تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قاعدة: (ضع نفسك مكانه).]

ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 12 - 10, 09:15 م]ـ

الإخوة الأفاضل /

تأمل صاحبكم في كثير من المواقف والأحداث التي يواجهها أو يراها أو يسمع بها أو يتفكر فيها .. مما كانت ردّات الفعل فيه لتلك الأحداث إيجابية أو سلبية .. فكنت أسأل نفسي كثيرا: (ماذا لو كنت مكانه؟! .. ماذا تفعل؟!) .. ثم يتم تقييم الفعل وتقويم العمل .. على أساس إجابة ذلك التساؤل ..

فبدا لي قاعدة يسيرة .. أحسب أنها تفيد في تعاملاتنا مع أحداث يومنا المختلفة .. وأسميتها:

[قاعدة: (ضع نفسك مكانه).]

وأعني بها: أن يضع المرء نفسه في حال المُقَابِل .. عندما يريد أن يقدم على فعل أمر أو تركه.

قال تعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه) متفق عليه.

وفي صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه).

وعندما تتأمل هذه القاعدة ترى فيها:

- تذكر نعمة الله تعالى عليك.

- رحمتك وعطفك على المقابل.

- أطّرُ النفس على العدل.

- حث النفس على فعل الخير وترك خلافه.

- إلزام النفس على قول الحق وفعله.

ومن أمثلة ذلك:

- أن ترى مقصرا .. فـ (تضع نفسك مكانه) .. فتناصحه، وتبذل الخير له.

- أن ترى محتاجا .. فـ (تضع نفسك مكانه) .. فتبادر إلى مساعدته أو الشفاعة له عند من يمكنهم تقديم العون له.

- أن ترى مريضا .. فـ (تضع نفسك مكانه) .. فتواسيه وتدعو له.

- أن ترى حادث سير .. فـ (تضع نفسك مكانه) .. فتترجل لمساعدته وتقديم العون له.

- أن ترى فقيرا .. فـ (تضع نفسك مكانه) .. فتتصدق عليه بما تيسر.

- أن ترى حريقا .. فـ (فتضع نفسك مكانه) - مكان صاحب المنزل - .. فتبادر إلى اتخاذ مايلزم من المساعدة المباشرة أو الاتصال على من يلزم.

- أن ترى مكروبا أو حزينا .. فـ (تضع نفسك مكانه) .. فتسارع إلى مواساته في تنفيس كربته وهمه وحزنه.

- أن ترى سيارة إسعاف تسير بسرعة عالية متجهة إلى مستشفى .. فـ (تضع نفسك مكانه) .. فتدعو لهم .. وتساهم في تسهيل الطريق أمامهم.

- أن تسوّل النفس في تأخير معاملة مراجع أو تأجيلها .. فـ (تضع نفسك مكانه) .. فتبادر إلى إنهاءها والمسارعة إلى تسهيل إجراءاتها.

الشاهد /

أن العبد عندما يتردد في فعل أمر أو تركه .. فليتذكر مثل هذه القاعدة .. ويبني عليه ما يسره.

أخيرا /

مثل هذه القواعد اجتهادية من كاتبها .. وليست مطّردة أو أغلبية .. فمن رأى مناسبتها فالحمد لله .. ومن رأى عدم مناسبتها فالحمدلله.

أصلح الله الحال.

ـ[أبو سليمان الخليلي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 09:24 م]ـ

جزاك الله خيراً يا أبا محمد العتيبي.

ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[03 - 12 - 10, 01:00 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا شيخنا، وأعظم الثّواب، ويسّر الحساب ..

- مِنْ جملةِ ما استخدمتُ فيه هذه القاعدة، وكنتُ أضعها ـ معظم الأوقات في الحسبان ـ مُروري بمعضلة أو مشاكل أو سوء فهم أو نحوها مع الآخر ..

فكنتُ خلال الحوار والنّقاش، أو التّفكير في كيفية المعالجة ـ سواء قبل الحوار أو بعده ـ أضعُ نفسي مكانَ الآخر ..

وأقول مثلاً: لو كنتُ مكانه،لو أخطأتُ خطأه، (وذاك حاصلٌ للمرء ولا بُدّ) ..

كيف أحبُّ أن يتحاور المعالجُ معي؟

وما السبيل الذي يجعلني أتقبّل نُصحه؟

- ومثلهُ لو عُوتبتُ، ربما بقاصر نظري لا أرى لازمًا ووجهًا لهذا العتاب، بيدَ أنّي لو تأمّلت بتعقّلٍ، و (وضعتُ نفسي مكانه)، لكان فعلاً (وَضْعُه) أو (حاله) يقتضي أو يُورث هذا العتاب، الذي لا أراه ـ بقصر نظري ـ صائبًا؛ لاختلاف الحال والمقام ..

ثم يتم تقييم الفعل وتقويم العمل .. على أساس إجابة ذلك التساؤل ..

كلامٌ رشيدٌ صائبٌ، أحسن الله إليكم ..

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[03 - 12 - 10, 01:21 ص]ـ

لو طبقنا هذه القاعدة فى حياتنا لأرتحنا كثيرا، خاصة فيما يتعلق بمعاتبة الآخرين

بارك الله فيكم

ـ[السوادي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 07:46 ص]ـ

جزاكم الله خير واجزل لكم المثوبه

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 10:24 ص]ـ

بارك الله فيكم شيخنا الحبيب سامي المسيطير

ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[03 - 12 - 10, 11:03 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:06 م]ـ

مما يفيد في أمر " التفاوض " مع المقابل .. استخدام قاعدة: (ضع نفسك مكانه) .. فإن طلب منك المفاوضُ أمرا فيه حيف أو إجحاف .. فاسأله، وقل له:

لو كنت مكاني ماذا سيكون موقفك؟ ..

ولو كنت مكاني هل ستوافق أو تتردد أو ترفض؟ ..

ولو كنت مكاني هل سترضيك هذه القسمة أم أنها قسمة ضيزى؟ ..

وسيكون - غالبا - في موقف محرج له معك ..

بل - إن ناسب الأمر - فقل له: إن كنت مكاني ثم وافقت .. فأنا موافق من الآن ..

هذه القاعدة .. يستخدمها المفاوضون، والبائعون، وأهل التجارة .. ونحوهم.

--

الإخوة الأكارم /

أباسليمان الخليلي

أبا مالك المصري

السوادي

أبا الهمام البرقاوي

أبا معاذ السلفي المصري

نور بنت عمر القزيري

جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأوفاه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير