وبعضهم يمنع كونه (ضعيف) و (مجهول) لكن الأصح أنه صحيح، لأن بعضهم قد يكون (مجهولا) ويروي أحاديث منكرة، فـ (عاصم) له ثصلاثة أحاديث روى عنه كبار الحفاظ كالثوري وشعبة ومسعر بن كدام، لكن ليس له إلا شيخ واحد، وهو (أبو وائل) وكل الأحاديث التي رواها منكرة، فينبغي النظر إلى شيوخ الراوي، وقد يكون في الرواة تقوية للمروي عنه، (1) إن روى عنه كبار الحفاظ، الذين لا يرون إلا عن ثقات مثل:
(ابن سيرين * مالك * القطان * ابن مهدي * حريز بن عثمان * منصور المعتمر * الشعبي * أحمد * ابن معين * ابن المديني * شعبة).
أو (2) الرواة عنه من الصحابة، مثل (مروان بن الحكم) فقد قواه الإمام مالك والبخاري واحتجا به، فقد روى عنه سهل بن سعد الساعدي.
أو (3) الرواة عنه من المشاهير، وهذه تقوية نوعاً ما.
كبشة بنت كعب بن مالك: لم توثق ثوثيقا معتبرًا، ففيها جهالة، وذهب ابن حبان أنها صحابية، ولم يثبت ذلك.
وعبد الله بن أبي قتادة زوجها (من كبار التابعين) وهذا الأقرب، وهذا دليل يُستأنس به.
أن أبا قتادة دخل عليها قالت فسكبت له وضوءا قالت فجاءت هرة تشرب فأصغى لها الإناء حتى شربت قالت كبشة فرآني أنظر إليه فقال أتعجبين يا بنت أخي؟ فقلت نعم قال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات
اختلف العلماء / هل الهرة طاهرة؟
1_ طاهرة، وهو قول الجمهور، وابن عباس وابن عمر، وأصحاب الحديث.
2_ نجسة، ويغسل مرة واحدة، واحتجوا بحديث أبي هريرة المتقدم، وذهب إليه ابن حزم والحنفية، وبعضهم قال يغسل مرتين، وهو قول أبي هريرة وابن المسيب، وبعضهم قال: يغسل سبعا، وهو قول عطاء بن أبي رباح.
3_ فيه تفصيل، فإن كانت الهرة تأكل من نجاسة، ثم ولغت في الإناء، فقد تنجس الإناء، وأما إن لم نرها تأكل من نجاسة فالأصل أنها طاهرة، وكذلك الرجل، ولو تنجست، ثم غابت روجعت، فشربت من الإناء فإن لعابها يطهر النجاسة التي في فمها، وذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
(درجة الحديث)
فيها حميدة وكبشة، وفيهما جهالة، لكن قال أبو عيسى " حسن صحيح " ومن يقبل أو يرد الجهالة مطلقا فليس بصحيح.
بل تقبل وترد حسب القرائن، فإن كان المتن مستقيما وهو قصيرٌ، ولا يخالف النصوص، فالحديث صحيح، كما هو الحال في هذا الحديث، ففي كتاب البخاري رجال مجهولون لكن باتفاق الأئمة الأحاديث صحيحة، وعند مسلم خمسون مجهولا، وجمهور أهل الحديث على هذا المنهج.
[وقد روى بعضهم عن مالك وكانت عند أبي قتادة والصحيح ابن أبي قتادة]
جاءت رواية أن كبشة كانت عند أبي قتادة، لكن ليس بصحيح كما قال أبو عيسى، بل كانت عند ابن أبي أبي قتادة.
(درجة الحديث)
شبه اتفاق على تصحيح الحديث، والأئمة يستأنسون بإخراج الإمام مالك للأحاديث.
ولم يخالف إلا ابن منده، وأعله بجهالة (حميدة) و (كبشة) مع أنه أخرج هذا الحديث في كتابه (الصحيح) كما ذكر ابن دقيق العيد، لكن الجواب عن ذلك: أنه يضع الأحاديث الضعيفة لينبه عليها، كما يفعل ابن خزيمة، وكما يشير البخاري بتعليقات دقيقية على التضعيف وكذلك النسائي فقالوا (إذا سكت عن حديث فهو صحيح) والجهالة لا تعتبر دائماً علة، فإن كان الحديث مستقيما، لا يخالف كتابا ولا سنة، وليس بمتن طويل، وهما من التابعين والغالب على حال التابعين الاستقامة.
(تخريج الحديث)
الإمام مالك ومن طريقه الشافعي، وأحمد، وعبد الرزاق، والنسائي، وابن حبان وابن خزيمة والحاكم، وأبو يعلى، والدارقطني، وابن حزم، وأبو داود، وابن ماجه، والدارمي، وابن الجارود، والطحاوي، وابن المنذر كلهم من طريق الإمام مالك به.
وأخرج البيهقي هذا الحديث من طريق همام بن يحيى –تابع مالكا- عن إسحاق بن أبي طلحة
وأخرج عبد الرزاق والإمام أحمد من طريق سفيان بن عيينة.
وأخرج أبو يعلى والبيهقي من طريق حسين المعلم.
(الطريق الأول)
قال الشافعي عن الثقة عن يحيى بن أبي كثير عبد الله بن أبي قتادة عن ابيه.
(درجة الطريق)
¥