تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 12 - 10, 10:06 م]ـ

وظهر لي نتيجة أعرضها على أهل العلم هنا وخلاصتها أنه كانت هناك نسخا من كتب أهل الكتاب على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لم تحرف ولم تغير وكانت هناك نسخا أخرى حرفت وبدلت, وهذا يفسر الآيات التي تحيل أهل الكتاب على كتبهم وتامرهم باتباع ما جاء فيها والتحاكم إليها

أيها الأخ الفاضل

هذه مسألة يغلط فيه المسلمون!

فلا شيء يسر اليهود والنصارى أكثر من الإقرار لهم بأن كتبهم بقيت سليمة محفوظة إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم!

وهم لا يطمعون بذلك من علمائهم ومحقِّقيهم!

وأعظم حجج المنصِّرين هي محاولتهم إلزام المسلمين بذلك!

والواقع أنه غير لازم، وإن ظنَّ بعض المسلمين - مع الأسف - أنه لازم!

وقد أحضروا توراتهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، في قصة الرجم المشهورة (وهي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح البخاري)، وكان الغرض إلزامهم بحكم الرجم. ولا يزال قتل الزناة - بالرجم أحياناً - مذكوراً في توراتهم (انظر: اللاويين 20: 10 والتثنية 22: 22).

وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالنظر في التوراة التي أحضروها، وهو يدري ما يفعل!

ولا شك بأنهم أحضروا توراتهم الحالية، ومن غير المعقول أن يحضروا نسخة غيرها ابتداء من عند أنفسهم! ولم يقل لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: هذه مردودة فأحضروا الصحيحة.

فلا إشكال في إحضارها ولا في محاججتهم بها،

وتسمية القرآن لها توراة هو من قبيل الاصطلاح أو لاشتمالها على التوراة أو أكثر التوراة.

ويغلط المسلم إذا تصوَّر أن في ذلك شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم بصحة التوراة التي أحضروها! بل كان إحضارها لإلزامهم بنصّ صحيح معيِّن يوجد فيها، كما نحتجّ نحن اليوم على اليهود والنصارى بالإشارات الموجودة فيها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالنصوص الأخرى التي نرى أنها صحيحة أو توافق ما عندنا.

ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[09 - 12 - 10, 06:18 ص]ـ

الشيخ الكريم الفاضل (خزانة الأدب) أسأل الله عز وجل أن يعلمني ويأدبني من علمكم وأدبكم

لقد سعدت بردك الكريم هذا , وأرجو أن يتسع صدرك لأسئلتي عن هذا الأمر, وهذه الأسئلة في الحقيقة هي عين ما ذكرتَه فضيلتك في مشاركتك وهي

أولا: قلتَ شيخنا أنهم احضروا توراتهم ولم يقل لهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه مردودة فأحضروا الصحيحة, فإذا كانت محرفة وغير صحيحة فلما لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؟

ثانيا: قول الله عزوجل (تجعلونها قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا) فمعنى ذلك أنه كانت عندهم نسخ صحيحة وهذه النسخ الصحيحة قسموها قسمين بعد جعلها قراطيس, قسم أبدوه وقسم أخفوه.

وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو إبراهيم الواحاتي]ــــــــ[09 - 12 - 10, 06:28 ص]ـ

اقترح عليك يا أخى ان تقرأ كتاب الامام ابن تيمية الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح فان فيه من الادلة الكثير جدا و كذلك كتاب تلميذه ابن قيم الجوزية هداية الحيارى من اليهود و النصارى ستجد فىهما الجواب الشافى انشاء الله و اذا اردت من المعاصرين فعليك بكتاب الامام ابو زهرة رحمه الله محاضرات فى النصرانية.

أحسن الله إليك أخي الحبيب

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - 12 - 10, 10:22 ص]ـ

فلما لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؟

تحريفهم للتوراة بيَّنه القرآن والسنَّة أكمل بيان، والغرض من الإحضار لم يكن التصحيح أو التزييف، بل إقامة الحجة عليهم في مسألة الرجم من الكتاب الذي بأيديهم

ولقد كان هذا الموقف أدعى لإثبات أن عندهم نسختين، ومطالبتهم بإحضار النسخة الصحيحة لو كان لها وجود

قول الله عزوجل (تجعلونها قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا) فمعنى ذلك أنه كانت عندهم نسخ صحيحة وهذه النسخ الصحيحة قسموها قسمين بعد جعلها قراطيس, قسم أبدوه وقسم أخفوه.

لا تعارض بين الإظهار والإخفاء؛ قال الطبري (يبدون كثيرًا مما يكتبون في القراطيس فيظهرونه للناس، ويخفون كثيرًا مما يثبتونه في القراطيس فيسرُّونه ويكتمونه الناس).

ولا يزال اليهود والنصارى إلى اليوم يكتمون ما يوجد في قراطيسهم من مسائل التوحيد ونبوة المسيح عليه السلام والوعد الرباني ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.

وإبداؤهم للقراطيس يدل على أنهم أحضروا التوراة المقرطسة المحرَّفة!

فأكرِّر: أن القول بوجود النسخ الصحيحة في العصر النبوي لا دليل عليه، ولا حاجة إليه، بل هو ناشيء من خوض بعض المسلمين في مسالك دقيقة لا يملكون أدواتها، والواجب على من يبحث هذه الأمور أن يعرف تاريخ التوراة والأناجيل معرفة صحيحة

وللموضوع تفاصيل لا يتسع المقام لها، والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير