تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيفية قيام الليل]

ـ[همام النجدي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 03:22 ص]ـ

المفتي

الشيخ/خالد الرفاعي

السؤال

السلام عليْكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله لكم في هذا الموقع، وأسأله بمنِّه وكرمه أن ينفعَ به هذه الأُمَّة.

كثيرًا ما نسمع بقيام اللَّيل والوتْر والشَّفع، وكثيرًا ما يتكلَّم عنها الدُّعاة والعلماء، لكن ما هي كيفيَّتها وما أنواعُها؟ وعدد ركعاتها وسننها وأيسرها؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ قيام الليل دأب الصَّالحين، وطريقة الموفَّقين الطَّائعين، وسنَّة الموحدين أتْباع خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وهو شرَف المؤمِن؛ كما قاله جبريل لسيِّد الثَّقلين أجمعين، وقد جرت عادةُ الله في خلقِه بإحْياء قلْبِ مَن صلاَّها، وإنارة بصيرةِ مَن أحْياها، وقد تكاثرت الأدلَّة من الكتاب والسنَّة على عظيم فضْلِ صاحبِها؛ كما قال تعالى: ? أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ? [الزمر: 9]، وقال - تعالى - في بيان صفة المؤمنين: ? إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? [السجدة: 15 - 17].

وقال - سبحانه - في بيان صِفات عباده، عباد الرحمن: ? وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ? إلى قوله تعالى: ? أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ? [الفرقان: 64 - 76].

وثبت عند الترمذي عن عبدالله بن سلام - رضي الله عنْه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((أيُّها النَّاس، أفْشوا السَّلام، وأطْعِموا الطَّعام، وصلُّوا باللَّيل والنَّاس نيام - تدخلوا الجنَّة بسلام))، وروى أحمد ومسلمٌ عن أبي هُريرة - رضِي الله عنْه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((أفضل الصِّيام بعد رمضان شهر الله المحرَّم، وأفضل الصَّلاة بعد الفريضة صلاة اللَّيل) وروى أبو داودَ والترْمِذي عن عمرو بن عبسة: أنَّه سمِع النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((أقربُ ما يكون الرَّبُّ من العبدِ في جوْفِ اللَّيل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممَّن يذكر الله في تلك الساعة، فكُنْ) وعن أبي أمامة مرفوعًا: ((عليْكم بقيام الليل؛ فإنَّه دأب الصالحين قبلَكم، وهو قُربةٌ إلى ربِّكم، ومكفِّرة للسيِّئات، ومنهاة للإثم) وعَنْ عَلِيٍّ مرفوعًا: ((إنَّ في الجنَّة غرفًا تُرى ظهورها من بطونها، وبطونُها من ظهورها) فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: ((لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصِّيام، وصلَّى لله باللَّيل والنَّاس نيام))؛ رواهما الترمذي، وحسَّنهما الألباني.

وقد رغَّب النبيُّ في قيام الليل وحثَّ عليه، ولو بما تيسَّر قراءتُه، كما روى أبو داود عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام بعشْر آياتٍ، لَم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آيةٍ، كُتِب من القانتين، ومن قام بألف آيةٍ، كتِبَ من المقنطرين)).

أما كيفيَّة قيام اللَّيل، فتصلِّي ما شاء الله لكَ أن تصلي، ركعتين ركعتَين بتشهُّدٍ وسلام، وهكذا؛ كما في "الصَّحيحين" عن ابن عمر قال: سأل رجلٌ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو على المنبر: ما ترى في صلاة اللَّيل؟ قال: ((مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح، صلَّى واحدة، فأوْتَرت له ما صلَّى))، وفي روايةٍ عند مسلم، عن طريق عقبة بن حريث قال: قلت لابن عمر: ما معنى: "مثنى مثنى"؟ قال: "تسلِّم من كل ركعتين".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير