أ - التلثم: صحّ عن النبي أن يغطي الرجل فاه. فينبغي للمسلم إذا دخل المسجد أن يحل اللثام عن فمه، ولا بأس أن يغطي فمه أثناء التثاؤب في الصلاة ثم ينزع بعده. بل هو المشروع سواءً أكان باليد أم بشيء آخر.
ب - الصلاة إلى النار: يكثر في الشتاء وضع المدافئ في المساجد أو في البيوت وتكون أحياناً في قبلة المصلين. وهذا مما نص أهل العلم على كراهته لأن فيه تشبهاً بالمجوس وإن كان المصلي لا يقصد ذلك ولكن سداً لكل طريق يؤدي للشرك ومشابهة المشركين.
3 - الصلاة على الراحلة أو في السيارة: جائزة خشية الضرر إذا خاف الضرر وإذا خاف خروج وقتها وهي مما لا يجمع مع غيرها في الشتاء.
قال ابن قدامة في المغني: (وإن تضرر في السجود وخاف من تلوث يديه وثيابه بالطين والبلل فله الصلاة على دابته ويؤمئ بالسجود).
الوقفة التاسعة: الدعاء في الشتاء
1 - عند رؤية الريح: (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به).
2 - عند رؤية السحاب: (اللهم إني أعوذ بك من شرها).
3 - عند رؤية المطر: (اللهم صيباً هيئاً) أو (اللهم صيباً نافعاً) أو (رحمة) ويستحب للعبد أن يكثر من الدعاء عند نزول المطر لأنه من المواطن التي تطلب إجابة الدعاء عنده، كما في الحديث الذي حسنه الألباني في الصحيح [1469].
4 - إذا كثر المطر وخيف منه الضرر: قال: (اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظرب وبطون الأودية ومنابت الشجر).
فائدة: يستحب للمؤمن عند أول المطر أن يكشف عن شيء من بدنه حتى يصيبه (لأنه حديث عهد بربه) هكذا فعل النبي وعلل له.
الوقفة العاشرة: النار في الشتاء
ينبغي للمؤمن أن يحذر في الشتاء وغيره من إبقاء المدافىء بأنواعها مشتعلة حالة النوم لما في ذلك من خطر الاحتراق، أو الاختناق. جاء في البخاري ومسلم أن النبي قال: {إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فاطفئوها عنكم} وفي رواية: {لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون} والسلامة في اتباع النبي.
الوقفة الحادية عشرة: فرح السلف بالشتاء
قال عمر رضي الله عنه: (الشتاء غنيمة العابدين).
وقال ابن مسعود: (مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام).
وقال الحسن: (نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه). ولذا بكى المجتهدون على التفريط - إن فرطوا - في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام.
ورحم الله معضداً حيث قال: (لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما بالبيت أن أكون يعسوباً).
هذا خبر من قبلنا، أما خبر أهل زماننا فنسأل الله أن يصلح الأحوال؛ تضييع للفرائض والواجبات، واجتراء على حدود رب الأرض والسموات، وسهرٍ على ما يغضب الله، ويظلم القلب، ويطفىء نور الإيمان.
فيا إخوتاه ...
جدّوا في طلب مرضاة الرحمن في ليال الشتاء الطوال وفي غيرها .. وأكثروا من صيام نهاره. فقد قال: {الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة} إيه وربي إنها لغنيمة فأين المشمرون المخلصون؟!
الوقفة الثانية عشر: أحاديث ضعيفة في الشتاء
تتردد على ألسنة بعض الناس من العامة، ومن أهل الصحافة - ممن يلبسون ثوب العلم الشرعي فيفتون فيُضلَّون ويضلُّون- أحاديث ضعيفة بل باطلة سنداً ومعنى ومتناً وإن كان منها ما معناه صحيح لكن لا يصح رفعه إلى النبي ومنها:
1 - (الشتاء ربيع المؤمن).
2 - (أصل كل داء البرد).
3 - (إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء لما يكون على الفقراء من الشدة والبلاء).
4 - (اتقوا البرد فإنه قتل أخاكم أبا الدرداء).
5 - (قلوب بني آدم تلين في الشتاء وذلك أن الله خلق آدم من طين، والطين يلين في الشتاء).
أسأل الله عز وجل في ختام هذه الوقفات التي هي بعدد شهور السنة أن يشرح قلوبنا للإيمان وأن يستعملنا في طاعته.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
موقع كلمات
http://www.kalemat.org
عنوان المقال
http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=332
ـ[أبو عبدالله الإسحاقي الصومالي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 05:38 م]ـ
خطبة جميلة، ما شاء الله، جزاك الله خيرا.
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[22 - 11 - 10, 10:57 م]ـ
موضوع جميل ومفيد جدا
ـ[سمير فايد]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:49 ص]ـ
¥