أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1

[شيئان لا تفرط فيهما.!]

ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 11:40 ص]ـ

حدثني أحد الأحبة بنصيحةِ رجلٍ كبير ٍفي السنِ من جماعتِه، أنه قال له ذات يوم، لا تحمل هم أبناءك

وعليك بشيئين أثنين لا ثالث لهما تُكفى بإذن الله هم أبناءك ..

قال صاحبي: وما هي؟

قال الشيخ الكبير:

1 - عليك بالدعاء لهم.

2 - وأطعمهم حلال.

قال صاحبي: لقد شاهدة من وفق في إطعامهم مطعما حلالاً ببركة في ماله وعياله وكذلك هداية الله لهم.

صدق خليل الله صلى الله عليه وسلم حين قال أيها الناس! إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر. أشعث أغبر. يمد يديه إلى السماء. يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام. فأنى يستجاب لذلك؟ (1) قال النووي: أي من أين يستجاب لمن هذه صفته وكيف يستجاب له. (2) قال السيوطي: قال القرطبي أي كيف على جهة الاستبعاد، ومعناه أنه ليس أهلاً لإجابة دعائه، ولكن يجوز أن يستجيب الله له فضلاً وكرما. (3) وروي عنه ايضا أنه قال: < يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة > (4) قلت: إذا وفقت في مطعم طيب ووفقت كذلك في التضرع بين يدي الملك جل وعلا فلا تسأل عن حالك. رزقني الله وإياكم وكل مسلم المطعم الحلال الطيب وجنبنا شرور أنفسنا. قال ابن رجب رحمه الله: يدل ذلك على أن عدم إطابة المطعم وحلية المأكل مانع من استجابة الدعاء، وحاجب عن رفعة إلى الله، وكفى بذلك وبالاً وخسراناً على صاحبة نعوذ بالله من ذلك.قال ابن باز رحمه الله: أن مد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة لولا المانع المذكور في الحديث، وهو أكل الحرام. (5)

وأخيراً: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة بإذن الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مسلم.

(2) شرحه على مسلم.

(3) شرحه على مسلم.

(4) ضعفه الله الألباني وقال عنه ابن رجب في جامع العلوم والحكم، في إسناده نظر.

(5) مجموع فتاوى ابن باز ج 11 ص 179.