تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مصير السودان المسلمة (مجلة البيان)]

ـ[أبو محمد الهلالى]ــــــــ[01 - 12 - 10, 11:42 م]ـ

لافتتاحية

اقترب موعد 9 يناير 2011م المقرر فيه الاستفتاء حول انفصال الجنوب السوداني من عدمه، ويعد هذا أعلى مرتبه وصل إليها أعداء الأمة للسعي لتفتيتها، ولا يمكن لأحد أن يجزم بالسيناريو الواقع إن – قدر الله – وتم الانفصال، ومن ضمن تلك السيناريوهات ما جاء في تقرير أعده 24 جماعة إغاثة ومدافعة عن حقوق الإنسان أن شمال السودان وجنوبه قد يستدرجان إلى حرب جديدة، وهذا ما أشار إليه الرئيس السوداني في اجتماع الحكومة المركزية "إن نشوب حرب بين شطري السودان في حالة انفصال الجنوب هو أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث في تاريخ البلاد، وشدد على أن الحكومة تريد السلام حتى إن عرّض ذلك وحدة البلاد للخطر". فمستقبل السودان على شفا حرب أهلية وانقسام لا يعلم مدى تأثيرها على العالمين الإسلام والعربي إلا الله.

فخلال أكثر من خمسة أعوام منذ توقيع اتفاقية نيفاشا التي كان أحد بنودها الاستفتاء الشعبي على مصير جنوب السودان وبينما العد التنازلي للانفصال قد بدأ، هل قامت الأطراف المعنية بالأزمة، أو التي يتهددها الخطر من تقسيم السودان، بما يتوجب عليها أن تقوم به؟

إنها خمسة أعوام كان يمكن أن يحدث فيها الكثير؛ فقط لو توفرت الإرادة السياسية.

أما على المستوى الاقتصادي، فقد كان يمكن أن تُدعَم حكومة الخرطوم (عربياً) بكل ما يلزم لإنعاش الاقتصاد المحلي وإضعاف الحصار المفروض على السودان، وهو ما كان من شأنه أن يقوي أسهم النظام في مواجهة نزعة الانفصال.

وأما على المستوى السياسي، فلم تحظَ الخرطوم بأي دعم عربي لتخفيف الضغوط الغربية المؤيدة لتقسيم السودان، أو للتوسط بجدية لدى القوى المتمردة في الجنوب لإقناعهم (بكافة السبل الممكنة) بعدم جدوى الانفصال.

وأما على المستوى العسكري، فلم تتفاقم الأزمة من الأساس إلا بسبب الإحجام العربي عن تقديم دعم عسكري للنظام السوداني يمكنه من حسم المعارك مع التمرد الجنوبي، وهو ما كان سينهي الأزمة بصورة مختلفة تماماً.

الآن لا يوجد الكثير لفعله أو حتى لقوله، فقد وصلت كافة الجهود إلى طريق مسدود، وأوشكت الأطراف المتآمرة على قطف ثمار ما زرعوه بكد ودأب منذ سنوات طويلة لتفتيت العمق العربي في إفريقيا؛ فبعد أن ضاعت الصومال، ها هي السودان في الطريق، وبعدها سوف تتسع دائرة الخطر لتشمل دولاً أخرى كانت تَعُدُّ نفسها آمنة، وغاب عن حكامها أن الأحداث الحقيقية في دولة مستهدفة هي بمثابة «بروفة» لما سوف يحدث في الدولة التالية لها على القائمة.

ليس كل الخطر في انفصال الجنوب السوداني، بل فيما سيعقبه من تنامي نزعات الانفصال في شرق السودان وشماله وغربه، بل قد يؤدي إلى تنامي نزعات الإنفصال في دول عربية وإسلامية أخرى. وإذا كان مجرد توقيع اتفاق نيفاشا قد تسبب في تسخين مناطق التوتر في جهات السودان الثلاث (عدا الجنوب)؛ فماذا سيكون الحال عندما يتم الانفصال حقيقة لا كتابة؟

ـ[أبو محمد الهلالى]ــــــــ[02 - 12 - 10, 07:33 م]ـ

الله المستعان

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير