الباب الحادي عشر: اغتنام الشبيبة والصحة والفراغ
والمبادرة إلى الأعمال قبل حدوث ما يقطع عنها
132. عن شعبة حدثنا سعيد الجريري قال غنيم بن قيس: كنا نتواعظ في أول الإسلام: ابن آدم إعمل في فراغك لشغلك وفي شبابك لهرمك وفي صحتك لمرضك وفي دنياك لآخرتك وفي حياتك لموتك. ص101
133. عن أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي قال: قرأت على محمود بن الحسن من قوله:
بادر شبابك أن يهرما*****وصحة جسمك أن يسقما
وأيام عيشك قبل الممات*فما دهر من عاش أن يسلما
ووقت فراغك بادر به****ليالي شغلك في بعض ما
وقدم فكل امرىء قادم ... على بعض ما كان قد قدما
ص102
134. عن وكيع عن الأعمش قال: سمعتهم يذكرون عن شريح أنه رأى جيراناً له يجولون فقال: ما لكم؟! فقالوا: فرغنا اليوم، فقال شريح: وبهذا أمر الفارغ؟!. ص102
135. عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة قال: أكثر الناس حساباً يوم القيامة الصحيح الفارغ. ص103
136. عن محمد بن واسع الأزدي قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان: من أبي الدرداء إلى سلمان: يا أخي اغتنم صحتك وفراغك من قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع أحد من الناس رده عنك. ص104
137. عن يحيى بن حميد قال: كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب وهو ذا يُسار بك في كل يوم فاحذر الله والقيام بين يديه. ص104
138. عن عطاء بن مسلم قال: كنت مع سفيان الثوري في مسجد الحرام قال: يا عطاء نحن جلوس والنهار يعمل عمله! قال: قلت أنا: في خير إن شاء الله، قال: أجل ولكنها مبادرة، قال: ثم قال لي: يا عطاء إن المؤمن في الموقف ليرى بعينه ما أعد الله له في الجنة وهو يتمنى أنه لم يخلق من هول ما هو فيه. ص104 - 105
139. عن ابن عم لأبي بكر النهشلي قال: دخل ابن السماك على أبي بكر النهشلي وهو في السوق وهو يوميء برأسه يصلي فقال: سبحان الله على هذا الحال؟! فقال: يا ابن السماك أبادر طي الصحيفة. ص105
140. عن عبدان بن عثمان قال: سمعت ابن المبارك يقول:
إغتنم ركعتبين زلفى إلى الله ... إذا كنت ريحاً مستريحا
وإذا ما هممت بالنطق في الباطل فاجعل مكانه تسبيحا
ص105
141. عن أبي أحمد منصور بن محمد بن عبد الله الأزدي أنه أنشد لنفسه:
لا تحتقر ساعة مساعدة********تمد يداً إلى طاعه
فالحي للموت والمنى خدعٌ*والأمر من ساعة إلى ساعه
ص106
142. عن عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: أنشدني أبو عبد الله أحمد بن أيوب:
اغتنم في الفراغ فضل ركوع ... فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح رأيت من غير سقم**ذهبت نفسه الصحيحية فلته
ص106
143. قال المؤلف: أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الأندلسي لنفسه:
إذا كنت أعلم علماً يقيناً ... بأن جميع حياتي كساعه
فلم لا أكون ضنيناً بها**وأجعلها في صلاح وطاعه
ص106
144. عن الجنيد قال: سمعت السري السقطي يقول:
كل يوم قد مضى لا تجده*****فإذا كنت به فامتجد؟؟
ص107
145. عن عبد الله بن المبارك عن سعيد بن سالم وليس بالقداح قال: نزل روح بن زنباع منزلاً بين مكة والمدينة في يوم صائف وقرب غداءه فانحط راع من جبل فقال: يا راعي هلم إلى الغداء قال: إني صائم، قال روح: أوتصوم في هذا الحر الشديد؟! قال: فقال الراعي: أفأدع أيامي تذهب باطلاً فأنشأ روح يقول:
لقد ضننت بأيامك يا راع*****إذ جاد بها روح بن زنباع
ص107 - 108
146. عن عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي قال: حدثني بعض أهل العلم قال: دعا قوم رجلاً إلى طعام في يوم قائظ شديد حره فقال: إني صائم فقالوا: أفي مثل هذا اليوم؟! قال: أفأُغبَن أيامي إذن؟! ص108
147. عن أبي بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني بعض أهل العلم قال: دعا قوم رجلاً إلى طعام فقال: إني صائم فقالوا: أفطر وصم غداً، قال: ومن لي بغد؟ ص108
148. عن أحمد بن سعيد الدمشقي قال: قال عبد الله بن المعتز:
تناول الفرصة الممكنة ولا تنتظر غداً فمن لغد من حادث بكفيل
ص108
149. عن علي بن حسين عن أبيه أن علياً كان يقول: إعمل كل يوم بما فيه ترشد. ص109
150. عن هشام قال: كانت حفصة بنت سيرين تقول: يا معشر الشباب اعملوا فإنما العمل في الشباب. ص109
¥