تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تأويل العلماء لمراد أنس في رفع اليدين في الدعاء]

ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[20 - 11 - 10, 10:44 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد

قد بينت في عدة مشاركات ضمن موضوعات رفع اليدين تأويل حديث أنس هذا

ثم وجدت أن أعرضه بشئ من التفصيل في مشاركة مستقلة لعل تكون هناك فائدة

وحديث أنس رضي الله عنه نصه

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شئ من دعائه إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع حتى يرى بياض إبطيه) رواه البخاري ومسلم وغيرهما

-للعلماء خمسة أقوال في هذا الحديث

أولها:

المبالغة في رفع اليدين أي أن النبي لم يكن يرفع يديه بهذه الصفة أو نفي رؤية أنس رفع النبي يديه وقد رأى غيره والقاعدة المثبت مقدم على النافي

يتبع

ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[20 - 11 - 10, 11:32 م]ـ

القائلون بهذا القول:

النووي:

قال: هذا الحديث يوهم ظاهره أنه لم يرفع صلى الله عليه وسلم إلا في الاستسقاء وليس الأمر كذلك بل قد ثبت رفع يديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء في مواطن غير الاستسقاء .... ويتأول ... أنه لم يرفع الرفع البليغ ... أو لم أره رفع وقد رأه غيره فيقم المثبتون ....

وقال بهذا القول أيضاً:

ابن رجب

ابن حجر

السيوطي

بدر الدين العيني الحنفي

وقال بالمبالغة فقط السندي، والمباركفوري

القول الثاني:

العمل بحديث أنس على ظاهره ويستثنى منه ما دل الدليل الصحيح على الرفع

مفهوم من ترجمة النسائي

نسب إلى العز بن عبد السلام

الشوكاني

قال:

والظاهر أنه ينبغي البقاء على النفي المذكور عن أنس فلا ترفع اليد في شئ من الادعية إلا في المواضع التي ورد فيها الرفع ويعمل فيما سواها بمقتضى النفي وتكون الاحاديث الواردة في الرفع في غير الاستسقاء أرجح من النفي المذكور في حديث أنس ....

يتبع إن شاء الله

ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 01:52 م]ـ

القول الثالث:

تَكلُم بعض أهل العلم على حديث أنس من طريق سعيد بن أبي عروبة (الطبري و القرطبي رحمهما الله)

* قال ابن بطال:

قال الطبري: والصواب أن يقال إن كل هذه الآثار المروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - متفقة غير مختلفة المعاني، وللعمل بكل ذلك وجه صحيح، ...... فإن قال: فقد جعلت للداعي رفع يديه في كل حال فما أنت قائل فيما روى يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، أن أنس بن مالك حدثه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا عند الاستسقاء، فأنه كان يرفعهما حتى يرى بياض إبطيه. قيل: قد روى ابن جريج، عن مقسم، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا ترفع الأيدي إلا في سبعة مواطن في بدء الصلاة، وإذا رأيت البيت، وعلى الصفا والمروة، وعشية عرفة، وبجمع، وعند الجمرتين.

وهذا مخالف لحديث سعيد بن أبى عروبة عن قتادة، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع الأيدي في الدعاء مطلقًا من وجوه. منها: حديث أبى موسى وابن عمر وأنس من طرق أثبت من حديث سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن أنس، وذلك أن سعيد بن أبى عروبة كان قد تغير عقله وحاله في آخر عمره، وقد خالفه شعبة في روايته عن قتادة، عن أنس فقال فيه: " كان رسول الله يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه ".ولا شك أن شعبة أثبت من سعيد بن أبى عروبة. أهـ

* قال القرطبي:

واختلف العلماء في رفع اليدين في الدعاء فكرهه طائفة ..... احتج الأولون بما رواه مسلم عن عمارة بن رويبة ورأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال: قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بأصبعه المسبحة.

وبما روى سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن أنس ابن مالك حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا عند الاستسقاء فإنه كان يرفعهما حتى يرى بياض إبطيه.

والأول أصح طرقا وأثبت من حديث سعيد بن أبي عروبة، فإن سعيدا كان قد تغير عقله في آخر عمره.

وقد خالفه شعبة في روايته عن قتادة عن أنس بن مالك فقال فيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه. أهـ

يتبع إن شاء الله

ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 09:50 م]ـ

القول الرابع:

عدم رفع اليدين مطلقاً إلا في دعاء الاستسقاء، فلا ترفع الأيدي في أي موطن إلا في الاستسقاء فقط (أي يعمل بحديث أنس على ظاهره)

قال ابن بطال:

قال الطبري: اختلف الناس في رفع اليدين في الدعاء في غير الصلاة ....... وكرهه جبير بن مطعم أهـ

قال ابن رجب:

لا أعلم أحداً من العلماء خالف في استحباب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء، وإنما اختلفوا في غيره من الدعاء

وتأملوا هذه المناظره:

قال الذهبي:

( .... حدثنا القاسم بن ابي صالح سمعت أبا حاتم يقول قال لي أبو زرعه: ترفع يديك في القنوت؟ قلت: لا، فترفع أنت؟، قال: نعم.قلت فما حجتك؟ قال: حديث ابن مسعود. قلت: رواه ليث بن ابي سليم قال فحديث ابي هريرة؟ قلت رواه ابن لهيعة قال: حديث ابن عباس؟ قلت رواه عوف قال فما حجتك في تركه؟ قلت: حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان لا يرفع يديه في شئ من الدعاء الا في الاستسقاء" فسكت أهـ

هنا نجد أن أبا حاتم رحمه عمل بحديث أنس على ظاهره ويقول بعد الرفع مطلقاً غلا في الاستسقاء وقد ناظر أبا زرعة فسكت أبو زرعه!!

يتبع إن شاء الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير