تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• ويقول عز شأنه في بيان ما أعد من العذاب لأكلة أموال اليتامى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً)) (النساء:10).

• ويقول جل وعلا متوعدًا أهل التطفيف للمكاييل والموازين: ((وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)) (المطففين:1 - 6).

• وفي الحديث، عن أبي أمامة الحارثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اقتطع حق امرئ مسلمٍ بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يارسول الله، قال وإن كان قضيبًا من أراك)) رواه مسلم في صحيحه.

• ورُوي أيضًاعن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوقه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة)).

• والله عز وجل يقول: ((وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)) (آل عمران:161)).

فاتقوا الله عباد الله ولتجتنبوا ما حرم ربكم عليكم ونهاكم عنه من المكاسب الخبيثة والأمول المحرمة ولتقنعوا بما أحل لكم من الطيبات ففي الحلال الغنية والكفاية والسعادة في الدنيا والأخرة، اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك يا واسع الفضل والإحسان ياأكرم الأكرمين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)) (البقرة:172) نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله، اتقوا الله حق تقاته، واعلموا أن من دلائل التوفيق، وأمارة السعادة والفلاح للعبد أن يكف عما حرم الله من المكاسب الخبيثة، وما نهى عنه من الأموال المحرمة، وأن يتورع عما يشتبه عليه من ذلك، حرصًا على سلامة دينه وصيانة عرضه، كما قال - عليه الصلاة والسلام -:" فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " رواه البخاري ومسلم.

وروى الترمذي وابن ماجه عنه رضي الله عنه أنه قال: ((لايبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع مالا بأس به حذرًا مما به بأس)).

وقال الإمام الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام.

ولتعلموا عباد الله أن المشتبهات يحصل للقلوب عندها قلق واضطراب يحمل على الشك والتردد في حِلها، والورِع من عباد الله يكون وقافًا عند المشتبهات، فيدع ما يريبه إلى ما لا يريبه فذلك مسلك الصالحين، ونهج المتقين، فاتقوا الله أيها المؤمنون، ولتستطيبوا مطاعمكم ومشاربكم وسائر مكاسبكم. ((وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)) (البقرة:281). ألا وصلوا عباد الله على نبي الرحمة والهدى، كما أمركم بذلك المولى جل وعلا بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) (الاحزاب:56). اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد إمام المتقين وسيد الأولين والآخرين، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعملون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعنَّا معهم بعفوك ومنِّك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعز الإسلام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير