تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والعلم: ما فهِمَهُ الجيل السابق -جيل الصحابة- رضوان الله عليهم- مِن قول الله -عز وجل- وقول رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

ولا يغرّنكم المتعالمون:

الذين لا يميزون الغث من السمين!

فإنْ شُبّه عليهم الأمر في مسألة نسبوا التناقض فيها لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وإن زادَتْ الشبهة عليهم نسبوا التناقض لكتاب الله -عز وجل-.

والنصوص عندهم وراء ظهورهم؛ فإن وافقَتْ فهمهم السقيم يستشهدون بها، وإن خالفت فهمهم ألقوا بها وراء ظهورهم كما يلقون زبالة لا قيمة لها.

ولا يغرنكم المتعالمون:

الذين يهرفون بما لا يعلمون!

ولا تغرنكم كثرة كتبهم؛ فإنها طعنٌ وتحقيرٌ لسلف الأمة وأتباعِهم، وتمجيدٌ لأهل البدع والضلالة.

وأحْلِفُ -غير حانث إن شاء الله- أنها كتبٌ بينها وبين العلم مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل.

وأحْلِفُ -غير حانث إن شاء الله- أنها كتب تضليل وتجهيل.

وَلأنكم -أيها الدعاة- قد أخذتم على عواتقكم دعوة الناس للحق، وتحمّلتم في سبيل ذلك ما تحمّلتم وتتحمّلون؛ فالواجب يحتم عليكم أن تتثبتوا من هذه الكتب قبل أن تمجدوا كاتبها فتشتركوا معه في الإثم.

ليتناول كلٌّ منكم كتاباً من كتب هؤلاء الناشئة الأفاكين وليتناوَل مسألة واحدة فقط -مسألة نقلِ النصوص من كتب الأقدمين والمحدَثين والذين جعلوها هدفاً للتشهير والتحقير-؛ لِتجدوا هؤلاء الأفاكين لا يتقون الله فيما ينقلون؛ فَهم يبترون النصوص؛ لتوافِق إفكَهم وضلالهم، وهم يفعلون هذا وهم مطمئنون؛ لأنّهم يعلَمون جهل المُطَبّلين والمُزمّرين لهم، ويعلمون أنهم لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يتثبّتون.

وسيتبيّن لكم -أيها الدعاة- كذب هؤلاء الأفاكين، وكم ظلَموا سلفَ هذه الأمة وأتْباعَهم!

فعندها يكون الواجب عليكم تحذير مَن تدعون مِن هذه الكتب وكاتبيها.

عليكم باتباع أوامر الشريعة؛ فإن اتباع الهوى يؤدي إلى فتنة الشبهات.

وأنتم تعلمون أن اتباع الهوى يجعل صاحبه لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا تبعاً لهواه.

عليكم أن يكون قصدكم في هذه الحياة أن يعلو دين الله في الأرض؛ فإنّ فساد القصد يجعلكم تقبلون الشبهات لتصلوا إلى ما تصبون إليه من العلو والرفعة في الحياة الدنيا.

عليكم أن تكونوا من أهل البصائر؛ فإن ضعف البصيرة يؤدي إلى فتنة الشبهات، ولن يتحقق لكم أن تكونوا من أهل البصائر إلا بمعرفة ربكم معرفةً يقينية بأسمائه وصفاته، وأن تعرفوا أوامره ونواهيه كما بَلَّغَنا إيّاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأن تعرفوا معرفة يقينية أنكم إلى ربكم راجعون ليجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.

أيها الأخوة، وأنتم أيها الدعاة!

إياكم وفتنة الشبهات؛ فإنها فتنة مآلها الكفر والنفاق -عياذاً بالله تعالى-، وهي فتنة المنافقين وفتنة أهل البدع -على حسب مراتبهم في الابتداع-.

هلَكَتْ قلوب هؤلاء الناس؛ لأن أمراض الشبهات والشهوات أنهكتْها، فَسَدَتْ نيّاتهم وإراداتهم لغلبة القصود السيئة عليها.

قال تعالى: ?فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ? [البقرة: 10]

قلوبهم مريضة ..

مليئة بالشكوك ..

مليئة بالرياء ..

مليئة بالنفاق ..

فإياكم أن تكونوا منهم.

عليكم أن تتخلصوا من فتنة الشبهات؛ لتكونوا على بينة من دينكم؛ والأمر في ذلك سهل والخَطْب يسير.

جَرّدوا الاتباع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحكّموه في دقّ الدين وجلّه، وظاهره وباطنه؛ فالهدى يدور على أقواله وأفعاله -صلى الله عليه وسلم-، وكلّ ما خرج عنها فهو ضلال.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 11 - 10, 01:46 ص]ـ

بارك الله فيكم

هنا فائدة في الموضوع عن ابن تيمية مهمة:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80458

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير