ويستغفرونك، قال: فيقول: قد غفرت لهم؛ فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا، قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبدٌ خطاءٌ إنما مرَّ فجلس معهم، قال: فيقول: وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم» متفق عليه.
وعلى هذا مضى السلف الصالح ومن تبعهم بإحسانٍ تعلوا مجالسهم السكينة والوقار، ويعمرونها بتدارس السنة والقرآن، وما فيهما من ذِكر أسماء الله وصفاته، ووعده ووعيده، ومن بيان الحلال والحرام، والآداب والفضائل والأخلاق الكريمة، والحث على كل ما يحبه الله ويرضاه، والذم والتحذير من كل ما يسخطه الله ويبغضه من قبيح الأعمال والأقوال، وكانت مدارسهم المساجد التي أمر الله بتعظيمها، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} الآيةَ.
فلا يرفعون فيها الأصوات، ولا يكثرون فيها اللغط والضحك تعظيمًا لبيوت الله، ولمجالس الذكر والعلم والعبادة، وقد تغيرت الأحوال؛ فصارت مجالس العلم الشرعي أكثرها في المدارس والجامعات، ومجالس الوعظ والتذكير والدعوة كثيرًا ما تكون في غير المساجد، فافتقدت هيبة العلم وحُرمة المكان، وصار كثير من الطلاب والحضور لا يجدون حرجاً في التحدث بعضهم مع بعض، لا يمنعهم من الكلام إلا هيبة المعلم؛ بل آل الأمر ببعض الدعاة إلى إنتهاج طريقةٍ في الدعوة والموعظة غيرِ لائقة، ويتأولون أنها أنجع في جذب الشباب، واستمالة المقصرين والتأثير عليهم، وهذه الطريقة المبتدعة تتضمن أشياء عديدة تُفْقِد المجلس صفةَ الوقار والخشوع والذكر، فمما يفعله أصحاب الطريقة الجديدة في الدعوة ـ هداهم الله وجزاهم على قصدهم خيراً ـ حسبما نقل لي بعضُ الثقات، وقد سمعتُ بعضه مسجلاً:
1. حكاية أصوات المغنيين وكلامهم.
2. تقليد أصوات النساء.
3. ذكر كلمات ومصطلحات الفساق؛ كأصحاب المخدرات وغيرهم.
4. تمثيل أفعال وأصوات مَن يَرِد له ذِكر في القصة.
5. السعي إلى إضحاك الحضورِ بكلِ وسيلةٍ، حتى يعود المجلس إلى اللهو أقرب منه للذكر.
ومن المؤسف أن انشغالهم بالهزل أوقعهم في التقصير فيما يروونه من الحديث، فتجدهم يروون الأحاديث الضعيفة، ويخطِؤون في ألفاظ الأحاديث الصحيحة، ولا يبالون برواية بعض القصص الباطلة.
وحين أذكر ما وقع فيه الإخوة منَ الخطإ في أسلوب الدعوة؛ أدعوهم إلى العودة إلى ما أرشد إليه القرآن، ودل عليه هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته الكرام، والذين اتبعوهم بإحسان، ولا يتحقق ذلك إلا بتدبر الكتاب والسنة، وتَعَلُّمِ ما فيهما من الهدى ودين الحق، وذلك هو النور المبين، الذي يستضيء به السائرون إلى الله، وخير مَن يُقتدى به بعدَ النبي صلى الله عليه وسلم: صحابته، والتابعون، وأئمة الهدى.
أسأل الله أن يسلك بنا سبيلهم، ويثبتنا على ذلك حتى نلقاه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
أملاه
عبد الرحمن بن ناصر البراك
26/ 12/1431هـ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 12 - 10, 02:45 م]ـ
أرجو من الإخوة الفضلاء أن يساهموا في نشر الموضوع، وإيصاله لمن كان يفعل هذا أو بعضه من الوعاظ.
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[03 - 12 - 10, 03:01 م]ـ
جزاه الله خيرا وبارك في علمه
قال الشيخ
فمما يفعله أصحاب الطريقة الجديدة في الدعوة ـ هداهم الله وجزاهم على قصدهم خيراً ـ حسبما نقل لي بعضُ الثقات، وقد سمعتُ بعضه مسجلاً:
1. حكاية أصوات المغنيين وكلامهم.
2. تقليد أصوات النساء.
3. ذكر كلمات ومصطلحات الفساق؛ كأصحاب المخدرات وغيرهم.
4. تمثيل أفعال وأصوات مَن يَرِد له ذِكر في القصة.
هي اجتهادات الدعاة وكل واحده وطريقته في الدعوة وطبعيته المرحه أو غير المرحة
إن كان لايعجب الشيخ طريقة بعض الدعاة فغيره لايعجبه غيرها
لاشك أن الجد مطلوب ولكن ما ذكر لايتناقض مع الجد وليس فيه هزل
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 12 - 10, 04:06 م]ـ
هي اجتهادات الدعاة وكل واحده وطريقته في الدعوة وطبعيته المرحه أو غير المرحة
إن كان لايعجب الشيخ طريقة بعض الدعاة فغيره لايعجبه غيرها
لاشك أن الجد مطلوب ولكن ما ذكر لايتناقض مع الجد وليس فيه هزل
ليست المسألة أن يعحب فلان أو لا يعجبه، وإنما هل هذا الفعل مشروع يليق بمثل هذا الباب أم هو أقرب إلى السفه والتهريج، بل بعضه حرام كتقليد أصوات النساء.
وقد دعى الشيخ لأمر رشد وهو أن يطلبوا العلم ويتدبروا كتاب الله وسنة رسوله وخير القرون.
ـ[عماد الدين زيدان]ــــــــ[03 - 12 - 10, 05:10 م]ـ
صدقت يا شيخ عبدالرحمن
ولقد رأيت شيخ عليه من حسن الهدي الظاهر ما يحبب لك الإستماع إلى كلامه .. ثم إذا به يقلد كلام احدى النساء ناقدا .. لكنه يقلدها تقليدا .. وكما يظهر فالمرأة كانت مرفهة ناعمة غير ملتزمة بحشمة ولا وقار ....... فصدني ذلك عن سائر كلامه وان كان حقا
فالله الله والعودة إلى الأمر الأول
¥