تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واعلموا يا عباد الله, أن تخصيص صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلته بدعة لم يرد فيه شيء عن النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif، أما من مر عليه النصف في صيامه فلا بأس، فتنبهوا لذلك ونبهوا غيركم وخصوصا من العمالة الوافدة التي تنتشر هذه البدعة في بلادهم, وقد تكلم أهل العلم عنها فلهم من الله الأجر والمثوبة.

واتقوا الله يا عباد الله, وتمسكوا بكتاب ربكم وسنة نبيكم وما كان عليه السلف الصالح وصلوا وسلموا يا عباد الله ...

ـ[سمير فايد]ــــــــ[27 - 11 - 10, 04:04 م]ـ

الكسب الحلال

إبراهيم بن محمد السعوي

إبراهيم بن محمد السعوي

إبراهيم بن محمد السعوي

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى

الحمد لله، أمر بالأكل من طيبات الرزق، كما أمر بشكره وهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ((عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ))، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أسوةُ كل صبّارٍ شكور، صلواتُ الله وسلامُه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم النشور.

أما بعد: فيا أيها المسلمون اتقوا الله تعالى وكلوا من طيبات ما رزقكم الله، واعملوا صالحاً ((وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)).

معشر المسلمين: لقد شرع الإسلام طرائقَ لكسب المال , أَذِنَ للناس في اتباعها إذا أرادوا أن يشبعوا رغبتهم الفطريةَ في حب المال وجمعه , وكلُ مال يستفيدُه المسلم من خلال التزامه بطرائقِ الكسبِ الشرعية , يعتبر حلالاً طيبًا , لصاحبه الحقُ في تملكه والانتفاعِ به، في غير سَرَفٍ ولا معصية، أما المال الذي يحصل عليه الإنسانُ من وسائلَ أخرى غيرِ مشروعة , فهو مال خبيث ,

لا يجوز للمسلم أن يتملكه ولا أن ينتفع به. ولقد حث الإسلامُ على تحري الكسب الطيب , ولو كان قليلاً، وحذر من الكسب الخبيث , ولو أعجبَ الإنسانَ كثرتُه، قال تعالى: ((قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) قال الحسن - رحمه الله -: ((الخبيث والطيب: الحلال والحرام)) وقال القرطبي - رحمه الله -: هو ((عامٌ في جميع الأمور، يُتصورُ في المكاسب، والأعمال، والناس، والمعارف من العلوم وغيرها، فالخبيثُ من هذا كلِه لا يفلح ولا يُنْجِب، ولا تحسنُ له عاقبة وإن كثر، والطيب وإن قل، نافعٌ، جميلُ العاقبة)).

عباد الله: إن الطَيِّبَ سبب للقبولِ، واستجابة الدعاء، كما أن الخبيث بضد ذلك، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)) (51: سورة المؤمنون)، وقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)) (172: سورة البقرة)، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)) رواه مسلم. والأكل من الطيب ـ أيها المسلمون ـ سبب لدخول الجنة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا، وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ، وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ، قَالَ وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي)) رواه الترمذي - رحمه الله -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير