابن الجارود والإمام أحمد والحاكم، هذا بالإضافة إلى من وثق يعيش وثبت استقامة أحاديثه.
(الخلاصة)
الحديث صحيح ٌ، وليس فيه مطعن.
(تخريج الحديث)
أخرجه أصحاب السنن، والطحاوي، وابن الجارود، والحاكم، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي وغيرهم.
[قال أبو عيسى] وقال إسحق بن منصور معدان بن طلحة قال أبو عيسى و ابن أبي طلحة أصح
هنا أبو عيسى خالف ترجيح ابن معين في أن اسم معدان (ابن طلحة) لا (ابن أبي طلحة) لأن الشاميين قالوا (ابن طلحة) وغيرهم (ابن أبي طلحة) والراجح رواية الشاميين فالصحيح قول ابن معين، وتابعه الطحان في (مشكل الآثار).
وقد جود حسين المعلم هذا الحديث وحديث حسين أصح شيء في هذا الباب
اختار الترمذي ترجيح رواية حسين، لكن على حسب القواعد فالراجح رواية معمر بن راشد وهشام الدستوائي لأنهم أكثر وأحفظ.
وروى معمر هذا الحيث عن يحيى بن أبي كثير فأخطأ فيه.
(بأنه أسقط الأوزاعي، والراجح ذكره لأن من ذكره أحفظ وأوثق، ويحيى معروف بالإرسال، فلا يبعد أن يكون يحيى قد تعمد إسقاط الأوزاعي).
فقال عن يعيش بن الوليد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء ولم يذكر فيه الأوزاعي وقال عن خالد بن معدان وإنما هو معدان بن أبي طلحة.
(هذا الخطأ الثاني الذي وقع فيه معمر).
هناك إسناد آخر لهذا الحديث عن ثوبان:
أخرجه الإمام أحمد قال / حدثنا أحمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي الجودي عن بلد عن أبي شيبة المهري قال قيل لثوبان: حدثنا عن رسول الله قال: رأيتُ رسول الله قاءَ فأفطر.
(درجة الطريق)
فيه (بلد) و (أبو شيبة المهري) وقال عنهما الذهبي (لا يعرفان) لكن الإسناد صالح في المتابعات والشواهد.
الدرس التاسع عشر
65 - باب [ما جاء في] الوضوء بالنبيذ
88 - حدثنا هناد حدثنا شريك عن أبي فزارة عن أبي زيد عن عبد الله بن مسعود قال: سألني النبي صلى الله عليه و سلم ما في إدواتك؟ فقلت نبيذ فقال تمرة طيبة وماء طهور قال فتوضأ منه قال أبو عيسى وإنما روى هذا الحديث عن أبي زيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم و أبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث لا يعرف له رواية غير هذا الحديث وقد رأى بعض أهل العلم الوضوء بالنبيذ منهم سفيان [الثوري] وغيره وقال بعض أهل العلم لا يتوضأ بالنبيذ وهو قول الشافعي و أحمد و إسحق [و] قال إسحق إن ابتلى رجل بهذا فتوضأ بالنبيذ وتيمم أحب إلي قال أبو عيسى وقول من يقول لايتوضأ بالنبيذ أقرب الى الكتاب وأشبه لأن الله تعالى قال ({فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا})
قال الشيخ الألباني: ضعيف
هناد (243) شريك – صدوق – والقديم أصح (178) وأخرج له مسلم ولم يحتج به وهو مدلس مقل.
أبو فزارة: بن كيسان العبسي الكوفي، من الطبقة الخامسة، ووثقه الجمهور، ونُقل عن الإمام أحمد أنه قال عنه (مجهول) لكن قال الحافظ ابن عبد الهادي (قصد به شيخه أبو زيد) وهو قولٌ وجيهٌ، لأنه معروف، ووثقه الجمهور.
أبو زيد: المخزومي، مولى عمرو بن حريث، وأطبق النقاد على تجهيله كالبخاري وابن عدي والترمذي والدارقطني، وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا أنه مجهول، وكذا قال الحافظ.
عن عبد الله بن مسعود قال: سألني النبي صلى الله عليه و سلم ما في إدواتك؟ فقلت نبيذ فقال تمرة طيبة وماء طهور قال فتوضأ منه
النبيذ: ماء يوضع فيه تمرات أو زبيب، ثم يترك يوما أو يومين، حتى يتخمر.
¥