تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إختلف الفقهاء في ضبط النهي الوارد في هذا الحديث (ولا تعد) فمنهم من ضبطها ب: (لا تَعُدْ) ومنهم من ضبطها ب: (لا تُعِدْ) ومنهم من ضبطها ب: (لا تَعْدُ) قال الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - في شرحه على كتاب الصلاة من البلوغ أن الصحيح هو: (لا تَعُدْ) وما سوى ذلك فلا يصح رواية ولا دراية.

وأما قولك: (وأما قوله (وَلَا تَعُدْ) فهو نهي عن الدخول في الصلاة قبل بلوغ الصف). ليس بصحيح، وإنما الصحيح أن النهي عن الإسراع في الصلاة كما ورد ما يقتضي ذلك تصريحا في بعض الطرق الأخرى كرواية عبد العزيز ((فقال من الساعي)) وفي رواية يونس بن عبيد عن الحسن عند الطبراني ((فقال ايكم صاحب هذا النفس؟ فقال: خشيت أن تفوتني الركعة معك)) ومما يدل أيضا على ما ذكرت الحديث الصحيح الذي رواه الطبراني في الأوسط وابن خزيمة وصححه وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 229، عن ابن الزبير رضي الله عنه قال ((إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع، فليركع حين يدخل، ثم يدب راكعا حتى يدخل في الصف، فإن ذلك السنة)) قال عطاء: ولقد رايته يصنع ذلك، قال ابن جريج: وقد رأيت عطاء يصنع ذلك. وقال الشيخ الألباني معلقا: فالسند صحيح ان كان ابن جريج سمعه من عطاء، فقد كان مدلسا، وقد عنعنه، ولكن قوله في آخر الحديث: ((وقد رايت عطاء يصنع ذلك)) مما يشعر أنه تلقى ذلك عنه مباشرة، لأنه يبعد جدا أن يكون سمعه عنه بواسطة، ثم يراه يعمل بما حدث بهعنه، ثم لا يسأله عن الحديث ولا يعلو به، هذا بعيد جدا، فالصواب أن الإسناد صحيح. انتهى ومما يدل على صحة الحديث وعلى أن المراد بلا ((تعد)) ليس النهي عن الدخول في الصلاة قبل بلوغ الصف كما قلتم -جزاكم الله خيرا - عمل الصحابة به من بعده صلى الله عليه وسلم، منهم أبو بكر الصديق، وزيد بن ثابت، وبعد الله بن مسعود، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين. وقال الشيخ الألباني أيضا في السلسلة الصحيحة (المجلد الأول ص: 456): وهذه الآثار - التي صحت عن بعض الصحابة في الركوع دون الدخول في الصف - تدل على شيئ آخر غير ما دل الحديث عليه - حديث ابن الزبير - وهو أن من أدرك الركوع من الإمام، فقد أدرك الركعة، وقد ثبت ذلك من قول ابن مسعود وابم عمر رضي الله عنها بإسنادين صحيحين عنهما، فقد خرجتهما في (الإرواء / رقم 496) وفيه حديث حسن مرفوع عن أبي هريرة رضي الله عنه خرجته أيضا هناك، فلا تغتر بنشرة تخالفه.

((للمذاكرة))

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير