[هل الشهوة ذنب؟]
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[25 - 11 - 10, 11:59 م]ـ
السلام عليكم
هل الشهوة ذنب لذاتها؟
يعني اشتهاء الإنسان أمرا محرمًا مع عدم الإقبال عليه عمليا مجرد الشعور بالشهوة تجاه بنت جار مثلا هل يأثم عليه؟
وجزيتم خيرا
ـ[أم ديالى]ــــــــ[26 - 11 - 10, 12:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.
قال النووي في (الأذكار): الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفو عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه ولا طريق له إلى الانفكاك عنه. وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. قال العلماء: المراد به الخواطر التي لا تستقر. قالوا: وسواء كان ذلك الخاطر غيبة أو كفرا أو غيره، فمن خطر له الكفر مجرد خطران من غير تعمد لتحصيله ثم صرفه في الحال فليس بكافر ولا شيء عليه اهـ.
وقال العز بن عبد السلام في (قواعد الأحكام): لا أعرف في الوجود شيئا أكثر تقلبا في الأوصاف والأحوال من القلوب، لكثرة ما يرد عليها من الخواطر والقصود، والكراهة والمحبة، والكفر والإيمان، والخضوع والخشوع، والخوف والرجاء، والأفراح والأحزان، والانقباض والانبساط، والارتفاع والانحطاط، والظنون والأوهام، والشكوك والعرفان، والنفور والإقبال، والسآمة والملال، والخسران والندم، واستقباح الحسن واستحسان القبيح، ولكثرة تقلبها كان عليه السلام يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك". وكانت يمينه: "لا، ومقلب القلوب"، وسمي القلب قلبا لتقلبه من حال إلى حال، ولا عقاب على الخواطر، ولا على حديث النفس لغلبتها على الناس، ولا على ميل الطبع إلى الحسنات والسيئات، إذ لا تكليف بما يشق اجتنابه مشقة فادحة، ولا بما لا يطاق فعله ولا تركه اهـ.
ونقل عنه السيوطي في حاشيته على سنن النسائي أنه قال: حديث النفس الذي يمكن رفعه لكن في دفعه مشقة لا إثم فيه؛ لهذا الحديث. وهذا عام في جميع حديث النفس اهـ.
ـ[عبدالرحمن أبو عبدالله]ــــــــ[26 - 11 - 10, 08:08 ص]ـ
لعلك يا أخي ترجع إلى مشاركة بعنوان " هل تثاب على ترك المنهي " المحرم " أم لا؟ وفيها الجواب على ما سألت، ولتجد الجواب والفائدة، أو اتنتقل عبر الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=225538&highlight=%CA%CB%C7%C8
بارك الله فيك ونفع بك
...
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[26 - 11 - 10, 10:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
إلا القصر في الفهم لم يمكّنني من فهم المقصود من الرابط والموضوع
حبذا لو نقلت كلاما يوضح هل اشتهاء الإنسان شيئا حرّمه الشارع ولكن لم يقدم عليه
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[26 - 11 - 10, 11:48 م]ـ
يكون ذنبا؟
ـ[عبدالرحمن أبو عبدالله]ــــــــ[28 - 11 - 10, 01:15 ص]ـ
يا أخي العزيز " أبو حبيب التتاري " ظننت أمرا تبادر إلى الذهن فأحببت المشاركة، ولكن يقول: - رحمك الله والجميع -:
الإنسان مفطور على حب الشهوات والله سبحانه قد غرز فيه الشهوات وأوجدها في فطرة هذا الانسان الضعيف.
إذن فمن خصائص النفس البشرية الشهوة فلا يمكن أن تنفصل نفس سوية عن شهوة قال الله تعالى:" زين للناس حب الشهوات ... " قال ابن حجر مشيرا إلى أن الشهوة مركبة وأن المزين لها هو الله حيث قال: " فاعل التزيين المذكور في الآية هو الله وأن تزيين ذلك بمعنى تحسينه في قلوب بني آدم وأنهم جبلوا على ذلك لكن منهم من استمر على ما طبع عليه من ذلك وانهمك فيه وهو المذموم ومنهم من راعى فيه الأمر والنهى ووقف عند ما حد له من ذلك، وذلك بمجاهدة نفسه بتوفيق الله تعالى له فهذا لم يتناوله الذم ومنهم من ارتقى عن ذلك فزهد فيه بعد أن قدر عليه وأعرض عنه مع اقباله عليه وتمكنه منه فهذا هو المقام المحمود " ا. هـ
فالإنسان قد يستغرق في هذه الشهوات المجبول عليها حتى يميل القلب إليها ويعمل القلب عمله من تعلق بها ونحو ذلك - وهذا الكلام خلاف الهاجس العابر والخاطرة فلم يكن لي تطرق لها - فإذا وصلت الشهوات عند هذا الحد من تعلق القلب بها وعدم الكف عنها فقد يصل إلى الذم ونأتي إلى مسائل وأحكام أخر خرجت الشهوة عن ميل النفس المعتاد الفطري لها والتي هي مفطورة عليه إلى أن يكون القلب هو العامل أو تكون الجوارح هي العاملة،
وعمل القلب كالهم والعزم وتعلق القلب بفعل الشهوة والتفكر فيها فهذه لها أحكام ولكن عندما يعزم القلب على الشهوات ويصمم على فعلها عند الظفر بها يأثم؛ لأنه صمم وقد عمل القلب حينئذ عمله ولو لم تعمل جوارحه بعد،
وعودا على ما قلت فأصل الشهوة وميل النفس إلى مشتهياتها لا يلام عليها الإنسان.
....
¥