[العلامة عبد الرحمن البراك: شريعة الجهاد لا تنسخها المواثيق الدولية]
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 12:06 ص]ـ
شريعة الجهاد في الإسلام لا تنسخها المواثيق الدولية
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين:
أما بعد؛ فقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن عداوة الكافرين له عز وجل وللمؤمنين، وعن عداوته للكافرين، فقال سبحانه: [من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين] وقال سبحانه: [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء] وقال سبحانه: [ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون] وقال تعالى: [ذلك جزاء أعداء الله النار] وقال عز وجل: [وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن].
وأصل هذه العداوة هي عداوة الشيطان للإنسان منذ استكبر عن السجود لآدم، قال تعالى: [وقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك] وقال سبحانه: [ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين]، وقال تعالى: [يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [ألم أعهد إليكم يابني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا] وقال تعالى: [يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير].
فدلت هذه الآيات على أن كل من كفر بالله وأشرك به وكذب رسله فهو عدو لله ولأنبياء الله وأولياء الله، وصاروا بذلك أولياء للشيطان، ومن حزبه؛ فهم يدعون بدعوته، ويقاتلون في سبيله، قال تعالى في المشركين: [أولئك يدعون إلى النار] وقال عن مؤمن آل فرعون: [ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار. تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار] وقال تعالى: [ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء] وقال عز وجل: [ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا] وقال سبحانه: [ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا] وقال تعالى: [ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم].
والواقع من سيرة الكفار مع المسلمين في الحاضر والماضي شاهدٌ لما أخبر الله به وهو أصدق القائلين، فلم يزل اليهود والنصارى والمشركون يحاربون الإسلام ويغزون المسلمين الغزو المسلح أو الغزو الفكري.
ومن ذلك في الماضي ما جرى من اليهود والمشركين مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعده من الحروب ونقض العهود والكيد للإسلام، ثم ما جرى بعد ذلك من حرب النصارى للمسلمين، واستيلائهم على كثير من البلاد الإسلامية وهو ما يعرف بالحروب الصليبية، ثم كان للمسلمين دولة على يد صلاح الدين، فأعز الله المسلمين وأذل الكافرين.
ثم عاد النصارى لاحتلال بلاد المسلمين بما يسمونه هم الاستعمار، واستذلوا المسلمين، وانتهبوا ثروات بلادهم، وعملوا على إبعادهم عن دينهم، وتغريبهم في أخلاقهم، واتخذوا المرأة أهم أداة لتحقيق أهدافهم، وذلك بإخراجها عن بيتها، وتمردها على آداب دينها، مع نشر أوكار الفجور في البلاد الإسلامية من دور السينما وبيوت البغا وحوانيت الخمر، إلى غير ذلك من خططهم في إفساد أخلاق المسلمين، وطمس هويتهم.
ثم رحلوا وما رحلوا، فقد خلَّفوا في أكثر بلدان المسلمين من ينوب عنهم، ويدين بالولاء لهم، وينفذ خططهم، ويتخذهم قدوة في سياسة بلاده، ويخضع لمطالبهم، وتحقيق أطماعهم.
¥