تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{إذَا تَبَيَّنَ هَذَا فَنَقُولُ لِلسَّائِلِ: إنَّ الشَّيْخَ الْمَذْكُورَ قَصَدَ أَنْ يتوب الْمُجْتَمِعِينَ عَلَى الْكَبَائِرِ فَلَمْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ إلَّا بِمَا ذَكَرَهُ مِنْ الطَّرِيقِ الْبِدْعِيِّ. يَدُلُّ أَنَّ الشَّيْخَ جَاهِلٌ بِالطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي بِهَا تَتُوبُ الْعُصَاةُ أَوْ عَاجِزٌ عَنْهَا فَإِنَّ الرَّسُولَ - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - وَالصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَدْعُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ بِالطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي أَغْنَاهُمْ اللَّهُ بِهَا عَنْ الطُّرُقِ الْبِدْعِيَّةِ. فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: إنَّهُ لَيْسَ فِي الطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي بَعَثَ اللَّهُ بِهَا نَبِيَّهُ مَا يَتُوبُ بِهِ الْعُصَاةُ فَإِنَّهُ قَدْ عُلِمَ بِالِاضْطِرَارِ وَالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ أَنَّهُ قَدْ تَابَ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ مَنْ لَا يُحْصِيه إلَّا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ الْأُمَمِ بِالطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا مَا ذُكِرَ مِنْ الِاجْتِمَاعِ الْبِدْعِيِّ؛ بَلْ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ - وَهُمْ خَيْرُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ - تَابُوا إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ لَا بِهَذِهِ الطُّرُقِ الْبِدْعِيَّةِ}.

وذكَرَ بعضَ الأمور الهامَّةِ مثل قوله:

- أَمْصَارُ الْمُسْلِمِينَ وَقُرَاهُمْ قَدِيمًا وَحَدِيثًا مَمْلُوءَةٌ مِمَّنْ تَابَ إلَى اللَّهِ وَاتَّقَاهُ وَفَعَلَ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ بِالطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ لَا بِهَذِهِ الطُّرُقِ الْبِدْعِيَّةِ , فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالُ: إنَّ الْعُصَاةَ لَا تُمْكِنُ تَوْبَتُهُمْ إلَّا بِهَذِهِ الطُّرُقِ الْبِدْعِيَّةِ بَلْ قَدْ يُقَالُ: إنَّ فِي الشُّيُوخِ مَنْ يَكُونُ جَاهِلًا بِالطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ عَاجِزًا عَنْهَا لَيْسَ عِنْدَهُ عِلْمٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَمَا يُخَاطِبُ بِهِ النَّاسَ وَيُسْمِعُهُمْ إيَّاهُ مِمَّا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَيَعْدِلُ هَذَا الشَّيْخُ عَنْ الطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ إلَى الطُّرُقِ الْبِدْعِيَّةِ إمَّا مَعَ حُسْنِ الْقَصْدِ إنْ كَانَ لَهُ دِينٌ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ غَرَضُهُ التَّرَؤُّسَ عَلَيْهِمْ وَأَخْذَ أَمْوَالِهِمْ بِالْبَاطِلِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}}

قُلتُ: وطلَبُ الترؤس والمالِ تُهمةٌ ليس بوسع أحدٍ من أولئك الدَّراويش نفيُها عن نفسه , فمن تعامل معهم مباشرةً - ورأى بيعَ حقوق المحاضرةِ بالمائة ألفٍ والمائتينِ مع اشتراطِ الدرجة الأولى والمأكولات البحرية واصطحاب الزوجة وغير ذلك ليبيع بهِ موعظةً يستخدمُ فيها هذه الأساليبَ – استيقن أنهم منغمسونَ في ذلكَ إلا ما رحمَ ربِّي وهم لا يتجاوزون الخمسةَ بالنسبة للمشاهير.

- ثمَّ ذكر رحمه الله قاعدةً مفادُها أنَّهُ: {لَا يَعْدِلُ أَحَدٌ عَنْ الطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ إلَى الْبِدْعِيَّةِ إلَّا لِجَهْلِ أَوْ عَجْزٍ أَوْ غَرَضٍ فَاسِدٍ}.

وللاستزادة بكامل فتواهُ رحمه الله انظر المجموع 11/ 620

ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 07:45 م]ـ

جزاه الله خيرا وبارك في علمه

قال الشيخ

هي اجتهادات الدعاة وكل واحده وطريقته في الدعوة وطبعيته المرحه أو غير المرحة

إن كان لايعجب الشيخ طريقة بعض الدعاة فغيره لايعجبه غيرها

لاشك أن الجد مطلوب ولكن ما ذكر لايتناقض مع الجد وليس فيه هزل

كنت أتعجب من بعض الدعاة يبتسم و يضحك و هو يذكر الناس بالآخرة و الموت فقلت في نفسي أليس الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا خطب احمر وجهه كأنه منذر جيش,

أما تقليد الأصوات و محاكاة الأفعال ألا يدخل ذلك في التمثبل المنهي عنه , فالدعوة تؤثر في الناس إذا خرجت من القلب , فليست النائحة التكلى كالنائحة المستعارة.

ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 07:46 م]ـ

أبا زيد الشنقيطي .. لا حرمت الأجر العظيم.

ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 08:01 م]ـ

حفظ الله الشيخ البراك وبارك الله في علمه ونصحه

وبارك الله فيك اخي عبدالرحمن

ـ[أبو سلمان الشعراوي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 08:12 م]ـ

أعتقد أن الأمر محل اجتهاد

وهو متعلق بوسائل الدعوة

وهل هي توقيفية أم اجتهادية

وكل ٌ على خير

ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 08:19 م]ـ

أعتقد أن الأمر محل اجتهاد

وهو متعلق بوسائل الدعوة

وهل هي توقيفية أم اجتهادية

وكل ٌ على خير

قال ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (وكم من مريد للخير لم يصبه)

وهل فيه هدي في الدعوة أحسن من هدي الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير