ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 12 - 10, 06:08 م]ـ
بارك الله فيكم.
وليت الشيخ عبد الرحمن يتكرم بجمع مقالات شيخنا البراك في كتاب مستقل.
بارك الله فيكم جميعا وتقبل دعاءكم وشكر لكم
قد تولى هذا أحد الفضلاء، أعانه الله وسدده وبارك في وقته.
بعض الفضلاء ربما لم يسمع بعض هؤلاء القصاص، وقد بلغ بعضهم مبلغا عظيما في السفه والقحة، ولم يجدوا من ينكر عليهم ويبين قبح صنيعهم، ووجدوا بعض الطغام يضحك لهم ويقدمهم في المحافل؛ فاغتروا بذلك وظنوا أنهم من أهل العلم والبصيرة، وهم إلى العوام أقرب،
صحيح أنهم ليسوا لعى درجة واحدة، لكن بعضهم زين لبعض هذا المسلك، حتى أصبح كأنه من أحسن ما يُصنع.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 06:24 م]ـ
في الأسبوع الماضي رأيتُ أحدهم يحادثُ صبياً على الهواء مُباشرةً ثمَّ بعثَ لهُ عبرَ شاشة التِّلفَازِ قُبلَةً ساخنةً وقال (اممممممح) فهل هذا يليقُ يا معاشرَ العُقلاء بقومٍ يحسِبهم الجاهلُ والبسيطُ أنداداً لأكابر علماء الأمة.؟؟
لعلَّ الشيخَ أطالَاللهُ عمرهُ وقَرَ إلى سمعهِ بعضُ هذه التصرُّفاتِ الشوهاءِ هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=205201) فقال ما قال.!!
فجَزَى الله تعالى الشيخَ العلاَّمةَ خيراً على هذا البَيَانِ الشَّافي, وليت الأحبَّة يأذنونَ ببيانِ بعضِ النِّقاط:
- مصيبةُ بعضِ دعاتنا هو استخدامُ نظريةِ المكيافلية التي يقول صاحبها {إنَّ الحاكمَ لا ينبغي أن تعوقه المبادئ الدينية أو الأخلاقية عن تحقيق أغراضه السياسية بل إن من حقه ألا يتردد في التخلي عن هذه المبادئ وأن يتسلح بما يكفي من المكر والالتواء والقسوة فذلك ضروري للتمكين لسلطانه وسلطان بلاده} , وبعضُ دعاتنا - مع الفارقِ - يقول حالاً ومقالاً إنَّهُ لا ينبغي لأحدهم أن يحول بينهُ وبين جماهيرهِ من الدهماء حائلٌ , بل عليه أن يرقى كل صعبٍ وذلول في سبيل امتلاء الجريدة والشاشة والبلوتوث واليوتيوب والإذاعة بمقاطعه وأفانينه.
- بعضُ الدُّعاةِ المساكين اليومَ لو استخار الله واستشارَ الأمناءَ النَّاصحينَ فاستفتى عالماً عَدلاً لكانت دعوتهُ التي يطيرُ بها كلَّ مطار أقلُّ أحوالها الكراهَةُ إن لم تزلَق إلى التحريم.! , ألا ترى الإجماعَ منعقداً على أنَّ التكليفَ منوطٌ بالاستطاعةِ بمعنى أنَّ الصبيَّ لا صومَ عليهِ والأشلَّ المعوزَ لا حجَّ عليهَ والفانيَ الهرِمَ لا جِهادَ عليهِ , فكذلك الرجلُ المفلسُ علماً لا دعوةَ عليهِ إلا بقدر ما يتقِنُ ويُجيد.
- المُشكِلُ في نظري القاصر هو أنَّ بعضَنا يخلِطُ بين وسائل الدَّعوة ومقاصِدها , ولو وازنَ موازنةً صحيحةً لسلِمَ من الخَلطِ , فتقدُّمُ وسائلِ الدَّعوةِ على مقاصدها باعتبار الفعلِ والمُبَاشرةِ لا ينفي تقدُّمَ المقاصدِ من حيثُ الإرادةُ , ولذلكَ قالوا {أوَّلُ الفكرةِ آخِرُ العَمَلِ , وآخرُ الفِكرةِ أوَّل العَمَلِ} ومثلُ ذلك قولُ شيخِ الإسلام رحمه الله تعالى {العلَّةُ الغائيَّةُ مُقَدَّمةٌ في التصوُّر والقصدِ , وإن كانت مؤخَّرةً في الوجود والحصول}.
- ينبَغي أن يتأنَّى البعضُ في قضيَّةِ الجَزمِ بسَوْغِ مثلِ هذه التجاوزاتِ الصبيَانيَّةِ الماثلةِ في الخُروجِ عمَّا تَعارفَ عليهِ المصلحونَ والدُّعاةُ من (الأمرِ بالعُرفِ) , ومحاولةِ تبسيطِ هذه الأساليبِ التي تُقحَمُ قسراً في الدَّعوةِ إلى الله تعالى , ويُتَذَرَّعُ لها بالمقاصِد التي تُستَخدَمُ لبلوغها هذه الوسائل.
- على القَول بأنَّ وسائلَ الدَّعوةِ اجتهاديَّةٌ لا يجوزُ إغفالُ ما استقرَّ عند العُلماءِ من أنَّ المُجتهدَ لا ينبغي لهُ أن يُغفِلَ مآلاتِ اجتهادهِ بمَعنى أنَّ الارتجالَ والتقليدَ الأعمَى في هذه الأساليبِ لا يمتُّ إلى الاجتهادِ بأيةِ صلةٍ , وهذا ما يجعلُ من الواجبِ على أولئكَ النَّفَر - المتذرعينَ بأنَّ المرحَ والأساطيرَ والنغماتِ مجلَبَةٌ لقلوب بعضِ من لا يستجيبونَ للوعظِ والنَّذارةِ ومباشرة نُذر الله لقلوبهم – تعلُّمَ ما يسمِّيهِ الفقهاءُ بفقهِ الوسائلِ وإن لم تسمح برامجهم بالتعلُّمِ فليكتفوا بالسؤالِ , لأنَّ هذا البابَ (فقه الوسائل) آلةٌ لخواصِّ العُلماءِ ومن أنزلَ نفسهُ منزلتهم بابتكار هذه الأساليبِ فحتمٌ عليهِ أن يُوازنَ في اجتهاداتهِ بين الوسائل والمقاصدِ
¥